مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مصدق العلي يكتب: العراقي الكسول

نشر
الأمصار

هل العراقي كسول

يتم تداول المواطن العراقي في الحديث بين السياسيين على انه مزاجي، غير منتج وكسول، ولا يرضى على أي " منجز". 

بل يتم اتهامه بميله للتخريب وتصل التهم للخوين والطعن في العرض والاصل.

 كان هذا الحديث عماد الفكر السياسي الباطن ما قبل 2003 , بل وزادت وتيرته وخرج هذا الصوت من الغرف المغلقة والجلسات الخاصة برعونة سياسية ليتم تداوله في العلن وتخصيص اموال من ميزانية الشعب العراقي لسب وتقريع الشعب العراقي وزرع الفتن بين أبنائه. 

من الغريب ان العراقيين في الخارج، يشغلون مواقع مهمة وينالون التكريم، ويتصدرون مراكز مهمة في الاقتصاد، والادب، والفن، والعلم. وهنا عملا بمبدأ حسن النية أتساءل عن المسببات التي تجعل المواطن العراقي يقع عليه وصف الكسول والميل للعنف، والمزاجية المفرطة؟

لذلك، اتجهت الى الاعلام العراقي الداخلي كونه " أي الاعلام" من حيث المبدأ، مرآة المجتمع. عند تقليب بين القنوات الفضائية العراقية المتنوعة وذات المذاهب السياسية المتباينة، يلاحظ الانسان العادي كادرات الاستوديو وتقنيات الكاميرات والصوت، والمساحات الكبيرة والاستوديوهات المنفصلة والمتوزعة في بلدان العالم. هذه الإمكانات لا تتواد حتى لمحطات منفردة كالجزيرة والب بي سي.

 وهنا نتحدث عن أستوديوهات الاخبار اليومية والتحليلات السياسية. وبينما في العالم المتحضر، يرتبط المساء في الترفيه للمواطن العائد من عمله منهكا لتعطيه جرعة من السرور مع العائلة، تنعكس الحالة في العراق لنجد معارك السياسة واخبار الصراعات والسرقات تتصدر فترة المساء، ان كان المواطن محظوظا في توفر التيار الكهربائي لديه!

ويلجأ المواطن في اغلب الأحيان لمواقع التواصل الاجتماعي كونها غبر مرهونة بمشاكل الطاقة او بطيء الانترنيت، لكن هيهات ان يتصفح بدون ان تحاصره الاخبار السياسية المدفوعة الثمن. 

إن ما يتم نشره في المحطات الفضائية ومنصات  التواصل الاجتماعي التابعة لها من أخبار ومقاطع صوتية ومصورة لأخبار  ومشاكل أخرى غير التي يعانيها الناس، إلى جانب العذاب الدائم للمواطن العراقي في كل مفاصل الحياة من طرق وطاقة ومياه وتعليم وامن وتشوه الحياة السياسية اثر ويؤثر بشكل كبير على نفسية المواطن وقد ويتسبب في مشاكل صحية ونفسية يعاني منها اغلب العراقيين مثل اضطرابات  النوم والأرق ومشاكل الجهاز الهضمي والصداع والقلق المزمن وضيق الصدر، بل الشعور بالهلوسة وإحساس المرء في حالات متقدمة أنه يموت بالبطيء وتقلبات المزاج أو السلوك العدواني. وهنا يطلق على لحالة التي يصلها الفرد للإصابة بالأعراض أعلاه والمرتبطة بالأحداث السياسية بـ "لاكتئاب السياسي".

 الاكتئاب السياسي الذي يبدو انه مكسب سياسي تستميت من اجله الكتل السياسية هو السبب الأساسي في انهزام الفرد الداخلي والإحباط الذي يمنعه من النهوض بمجتمعة اقتصاديا، وعلميا، وخدميا، وامنيا.

 وهذا أيضا السبب في وقاحة الفاسدين واستفحال سرقاتهم وهدرهم للمال العام بدون اعارة أي بال او اهمية للشعب العراقي. ان الاكتئاب السياسي هو درع الفاسدين وحجابهم السحري الذي يتسترون به من الحساب والرقابة.

ومن اجل التخلص من افة الاكتئاب السياسة، وذلك من خلال أربع ممارسات، أولها تغيير نظرة الفرد إلى مصدر الاكتئاب، وثانيها القيام بالبحث عن شيء آخر لتعديل مزاجه؛ كأن يتواصل مع اقاربه وأهله ويبرهم وهنا وبمساعده العوائل لبعضها، بل وحتى التفكير بمشاكل بعضها يتم توجيه طاقة الفرد لمشاكل مهمة وقابلة للحل مما يرفع مستوى الفرد الاجتماعي والنفسي وحتى الاقتصادي.

 ثالثا يكون توجيه طاقة الفرد كاملة إلى عمل او هواية مفيدة بعيده يرى نفسه مبدع فيها وتدر علية بمردود حسي، او مادي كالرسم، او الشعر، او ممارسة عمل كالبرمجة، او الحرف اليدوية. الدراسة أيضا، كتعلم اللغات او تقنيات جديدة من الممارسات التي تداوم مجتمعات كاليابان عيلها. وأخيرًا التوقف عن التفكير والحديث عن هذه القصص والتحليلات الخبرية التي لا طائل سياسي منها. 

الأمر ليس دعوة لأن يكون المواطن العراقي سطحيًا أو تافهًا، بل دعوة لكيلا يشغل الانسان يومه في التعليق على الأحداث صغيرة وتوافه الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي، أو فيما بيننا وبين الآخرين، فنذهب معها بكل جوارحنا الى ان تكون نشرات الأخبار والقصص السياسية التافهة التي تشغل الاعلام العراقي هي المتحكم الأول في حالتنا المزاجية والنفسية والصحية. وان صح الفرد صح المجتمع، وخسر الفسدة من سياسيي الصدفة قلعتهم الحصينة ومكسبهم الأوحد وهو الكأبة المجتمعية.