في حواره لموقع صدى البلد الإخباري المصري..
د. رائد العزاوي يكشف تفاصيل قمة بغداد 2 وما دار بها من نقاشات
أجرى موقع "صدى البلد" الإخباري المصري، حوار مع الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاستراتيجية، وذلك للحديث بشكل أكثر تفصيلاً حول قمة بغداد 2، وأهم ما دار فيها من نقاشات خاصة تلك التي تتعلق بالعراق وكيفية دعمه حاليا وفي المستقبل.
وقال العزاوي، إن قمة بغداد الأولى والثانية هما جزء من مشروع كبير بالمنطقة العربية؛ يهدف للتعامل والتعاون الاقتصادي بشكل يدعم وجود السلم، والبعد عن الخلافات.
العزاوي: الاقتصاد مهم في تحقيق السلم بين الدول
وأشار العزاوي، إلى أهمية الاقتصاد في تحقيق السلم بين الدول، قائلا: على سبيل المثال لا يوجد خلافات بين الأوروبيين؛ لأن يجمعهم اقتصاد، حتى الصراع الروسي الأوكراني كان له تأثيرا كبيرا على الاقتصاد لكن لم يصل الأمر للفرقة داخل الاتحاد الأوروبي؛ لأن هناك مشتركات اقتصادية، وبالتالي القمتان مبنيتان على بناء شراكات اقتصادية وصناعية وتجارية وزراعية مشتركة طويلة الأمد تؤدي بدورها لحالة من السلم، حتى في أسوأ الأحوال إذا حدث خلاف بين الدول في المنطقة سينتهي بعقد حوا وإيجاد حلول بسيطة، فالقمتان نقطة تواصل وحوار مباشر مع العرب بشكل يضمن أن لا تكون المنطقة العربية ساحة للصراع.
العزاوي يكشف أهمية قمة بغداد 2
-هناك مشاركة قوية للبحرين وعمان وغيرهم من الدول الذين يمثلون قوى اقتصادية لا يستهان بها، فبالتالي هناك استفادة على المستوى الاقتصادي.
-هناك استفادة كبيرة من المشاركة الأوروبية في قمة بغداد 2 مثل فرنسا، التي لديها نفوذ داخل الاتحاد الأوروبي وتستطيع أن تجسد نوع جديد من العلاقات الجيدة بين العرب وأوروبا مبنية على أساس التوازن.
-المؤتمر يفتح باب للحوار المباشر مع إيران وتركيا خاصة أنهما الدولتين الأكثر تأثيراً في المشهد العراقي.
-إيران وتركيا لهما تأثير داخل ليبيا واليمن ولبنان ولكن تأثيرهما الأكبر في العراق.
العزاوي: الأزمات بالعراق ليست وليدة اليوم
وأضاف الدكتور رائد العزاوي، أن الأزمات بالعراق ليست وليدة اليوم أو العشرين عام الماضية وليست وليدة الاحتلال الامريكي في عام 2003، بل أزمة العراق تكمن في تعدد الهويات الممثلة لهذه البلد، وتعدد الإثنيات والاتجاهات (قبلي، عشائري، و في بعض الاحيان عوائلي)، كما ان هناك اديان متعددة بالعراق، مشيراً إلى أن اقدم ديانة بالعراق هي "الصائبية"
وأكد الدكتور رائد العزاوي، أن جغرافية العراق المتنوعة المتمثلة في (جبال شاهقة، سهول خضراء، صحراء، مستنقعات هي الاكبر في العالم، نهرين، شاطئ الخليج العربي) "ظلمت العراق" حيث أنها تقع بين مجموعة من الإمبراطوريات القوية المتصارعة على النفوذ في العالم، وبالتالي هذا التعدد في الثقافات والهويات والجغرافية جعلت أمريكا في لحظة تأخد قرار بإحتلال العراق و وصفها الدكتور رائد عزاوي "لحظة من الغباء الامريكي" وهي لحظة فارقة في تاريخ العراق، ومنذ ذلك التوقيت بنيت العلاقة بين السلطة والشعب على أسس طائفية.
وتابع العزاوي، هناك مشكلة أخرى بالعراق وهي كتابة الدستور بأشكال مختلفة حيث أن السنية كتبت الدستور بشكل يناسبهم، والشيعة كتبوا الدستور كما يريدون، والأكراد كذلك، ولكن كل ما كتب كان بعقلية عام 2005 وليس 2021، وبالتالي بنى على هذا الدستور سلسلة طويلة من الازمات، و في ظل الحكم العرقي والطائفي والمذهبي استطاع الارهاب بقيادة تنظيم داعش الارهابي أن يحتل ثلثي العراق وكبرى مدن العراق وذلك بسبب ضعف وتخندق الدولة، و ضعف الهوية الوطنية لافتاً أن الارهاب يبحث عن مناطق رخوة في العقول قبل الاراضي.
العزاوي: مشكلة العراق البحث عن الهوية الوطنية
واستكمل العزاوي، المشكلة في العراق ايضاً هي البحث عن الهوية الوطنية، ولكن في تشرين 2019 خرج ملايين من الشباب لاسترداد الدولة العراقية من جار لم يكن أميناً على العراق، ونخر العراق اقتصادياً وسياسياً وهذا ما جعل الوضع شائكاً ثم جرت الانتخابات في 2021 وأفرزت الانتخابات قوتين متصارعتين سياسيتين من الشيعة حيث أن الدستور أسس على أن تكون هذه القوى الحاكمة، أما السنية والكردية ليست لها دور في العملية السياسية ولكنهم ايضاً قادوا البحث عن المغانم لمصلحتهم وليس لمصلحة العراق.
قال الدكتور رائد العزاوي، إن محمد شياع السوداني قام بزيارات عديدة للدول العربية، وعقد لقاءات مع القادة العرب، وأعاد تنشيط العلاقات مرة أخرى، كما أصر على أن تعقد اللجنة العراقية المصرية على هامش اللقاء الثلاثي( المصري، الأردني، العراقي) الذي من المفترض أن يعقد في مارس 2023.
وأردف: لقد أكد ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب أن سفارة المغرب ستفتح بالعراق بعد 32 عام.
العزاوي: كلمة السوداني بقمة بغداد كانت واضحة
واستكمل: كلمة محمد شياع السوداني بقمة بغداد ٢ كانت واضحة وقال " نحن أقوياء بوجود علاقات متزنة مع العرب والجيران سواء تركيا وإيران"، مشيراً لدور العراق في عدد من الأزمات وسعيه للسلام حيث أنه كان سبب في عودة العلاقات مع مصر وقطر، كما عقدت 6 مباحثات سعودية إيرانية، و5 لقاءات اردنية إيرانية مباشرة وبالتالي العراق تبحث عن تهدئة الوضع بين الدول وبعضها.