امتدادا للعلاقات الثنائية.. مباحثات عراقية أردنية بمبنى البرلمان
تعتبر العلاقات الأردنية العراقية علاقات وثيقة تاريخيا، بين الشعبيين والبلدين، حيث ترتبط المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق بعلاقات ذات جذور تاريخية منذ تأسيس الدولتين وعلى المستويات كافة، ويبذل البلدان جهداً دؤوباً للنهوض بهذه العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالحهما ومصالح الشعبين الشقيقين.
اقتصاديا
يرتبط البلدان باتفاقيات ثنائية تعزز مسيرة التعاون بينهما، ويحتل التعاون الاقتصادي مساحة بارزة على هذا الصعيد، من خلال المشاريع الاستراتيجية التي يسعى البلدان لتنفيذها، ومثل انعقاد اللجنة العراقية الأردنية المشتركة في دورتها السابعة والعشرين، وإعادة فتح معبر الكرامة بين الدولتين الشقيقين، والزيارات المتبادلة بين البلدين على المستويات كافة، جهداً إضافياً في مسعى الدولتين لتجاوز الآثار التي تركتها سيطرة عصابة داعش الإرهابية على بعض مناطق العراق. ويعمل البلدان الشقيقان بجهد متواصل لتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما من خلال عدد من المشاريع الاستراتيجية التي تخدم البلدين والشعبين الشقيقين والمنطقة.
الدعم الأردني للعراق لمكافحة الأرهاب
شكل الدعم الأردني للجهد العراقي في مكافحة الإرهاب وتحرير الأراضي من سيطرة عصابة داعش الإرهابية من خلال التحالف الدولي ضد هذه العصابة، استمراراً للدعم الأردني للعراق من خلال تدريب قوات من الجيش والشرطة العراقية في المملكة.
كانت هناك عدة جهود لتوحيد الدولتيين خلال القرن الماضي. الأردن منذ العام 2003 أصبح قبلة للعراقيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية، وشكلت الجالية العراقية المقيمة في الأردن تجمعاً لمختلف القوى الحكومية والمعارضة بل وحتى قوى المقاومة. حاليا هناك سفارة أردنية في بغداد وأخرى عراقية في عمان.
سياسيا
ترتبط العلاقات العراقية – الأردنية بنشأة دولة الأردن (شرق الأردن)، فالأردن بلد حديث النشأة أو التكوين ، ولم يكن له وجود مستقل يذكر عبر تاريخ المنطقة مثل باقي أقاليم منطقة المشرق العربي كالعراق وسوريا وفلسطين والمرتبطة معها كمصر والحجاز .
وعلى هذا لايمكن رصد له علاقة بالعراق قبل عام 1921عدا تلك الخاصة بكونه معبرا بأتجاه فلسطين ومصر، وأحيانا كمعبر بديل بأتجاة سوريا و الحجاز .
ومنذ تكوين أمارة شرق الأردن كان واضحا وجود سمات متشابهة وأخرى مختلفة، وعوامل تقارب وتباعد بينها والعراق، ولهذا استمرت العلاقات السياسية والاقتصادية بين القطرين في حالة مد وجزر، ولم تخل خلال فترات الانتقال بين الحالة و نقيضها من حقبات من الإهمال وعدم الاكتراث، إو من الهدوء والاستقرار.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، يمكن تشخيص واقع العلاقات السياسية بين العراق والأردن، ومحاولة استقرار ما ستؤول إلية مستقبلا، يجب أولا تحديد بعض الثوابت والمعطيات الخاصة بكل بلد منهما، والعامة والمشتركة بينهما، إضافة إلى بعض المتغيرات الرئيسية لطبيعة المجتمعين وأنظمتهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ثم يجب ثانيا تحديد ووصف مسار العلاقات بين البلدين عبر تاريخهما المشترك ومراحله المتتابعة والمتباينة، وعلى الأخص ما قبل عام 1948 والمرحلة التالية له أي بعد احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني على أرضها، والتحول الجيوبوليتكي لشرق الأردن اثر ذلك.
رئيس مجلس النواب يستقبل نظيره الأردني
عُقدت في مجلس النواب العراقي، اليوم الأربعاء، مباحثات بين رؤساء الكتل النيابية العراقية والوفد النيابي الأردني، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية البرلمانية والتعاون والتنسيق المشترك بين البرلمانين.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب في بيان: " استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اليوم الأربعاء، نظيره الأردني السيد أحمد الصفدي والوفد المرافق له في مبنى المجلس، حيث عُقدت مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية البرلمانية والتعاون والتنسيق المشترك بين البرلمانين.
ورحَّب سيادته بالوفد الزائر، مشيراً إلى عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وأهمية تمتين أواصر التعاون؛ للمُضي بخطى عملية تنعكس على واقع الشعبين الشقيقين.
وأكد رئيس مجلس النواب أهمية العمل على مستوى البرلمانين؛ لتوحيد الرؤى وتفعيل الاتفاقيات بين البلدين، واستمرار التعاون على مستوى البرلمان العربي والآسيوي والإسلامي واتحاد البرلمان الدولي؛ لتبني قضايا مشتركة، مشيراً إلى أولوية القضية الفلسطينية والموقف الداعم لها من قبل العراق والأردن.
