بابا الفاتيكان يختتم جولته الإفريقية في الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان
اختتم البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان، جولته الأفريقية التي استغرقت ستة أيام وشملت الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، وحث فيها سيد الفاتيكان على إنهاء الصراعات المسلحة فى كلا البلدين وانتهاج مبدأ الصفح وبناء السلام والتعايش المشترك، وعلى مقعده المتحرك غادر بابا الفاتيكان – 86 عاما – مطار جوبا الدولي مساء اليوم بعد أن أقام قداسا توديعيا في جنوب السودان حضره ممثلون من أطياف العمل الأهلي والحكومي وقيادات سياسية.
وكان بابا الفاتيكان قد بدأ يوم الثلاثاء الماضي جولته الأفريقية التي وصفها المراقبون بأنها رسالة محبة وسلام لشعوب القارة الأفريقية التي سبق للبابا فرانسيس زيارتها خمس مرات خلال عشرة أعوام له على الكرسى الباباوي.
وأشارت وسائل الإعلام العالمية إلى أن زيارة بابا الفاتيكان تستهدف لفت الأنظار عالميا إلى الكونغو و جنوب السودان باعتبارهما أحد بقاع العالم الأشد فقرا ومعاناة إنسانية شأنهما شأن حال كثير من بلدان إفريقيا.
وفي هذا الشأن، قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" إن بلدان أفريقيا بقدر ما تضررت من ارتباكات سلاسل الإمداد والتوزيع وحركة التجارة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بقدر ما كانت تلك الحرب الدائرة في أوكرانيا وبالا على شعوب القارة، حيث اتجه جل المساعدات الدولية صوب الأوكرانيين تاركا إفريقيا والأفارقة في طي النسيان بعد أن كانت المساعدات الدولية وهبات المانحين تعتبر أفريقيا هى مقصدها الأول.
زيارة البابا للكونغو
وقالت مصادر مطلعة لوكالة إسوشيتد برس إن زيارة بابا الفاتيكان إلى الكونغو كانت مقررة سلفا في يوليو من العام الماضي لكنها تأجلت بسبب مشكلات صحية عارضة ألمت به، ويشغل البابا فرانسيس الثاني مقعده الروحي الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية منذ الثالث عشر من مارس عام 2013 وهو البابا الـ266 للفاتيكان.
وفي جنوب السودان، قال بابا الفاتيكان إن جنوب السودان التى تعد احدث دولة فى العالم - تأسست فى العام 2011 - يتعين على قادتها نبذ العنف و الاحتكام إلى قوة السلام وأن يضربوا مثالا لما يجب أن تكون عليه بناءات الدول الحديثة، كما اعتبر بابا الفاتيكان زيارته لأفريقيا " هى زيارة حج من أجل السلام " وأنه يتعين على الأفارقة جميعا التآخي والعمل معا من أجل بناء المستقبل مستنكرا واقعة العنف التي سبقت زيارته بساعات في جنوب السودان التي راح ضحيتها 27 من الرعاة.
وأقام بابا الفاتيكان قداسا حاشدا في إحدى معسكرات النازحين من الاقتتال الأهلى فى جنوب السودان أمس /السبت/ دعا فيه إلى إنهاء الاحتراب الداخلى في جنوب السودان والذي أودى بحياه ما لايقل عن 380 ألفا من أبنائه على مدى الأعوام العشرة الماضية والعمل على اتمام الانتخابات الديمقراطية فى هذا البلد الذي يشهد عنفا متصاعدا منذ العام 2013 وفشل اتفاق السلام بين فصائله المبرم فى العام 2018 في إنهائه، فيما من المقرر أن تشهد فيه البلاد انتخابات عامة ورئاسية في فبراير من العام المقبل.