مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد زلازل تركيا وسوريا ولبنان.. ماذا يحدث في الشرق الأوسط؟

نشر
الأمصار

ضربت هزات أرضية جديدة اليومتت لبنان وسوريا، إذ أعلن مرصد الزلازل الأردني، اليوم الأربعاء، تسجيل هزة أرضية بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر، على الحدود اللبنانية السورية.

وقال مرصد الزلازل، في بيان، إن عمق الزلزال بلغ 10 كيلومترات، ووقع عند الساعة 9:58 مساء بتوقيت عمان، ويبعد 55 كم جنوب شرقي طرابلس.

يأتي ذلك بالتوازي مع إعلان المركز الوطني للزلازل بسوريا، اليوم الأربعاء، تسجيل هزة أرضية بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر وعمق 30 كم على الحدود السورية اللبنانية، عند الساعة 21:58 بالتوقيت المحلي، تبعد مسافة 40 كم شمال غرب مدينة النبك.

وتعد كل هذه الهزات الأرضية كتوابع للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين الماضي.

لماذا تتكرر الزلازل في تركيا؟

ضرب زلزال عنيف سوريا وتركيا، وتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى ودمار شاسع. وتعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم. وهناك أسباب كثيرة توضح السبب وراء ذلك.

زلزال تركيا وسوريا

بقوة وصلت إلى 7.8 درجة، ضرب زلزال قوي وسط تركيا وسوريا فجر الاثنين (السادس من فبراير  2023)، مما تسبب في مقتل المئات ومحاصرة كثيرين وتدمير العديد من المباني. وشعر أيضا سكان قبرص ولبنان بالزلزال المدمر.

والهزة الحالية هي الأكبر في تركيا منذ زلزال 1999 المدمر، حيث راح ضحيته حوالي 17 ألف شخص.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الزلزال الذي ضرب تركيا الاثنين الماضي كان بنفس قوة زلزال 1939، الذي يعتبر الأقوى على الإطلاق في تاريخ تركيا (تسبب في مقتل 30 ألف شخص).

وتعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلال في العالم، فقد سجلت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ وقوع نحو 33 ألف زلزال في عام 2020، بما في ذلك 322 زلزال بقوة تزيد عن 4 درجات على مقياس ريختر، حسب ما أوردته صحيفة "ديلي صباح" التركية.

ويطرح تكرار الزلال والهزات الألاضية في تركيا أكثر من علامة استفهام عن السبب وراء ذلك.

الأسباب الجغرافية

وعن أسباب وقوع الزلازل بشكل متكرر في تركيا، يشير موقع "ذا كريشن ساينس مونيتور" أن تركيا تقع في واحدة من أكثر مناطق الزلال نشاطا في العالم.

تقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، إذ تتواجد بين الصفيحة العربية، والتي تتجه شمالا بمعدل يقارب بوصة واحدة سنويا، والصفيحة الأوراسية التي تمثل نسبيا الجسم الثابت (قشرة غير قابلة للحركة). وبينما تعيق الصفيحة الأوراسية أي حركة باتجاه الشمال، فإن ذلك يؤدي إلى "ضغط" تركيا، التي تقف على مجموعة من خطوط صدع.

تعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلال في العالم.

وقال روس شتاين المتخصص بالجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا أن "كل ما يحدث لتركيا هو نتيجة لشق شبه الجزيرة العربية طريقها إلى تركيا وإيران"، وأضاف أن هذا التمدد يدفع الصفيحة العربية شمالا.

وفي السياق ذاته، أوضحت فأن أكثر خطوط الصدع تدميرا في تركيا هو خط الصدع الواقع شمال الأناضول،إذ تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا. وأضافت أن هذا الخط يمتد من جنوب مدينة إسطنبول وعلى طول الطريق إلى شمال تركيا. وأردفت أن هذا الخط تسبب في وقوع زلازل مدمرة على مر التاريخ.

زلازل مدمرة في تركيا وحدها

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مجموعة من الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا في السنوات الأخيرة.

2020: زلزال بقوة 6.7  درجة يضرب شرق تركيا، مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 22 قتيلا، ومئات الجرحى. كما تسبب أيضا في  تسجيل هزات في سوريا وجورجيا وأرمينيا.

2011: ضرب زلزال بقوة 7.2 درجة شرق تركيا مخلفا ما لا يقل عن138 قتيلا، وجرك نحو 350 شخص.

1999: زلزال بقوة 7.4 ضرب مدينة إزميت، التي تقع غرب تركيا. وأدى الزلزال إلى وفاة أكثر من 17 ألف شخص في حصيلة ثقيلة للغاية.

