مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

دق ناقوس الخطر.. لماذا عادت الصين تهدد العالم من جديد؟

نشر
الأمصار

لم يمر وقتًا كبيرًا على مشاهد الرعب التي اجتاحت العالم أجمع بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في معظم البلاد، بدءًا من الصين ومن ثم باقي الدول، وكان على أثرها توفي عدد كبير من المواطنين في كافة أرجاء العالم.

ووفقًا لأخر احصائية رصدت عدد وفيات فيروس كورونا من أن اندلع بالصين وحتى الآن، فقد بلغ إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم  إلى 6 ملايين و677 ألفا و531 وفاة.

وفي غضون عامين، عادت مشاهد الرعب في شوارع الصين مرة أخرى بعد عودة انتشار فيروس كورونا من جديد، حيث شهدت مدن صينية منها العاصمة بكين وشنغهاي، موجه إصابات غير مسبوقة بفيروس كورونا، وارتفعت الإصابات المسجلة لأكثر من 3 آلاف مصابًا في اليوم الواحد، وذلك للمرة الأولى منذ تبني الحكومة الصينية لسياسة "صفر كوفيد".

ووفقًا لتقرير وكالة الأبناء الألمانية، أكد أن الصين ستشهد أكثر من مليون حالة إصابة كورونا يوميًا، ومن المتوقع أن تصل ذروة التفشي في يناير ومارس المقبلين في العام القادم 2023، وذلك بتسجيل 3.7 مليون و4.2 مليون حالة يوميًا على التوالي.

الصحة العالمية قلقة لارتفاع إصابات كورونا في الصين

وكشف مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن “قلقه البالغ” إزاء موجه الإصابات غير المسبقة بفيروس كورونا في الصين خاصة بعد انحصار الحالات لفترة كبيرة بالبلاد.

وطالب مدير منظمة الصحة العالمية، بكين بمعلومات مفصلة عن مدى خطورة الوضع، مضيفًا:"بهدف إجراء تقييم كامل لما ينطوي عليه الوضع من أخطار".

وأشار، إلى أن  منظمة الصحة العالمية  تحتاج الى معلومات أكثر تفصيلًا عن خطورة المرض والحالات التي دخلت المستشفيات على صعيد وحدات العناية المركزة".

التوقف عن نشر أعداد الإصابات اليومية بكوفيد-19

وبزيادة عدد الإصابات قررت بعض القطاعات في الصين، عدم نشر الاحصائيات اليومية الخاصة بكورونا، حيث توقفت لجنة الصحة الوطنية بالصين عن نشر أعداد الإصابات اليومية بكوفيد-19، بعد أن شهدت تضاربًا في البيانات منذ إعلان تخفيف القيود الصارمة.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين، والتي دأبت على نشر أعداد الإصابات اليومية بكوفيد-19 في البلاد على مدار السنوات الثلاث الماضية، بأنها لن تنشر مثل هذه البيانات، وسط شكوك حول مصداقيتها بعد تفجر الإصابات في أعقاب تخفيف مفاجئ للقيود الصارمة.

وقالت اللجنة في بيان إن "المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها سينشر المعلومات المتعلقة بكوفيد من أجل الرجوع إليها والبحث"، دون تحديد أسباب هذا التغيير أو وتيرة تحديث المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها المعلومات المتعلقة بكوفيد-19.

ويأتي توقف لجنة الصحة الوطنية عن نشر إجمالي العدد اليومي للإصابات والوفيات مع تزايد المخاوف بشأن نقص المعلومات المهمة منذ أن أجرت بكين تغييرات شاملة على سياسة صفر كوفيد التي أدت إلى فرض عمليات إغلاق صارمة على مئات الملايين من مواطنيها وأضرّت بثاني أكبر اقتصاد في العالم.


ظهور فيروس كورونا المستجد لأول مره

وفي أواخر 2019 ظهر فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى في دولة الصين وانتشر خلالها بسرعة لينتشر بعد ذلك عالميا، حيث تسبب في موجة غير مسبوقة من الإصابات والوفيات على الرغم من تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وطبقها معظم الدول.


وفرضت الصين منذ عام 2020 قيودا صحية صارمة، واعتمدت سياسة "صفر كوفيد" التي أتاحت حماية الأكثر تعرضا للخطر والذين لا يتم تطعيمهم، وساهمت هذه القيود في السيطرة على الوباء، وكان أهمها،  اختبارات سريعة ومكثفة للمصابين، ووضع الأشخاص المصابين بكورونا في الحجر الصحي، وإغلاق المحلات.

 

وعلى الرغم من تنفيذ هذه القيود الأ أن فيروس كورونا تطور وتحور لعدة متحورات مختلفة أشرها وأقواها كان أوميكرون ودلتا، حيث تسببوا في موجة غير مسبوقة من الإصابات والوفيات.


