"ذا ديبلومات": "التنافس والتعاون" الرقمي سيطغى على العلاقات بين واشنطن وبكين
رجحت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشأن الأسيوي أن تستمر المنافسة الرقمية بين واشنطن وبكين لكن لا يمكن للولايات المتحدة التغاضي عن تأثير الصين الرقمي وأهميته إذ تتاح لكلا البلدين فرصة التعاون، وكذلك التنافس، لتنفيذ القوانين واللوائح الحاكمة في مجال البنية التحتية الرقمية.
وأكد تقرير دورية "ذا ديبلومات" غياب وضوح -رغم إمكانية- "التعاون المشترك"، منوها بأهمية إدارة العلاقة الصينية الأمريكية من منظور بناء، ليس فقط لتجنب التدهور الكارثي، ولكن أيضًا لزيادة الاستقرار العالمي وتعزيز السلام والتنمية والازدهار في العالم.
وأشار التقرير إلى التصعيد السريع للاستراتيجية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الاقتصاد الرقمي الصيني، فيما انضم حلفاء الولايات المتحدة وعدد متزايد من الدول النامية إلى الجهود التي تقودها واشنطن، في محاولة لإعاقة نمو الاقتصاد الرقمي في الصين، واحتواء التكنولوجيا والشركات الصينية.
وذكر التقرير أن الصين تجاوزت تكنولوجيا الدول المتقدمة، مما تسبب في قلق متزايد في الولايات المتحدة، على صعيد الاقتصاد الرقمي الافتراضي إلى البنية التحتية الرقمية، ويمثل الاقتصاد الرقمي في الصين المرحلة المتقدمة من جهود الإصلاح الاقتصادي التي بدأت في أواخر السبعينيات.
واستعرض التقرير على مدار الأربعين عامًا الماضية، إنشاء الشركات الصينية مسارًا للبحث والتطوير المستقبل لتكنولوجيا الاتصالات وإكمال التطور الهائل من شبكات الاتصال الهاتفي و اتصالات النطاق العريض من الجيل الأول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول والجيل الخامس، وشهدت صناعة الإنترنت نموًا هائلاً، وتم تطوير القدرة التنافسية الدولية للصين في التقنيات الرقمية مثل التجارة الإلكترونية والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السوق المحلية الهائلة.
وأشار التقرير إلى أن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد رقمي في العالم، حيث وصلت قيمتها إلى 45.5 تريليون يوان صيني في عام 2021 ، لكن من الصعب تحقيق استقرار طويل الأجل في الاقتصاد الرقمي القائم على الإنترنت، حيث تعتقد الصين أن الاقتصاد الحقيقي هو المفتاح للحفاظ على التنمية الاقتصادية، بينما تعد البنية التحتية الرقمية مجرد أداة لتحقيق هذا الهدف.
وتطرق إلى تجرية الصين في إنشاء أحد الموانئ البحرية وإنشاء أول محطة حاويات ذكية خالية من الكربون في العالم والذي يعد أحد أفضل 10 موانئ في العالم، فيما استفادت الشركات التكنولوجية الصينية من دمج خوارزميات ذكية متقدمة لتحسين مسارات القيادة ومناولة الحاويات وشحن البضائع، وحقق مشروع البنية التحتية الرقمية نتائج إيجابية ، مما مهد الطريق للصين لاستكشاف أفضل الممارسات التكنولوجية في هذا الصدد.
في المقابل، أشار التقرير إلى نهج القيادة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي وخطة البنية التحتية الأمريكية البالغة 2.25 تريليون دولار لتعزيز تكامل التكنولوجيا وإمكانات الاقتصاد الرقمي، بينما قيدت الولايات المتحدة صعود التقنيات المتطورة في الصين من خلال ضوابط التصدير والعقوبات وحظر التكنولوجيا، بل إنها تعاونت مع حلفائها الاقتصاديين لفرض الضغط على الصين عبر آليات متعددة.
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تقف متفرجة على تطور الصين بل بدأت في مشروعات تطبيق الذكاء الاصطناعي إذ تستخدم قطارات ولاية فلوريدا الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنه لا يزال النطاق محدود ولكنه قد يعمل على إيقاظ الشركات الخاصة وسلطات السلامة على الاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أنشأت مجلسًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي، مكلف بتنسيق جهود الدولة في الانضباط وتحقيق إمكاناتها الكاملة، كما تعمل مؤسسات أمريكية خاصة على انطلاق البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي مع تعاظم اعتماده في مجالات إنترنت الأشياء والسيارات الكهربائية، فضلاً عن التحديات المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة.