مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

منتدى دافوس نسخة 53.. اقتصاد العالم يتأرجح بين التضخم والأزمات العالمية

نشر
الأمصار

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة عالميا وتدهور أسعار العملات كان موعدنا مع المنتدى الاقتصادي العالمي منتدى دافوس الذي يُعقد في منتجع دافوس السويسري في نسخته 53 و ذلك بحضور العديد من صناع القرار  والقادة من مختلف أنحاء العالم الذين يمثلون السياسة العالمية وعالم الأعمال. في واحد من أصعب اللقاءات وسط أزمة مزدوجة ضربت الاقتصاد العالمي بدأت بجائحة كورونا في 2020، إذ ما يزال العالم مستمر بالتعامل مع تبعاتها حتى اليوم، ومن ثم حرب أوكرانيا وروسيا في 2022، والتي ما تزال تضيق الخناق على إمكانية تعافي الاقتصاد العالمي وعودته لما كان عليه قبل كورونا. 


يعود تاريخ ملتقى دافوس إلى أوائل سبعينات القرن الماضي حيث انطلق بهدف تشجيع التجارة والاستثمارات على الصعيد العالمي. ويشارك في فعالياته سنويا نحو 3000 شخص ثلثهم من رجال الأعمال وممثلي كبرى الشركات. وقد أسس المنتدى أستاذ الاقتصاد الألماني المولد كلاوس شواب عام 1971. 


انعقد المنتدى الذي يُقام بشكل سنوي في الفترة من 16 إلى 20 يناير الجاري، تحت شعار "التعاون في عالم ممزق". وتناولت أعماله قضايا مهمة تؤثر على آفاق الاقتصاد العالمي مثل أزمة الطاقة، وأزمة الغذاء والأمن الغذائي، معدلات الفائدة المرتفعة وتأثيرها على اقتصادات الدول الناشئة وكيف أدت إلى زيادة معدلات الفقر حول العالم، وما ترتب عليها من ارتفاع في معدلات الديون. وتبعات الحروب والأوبئة. ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضًا المناخ، إذ يسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28) المقرر عقده في نهاية السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.


مستويات مرتفعة للتضخم في أوروبا 


ويتوقع أكثر من نصف الاقتصاديين البارزين في المنتدى هذا العام أن تواصل أوروبا مواجهة مستويات التضخم المرتفعة خلال العام الجاري 2023. وجاء ذلك ضمن بيان نُشر على موقع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" قبل افتتاحه في سويسرا يوم الاثنين.


وقالت الوثيقة: "فيما يتعلق بالتضخم يرى كبار الاقتصاديين وجود فروقات كبيرة بين المناطق، وتبلغ نسبة الخبراء الذين يتوقعون تضخما مرتفعا في أوروبا في العام 2023 نحو 57%".. كما يتوقع اقتصاديون أن يظل اتجاه السياسة النقدية دون تغيير في معظم أنحاء العالم في العام 2023. 


ونقل البيان عن مديرة المنتدى الاقتصادي العالمي سعدية زهيدي: "في ظل توقع ثلثي كبار الاقتصاديين حدوث ركود عالمي في عام 2023، فإن الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر. التضخم المرتفع الحالي والنمو المنخفض والديون المرتفعة والتجزئة المرتفعة تقلل من حوافز الاستثمار اللازم لاستئناف النمو وتحسين مستويات المعيشة للسكان الأكثر ضعفا في العالم". 


وتضاعف معدل التضخم عام 2022 ليصل إلى حدود 9% بعد أن كان 4.7% 2021. وتوقع الصندوق أن تبلغ نسبة التضخم 6.5% خلال هذا العام، وأن تتراجع في العام المقبل إلى حدود 4%.


تباطؤ النمو العالمي
 

توقعت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، تباطؤ النمو العالمي إلى 2.7% هذا العام نزولًا من نحو 3.2% العام الماضي.


وأضافت جورجيفا، في كلمة أمام فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، يوم الثلاثاء، أن العالم يستقبل بالفعل بعض الأخبار الجيدة منذ بداية العام، متوقعة أن يسجل تباطؤ النمو في عام 2023 ذروته ليبدأ بعد ذلك في النمو بلا تراجع.


نتيجة إيجابية في الربع الأخير من 2022
فيما قال المسؤول بالبنك المركزي الأوروبي ماريو سينتينو، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، إن اقتصاد منطقة اليورو حقق أداءً أفضل من المتوقع في الربع الأخير من 2022 وأنهى العام بنمو إيجابي.


وتوقع البنك المركزي الأوروبي نموًا سلبيًا في الربع الأخير من العام الماضي وأول رُبعين من العام الحالي قبل العودة للتعافي؛ لذلك فإن نتيجة إيجابية في الشهور الأخيرة من 2022 ستعني أن التكتل ربما يكون تفادى الركود الذي يتحدد بتسجيل نمو سلبي لربعين متعاقبين.


فتح الصين وتعزيز النمو العالمي
 

من جانب آخر، رأى خبراء في المنتدى أن إعادة فتح الصين بعد إلغاء قيود مكافحة جائحة "كوفيد-19" من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقًا حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي.


تمثيل أكبر لإفريقيا و آسيا
 

في دافوس 2023، هناك تمثيل أكبر لقارتي أفريقيا وآسيا هذا العام على حساب أميركا وأوروبا، بالإضافة إلى تمثيل عربي ضخم بقيادة كل من السعودية والإمارات.


بناء جديد للاستثمار في 2023
 

ويطرح المنتدى تساؤلات هامة حول إمكانية بناء نظام جديد للاستثمار والتجارة والبنية التحتية. فمن أبرز النشاطات التي جرت في دافوس هذا العام كما في كل سنة في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.


ورأى الصحافي الأميركي بيتر غودمان الذي صدر له كتاب العام الماضي بعنوان "رجل دافوس: كيف التهم أصحاب المليارات العالم"، أنه "خلال أربعة أيام في جناح خاص، يمكنهم إتمام أعمال أكثر مما يفعلون في أشهر من الرحلات حول العالم".


واعتبر أن أكبر إسهام يمكن أن يقدمه دافوس سيكون الدفع باتجاه إصلاح النظام الضريبي العالمي للحد من التباين الاجتماعي.


شهدت فعاليات المنتدى مشاركة أكثر من 2700 مسؤول بارز من 130 دولة، بما في ذلك 50 رئيس دولة أو حكومة، في ظل استبعاد تام لروسيا ومسؤوليها. ففي ربيع العام الماضي توقف المنتدى الاقتصادي عن التعاون مع الشخصيات التي أدرجت في العقوبات بسبب الأحداث في أوكرانيا كما جمد العلاقات مع ممثلي روسيا. وشهد هذا العام أيضا أعلى مشاركة تجارية على الإطلاق في دافوس، مع أكثر من 370 شخصية عامة من الحكومات والمنظمات الدولية، وأكثر من 1500 من قادة الأعمال، و90 مبتكرا، كما شهدت الاجتماعات حضور 56 وزير مالية، و19 رئيس بنك مركزي، و30 وزير تجارة، و35 وزير خارجية.


وكان المنتدى حذر قادة العالم في تقريره السنوي من أزمات الطاقة والإمدادات الغذائية المرتبطة بها والغلاء، واعتبرها أكبر التهديدات القصيرة الأجل في العالم، حيث يتوقع معظم الاقتصاديين ركودا عالميا العام الجاري.