وتسببت جائحة كوفيد-19 في وفاة أكثر من 18 مليون شخص بالعالم في الفترة ما بين بداية 2020 ونهاية 2021، في حصيلة أكبر بثلاث أضعاف من الأرقام الرسمية، حسبما كشفت دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الجمعة.


ارتفاع حصيلة كورونا حول العالم

ووفقا لأخر إحصائية نشرتها جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، ارتفعت حصلية الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 حول العالم   إلى 656 مليونا و825 ألفا و62 إصابة بنهاية هذا العام.

وأوضحت الجامعة أن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتي بلغت أكثر من 100.3 مليون إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 44.6 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 36 مليونا.


الصين تتخلى عن "صفر كوفيد"

وذلك مع تخلى بعض الدول عن الاجراءات الاحترازية الصارمة والقيود التي وضعتها من قبل نظرا لقلة حادة الفيروس، ففي نوفمبر الماضي، أنهت الحكومة الصينية معظم هذه الإجراءات الاحترازية في بداية ديسمبر الحالي، وسط ازدياد السخط بين السكان وانعكاسات كبيرة على الاقتصاد

حيث قامت بتخفيف القيود المشددة وتقليل الإجراءات الاحترازية، وتم السماح بفتح المدارس مرة أخرى في حال عدم تفشي كورونا، ولم يعد ضروري ذهاب الأشخاص المصابين بفيروس كورونا إلى منشأة الحجر الصحي.

وفي مقابل تخفيف كل هذه التدابير الوقائية في أنحاء البلاد، قابلها ارتفاع ملحوظ لأعداد الإصابات المؤكدة إلى 655 مليونًا و205 آلاف و778 إصابة.

مما آثار مخاوف المواطنين من تفشي كورونا في العالم مرة أخرى لتعاد معركة 2020 المأسوية مرة أخرى في العام الجديد وآثار أيضا توقعات عدد من الأطباء، فالبعض منهم توقع  حدة تأثيرات الوضع الحالي في الصين على العالم.

‏حيث رأي عدد من الأطباء أن الاستهتار بما يحدث في الصين وانتشار الفيروس بهذا الشكل، من الممكن أن يتسبب بإعادة ما حدث من عامين وينتشر الفيروس بشكل أخطر عن ما سبق، لأن الانتشار الموسع يخلق سلالات أخطر، ما قد يدمر منظومة اللقاحات، حيث يمكن ألا تتأثر السلالات الجديدة باللقاحات مثل أوميكرون.

أما الجزء الأخر من الاطباء، رأى أن  السيطرة على الوضع الحالي ومنع تفشي الفيروس للعالم خطوة هامة، وذلك عن طريق التحصين بتطعيم المواطنين بكل الجرعات والجرعات التنشيطية حتى يمنع من خطورة الأعراض في حال الإصابة، ما يجعل الأمر يمر بشكل خفيف دون أي تضرر عالمي، وهذا المتوقع حدوثه لأن العالم حصل على درس مستفاد من الفترة الماضية وأصبح لديه طرق جيدة في التعامل مع كورونا.


ضرورة عدم التهاون بفيروس كورونا

وبناءًا على التقديرات الحالية، يؤكد الأطباء أنه يفترض أن اللقاحات المتاحة ستستمر في توفير الحماية، فالحماية من الأمراض الخطيرة تكون قوية بشكل خاص ضد التحولات الفيروسية، وعلينا عدم التهاون في ظل هذه الظروف والاهتمام الجيد بارتداء الكمامة والكحول نتيجة تلوث الهواء والالتزام بالعادات الصحية وإتباع تعليمات الدول والإجراءات الاحترازية الخاصة بإرشادات فيروس كورونا.

 

نقص الأدوية في الصين

 

وأكد موظفي الصيدليات في الصين، أن أدوية الحمى نفذت والمستشفيات تعاني من الإجهاد، حيث أبلغ المسؤولون الصينيون عن ارتفاع متواضع في حالات الإصابة والوفيات فيروس كورونا، لكن بعض خبراء الصحة العامة وأقارب المتوفى يشتبهون في ارتفاع حصيلة الضحايا.


آمال معلقة على 2023

 

ومع اقتراب عام 2023 تأمل منظمة الصحة العالمية طي صفحة جائحة كورونا، إلا أن الأمل يعتبر بعيدًا نسبيًا وهو ما عبر عنه مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في 14 ديسمبر من العام الجاري بقوله: "الفيروس جاء ليبقى"، فهل ستأتي 2023 بجديد وتضع حلًا لهذا الفيروس أم سنعيش في عزلة تامة من جديد مثلما عشناها في 2020؟.