وأضاف سيادته أن مجلس النواب يدعم مخرجات القمة الثلاثية والاتفاقيات الثنائية بين البلدين في القطاع الأمني والصناعي والتجاري وملف الطاقة، وأهمية إنجاز الربط الكهربائي ومد أنبوب النفط إلى ميناء العقبة؛ لزيادة الإيرادات الوطنية وتعدُّد منافذ التصدير. كما ثمَّن سيادته دعم المملكة وجلالة الملك عبد الله الثاني للعراق في مواجهة التحديات، وتوطيد روابط العمل الثنائي، والتعاون في المجالات كافة.
وعبَّر رئيس مجلس النواب الأردني عن اعتزازهم بنجاح أعمال الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بين البلدين في السعي نحو تقديم كل الإمكانات لدعم أمن العراق واستقراره، مؤكداً أهمية تدعيم خطوات التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق والمشاريع الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها.
وأكد الصفدي ضرورة عمل البرلمانين بمزيد من التنسيق والتعاون، والنهوض بالأدوار التشريعية في مساندة جهود البلدين نحو تدعيم كل أشكال التعاون المشترك؛ من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي، مشيراً إلى أن بلاده بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تدعم العراق حكومةً وشعباً في جميع المجالات والمستويات.
ختاماً، أكدت المباحثات أهمية تواصل اللجان الدائمة المعنية في كلا المجلسين، فضلاً عن تشكيل لجنة مشتركة بين البرلمانين؛ لتذليل العقبات التي يمكن أن تقف عائقاً إزاء تنفيذ الاتفاقيات وبما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين.
الرئيس العراقي يؤكد استعداد بلاده لتقديم المساعدة للشعب الأردني
أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للشعب الأردني.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن " رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد استقبل، اليوم الأربعاء في قصر بغداد، رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي والوفد النيابي المرافق له"، مبينا انه "جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون القائمة بين البلدين، حيث تم التأكيد على أهميتها والعمل على تنميتها وتقويتها وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين".
وأكّد رئيس الجمهورية أن "علاقات العراق والأردن متينة وراسخة، وهي محل فخر واعتزاز وتخدم المصالح المشتركة"، لافتا إلى "استعداد العراق لتقديم المساعدة التي يحتاجها الشعب الأردني".
ولفت إلى "أهمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليم والصحة وبما يحقق المصالح المتبادلة"، مشيرا الى "موقف الأردن الداعم للشعب العراقي".
وشدد على "ضرورة إدامة العمل والتنسيق المشترك بين البلدين والاستفادة من العلاقات في ترسيخ استقرار المنطقة وسلامها، وبالأخص ضد عدونا المشترك، الإرهاب والتطرف"، لافتا الى "الأوضاع العامة في العراق وما يشهده من استقرار أمني وسياسي واقتصادي يساهم في دعم الاستثمارات والقطاع الخاص في البلاد".
وتابع ان "العراق تمكن من تشكيل حكومة جادة وفاعلة في تقديم الخدمات للمواطنين".
من جانبه نقل الوفد النيابي الأردني تحيات الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس، مشيرا إلى "اعتزاز الملك بالعراق وحرصه على إدامة العلاقات القوية وتأكيده على دعم العراق وشعبه".
وحمل الرئيس العراقي رئيس مجلس النواب الأردني تحياته إلى العاهل الأردني وتمنياته له بالصحة والنجاح وللشعب الأردني بالتقدم والازدهار.
وأشار الوفد إلى "تطلع الأردن للتعاون في مختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية"، مؤكدا على "الدور الأساسي للعراق في القضاء على داعش الإرهابي ومحاربته نيابة عن العالم أجمع".
الأردني يؤكد على أهمية تدعيم التعاون الثلاثي مع مصر والعراق
وفي إطار الزيارة الأردنية، أكد رئيس البرلمان الأردني أحمد الصفدي، اليوم الأربعاء، أهمية تدعيم التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق والمشاريع الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي، مبديا استعداد بلاده للتعاون مع العراق للقضاء على الإرهاب.
وقال الصفدي في كلمة له مخلال المباحثات العراقية الأردنية من مبنى مجلس النواب العراقي: نشعر بالفخر والاعتزاز بنجاح الدورة الثانية لمؤتمر بغداد لتعاون والشراكة والذي أقيم في الأردن قبل شهر من الآن بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث تم البناء على مؤتمر بغداد الأول في السعي نحو تقديم كل الإمكانيات لدعم أمن واستقرار العراق ودعمه في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الاعمار وحماية مقدرات وتلبية طموحات شعبة".
ولفت إلى ان "المهم في نتائج القمم الذهاب لغاية التكامل والاقتصادي وتعزز الاخوة والصداقة بين شعوب المنطقة وإرساء روح المحبة والتسامح والوسيطة التي نوازن بها الفكر التكفيري".
وأشار إلى أن الأردن ستبقى مع العراق عون وسند للقضاء بشكل شمولي على الإرهاب"، لافتا إلى أن بلاده تريد العمل مع العراق بالتنسيق والتعاون في المجال البرلماني والنهوض بالدور التشريعي في مساندة جهود بلدنا وتقديم كل التعاون المشترك، مشددا على ضرورة ترجمة العلاقة الأخوية إلى خطوات عملية يجني ثمارها الشعبين الشقيقين، موضحا أن العراق سينهض ويبقى السند والعون للأمة، فهو المجد والتاريخ والحضارة.