أسباب حدوث الزلازل في العالم

تتعدّد الأسباب الطبيعية لحدوث الزلازل، لتشمل الزلازل التكتونية (بالإنجليزية: Tectonic Earthquakes) التي تعدّ الأكثر شيوعاً، وتفسّرها نظرية الصفائح التكتونية التي تتضمّن توضيح ما يحدث عند الانجراف القاري وتوسّع قاع المحيط، إذ تنصّ على أنّ سطح الأرض ينقسم إلى عدد من الأجزاء أو الصفائح الصلبة التي تتراوح سماكتها بين 100- 150كم، وتتحرّك بالنسبة لبعضها حركة مستمرّة فوق طبقة الغلاف الموري (asthenosphere) التي تقع تحت القشرة الأرضية، وهناك أيضاً الزلازل البركانية التي تحدث بسبب البراكين النشطة، ولكنّها ليست بقوة الزلازل التكتونية، وغالباً ما تحدث بالقرب من سطح الأرض، ولذلك يتمّ الشعور بها فقط بالقرب من نقطة منشأ الزلزال (بالإنجليزية: Hypocentre).

قد تحدث الزلازل لأسباب غير طبيعية، كالزلازل المستحثّة (بالإنجليزية: Induced Earthquakes) التي تسبّبها الأنشطة البشرية، مثل بناء الأنفاق، وملء الخزانات والسدود بكمية كبيرة من المياه، وتنفيذ مشاريع التكسير، ومشاريع الطاقة الحرارية الأرضية، وهناك الزلازل الانهيارية (بالإنجليزية: Collapse Earthquakes) التي تحدث بسبب انهيارات الكهوف والمناجم.

مخاطر الزلازل

يعقب حدوث الزلازل العديد من الأحداث والآثار التي قد تكون مدمّرة، ويمكن أن تتّخذ أشكالاً متعدّدة، ومنها:

الانهيارات:

تشمل الانهيارات الأرضية، وانهيارات الثلوج، إذ يمكن للزلازل أن تُحدث إزاحة للصخور، أو إضعاف في تماسك التربة على سفوح المنحدرات.

الفيضانات:

قد تتسبّب الزلازل في حدوث أضرار في السدود، أو حدوث انهيارات لأراضي البحيرات والأنهار، ممّا يؤدّي إلى فيضان المياه.

الحرائق:

قد تتسبّب الزلازل بتلف خطوط الكهرباء وتمديدات الغاز، ممّا يؤدّي إلى نشوب حرائق، وربما يصعب إطفاء الحريق في حال تضرّر أنابيب المياه نتيجة وقوع الزلزال.

تسيّل التربة:

يؤدّي الزلزال إلى فقدان التربة الحبيبية المشبعة بالمياه لتماسكها وصلابتها، فتتحوّل إلى الحائلة السائلة، ممّا يتسبّب في ميلان أو غرق المباني والجسور القائمة عليها.

تسونامي:

يمكن أن تؤدّي الزلازل والانهيارات الأرضية الناجمة عنها تحت سطح البحر إلى حدوث موجات تسونامي، ممّا قد يسبّب الكثير من الخسائر في الأرواح البشرية.

الزلازل

جدير بالذكر، أن الزلازل الأرضية تتفاوت في قوّتها وآثارها، فقد تدمّر الزلازل الكبيرة مدناً بأكملها، وتتسبّب بخسائر كبيرة في الأرواح البشرية، ويُعرّف الزلزال بأنّه اهتزاز أرضي مفاجئ ينتج عن الحركة المستمرّة للصفائح التكتونية، والتي تسبّب تراكم الضغط على طبقات الصخور على جانبي الصدوع الواقعة بين الصفائح، ممّا يؤدّي إلى تكسّر الكتل الصخرية وانزلاقها فوق بعضها، وبالتالي إطلاق الطاقة المخزّنة في القشرة الأرضية في حركة مفاجئة، ينتج عنها موجات تحمل طاقة زلزالية تنتشر عبر صخور الأرض لتصل إلى السطح، ممّا يتسبّب بحدوث الاهتزازات الزلزالية.

كما أنّ حدوث الزلازل في معظم الأحيان يكون على طول الصدوع الجيولوجية، فهي مناطق ضيقة تؤثّر فيها حركة الصخور على بعضها، وتقع خطوط الصدع الرئيسية في العالم على أطراف الصفائح التكتونية الضخمة التي تشكّل القشرة الأرضية، إذ تتكوّن القشرة الأرضية من سبع صفائح صخرية كبيرة، بالإضافة إلى عدّة صفائح صغيرة، وتتحرّك هذه الصفائح مبتعدة عن بعضها عند الحدود التباعدية (بالإنجليزية: Divergent Boundary)، ومقتربة من بعضها عند الحدود التقاربية (بالإنجليزية: Convergent Boundary)، كما تكون حركتها انزلاقية جانبية بالنسبة لبعضها عند الحدود التحويلية.