الأمم المتحدة: ملايين السوريين قد لا يستطيعون النجاة في الشتاء
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير جديد مقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن الوضع الإنساني المتردي بالفعل في سوريا يزداد سوءًا.
وأكد غوتيريش، خلال تقرير أن ملايين السوريين قد لا يستطيعون النجاة في الشتاء، إذا لم تُجدد شحنات المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا الشهر المقبل.
الوضع الإنساني المتردي في سوريا
وأكد أن المساعدات عبر الحدود إلى الشمال الغربي لا تزال “جزءًا لا غنى عنه” من العمليات الإنسانية للوصول إلى جميع المحتاجين.
وفي وقت سابق، طالب مجلس الأمن، تقريرًا من الأمين العام عن الاحتياجات الإنسانية لسوريا، في قرار تموز الماضي، الذي مدد إيصال المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية عبر معبر “باب الهوى”، من تركيا إلى شمال غربي سوريا، لمدة ستة أشهر حتى 10 كانون الثاني المقبل.
ووفقا للتقرير الأممي، قد يعيش 7.5 مليون شخص عبر الشمال بشكل رئيسي مع وجود عدد قليل في مخيم “الركبان” في الجنوب الشرقي، ويحتاج 6.8 مليون منهم إلى مساعدات إنسانية بسبب الأعمال العدائية والنزوح الواسع النطاق.
وقال غوتيريش: “بعد 11 عامًا من الصراع، لا يزال البلد يضم أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، مما يؤدي إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، ويستمر الوضع الإنساني في التدهور”.
وأكد أن الوضع السيئ بالفعل، تفاقم بسبب انتشار مرض “الكوليرا” في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب فيروس “كورونا” (كوفيد- 19)، والاقتصاد المتدهور والمناخ والصدمات الأخرى التي يسببها الإنسان، بحسب تعبيره.
كما أشار غوتيريش، إلى أن يحتاج حوالي 15.3 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 22.1 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في 2023، مقارنة بـ14.6 مليون شخص في 2022.
ويعتبر هذا الرقم الأعلى للأشخاص المحتاجين منذ بدء الصراع في 2011، بحسب الأمين العام.
كما أشار التقرير إلى زيادة بنسبة 48% في سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات في 2022 مقارنة بـ2021، لافتا إلى أن ما لا يقل عن 25% من الأطفال دون سن الخامسة في بعض المناطق يعانون من التقزم ويتعرضون لخطر الإصابة بأضرار لا رجعة فيها لنموهم البدني والمعرفي، بالإضافة إلى “العدوى المتكررة وتأخر النمو والإعاقات والوفاة”.
في يوليو 2020، استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة، للإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لتقديم مساعدات إنسانية إلى شمال غربي إدلب.
بعد أيام، قلّص إيصال المساعدات إلى معبر باب الهوى فقط لمدة عام كما طلبت الدولتان.
في يوليو 2021، ضغطت روسيا من أجل مزيد من التخفيض، ووافقت بعدها على تمديد لمدة ستة أشهر مع ستة أشهر أخرى مشروطة بتقرير من الأمين العام حول التقدم في عمليات التسليم عبر الخطوط.