كيف نظمت السعودية موسم الحج في ظل جائحة فيروس كرونا؟
حرصت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين على مراعاة أقصى درجات الأمان الصحي والسلامة وتسخير كل الإمكانات وتقديم كل ما يلزم لضيوف الرحمن لأداء نسكهم في أجواءٍ روحانية وطمأنينة.
وقد تم تنظيم موسم حج هذا العام، وللعام الثاني في ظروف استثنائية في ظل ما يشهده العالم من استمرار انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.
قررت السعودية اقتصار حج هذا العام على 60 ألف حاج من داخل المملكة من المواطنين والمقيمين، حفاظًا على صحة الحجاج وسلامتهم، وحرصًا على إقامة الشعيرة على نحو آمن صحيًا.
جهزت رئاسة شؤون الحرمين لموسم الحج بما يقارب 10 آلاف من القوى العاملة، المؤهلة والمدربة لخدمة الحجاج وفق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، عبر خطط شاملة، تشمل مختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
جاء هدف خطط حج هذا العام تسهيل دخول الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع، وذلك عبر عددا من الإجراءات وهي:
– رفع الطاقة الاستيعابية للمسارات الافتراضية بصحن المطاف إلى 25 مسارًا.
-إتاحة كامل صحن المطاف، والدور الأرضي، والدور الأول، والأول ميزانين بالمطاف، لضيوف الرحمن، بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 108,039 متراً مربعاً.
تخصيص 20 وبوابة رئيسية وفرعية لمبنى المطاف، ومن أبرزها باب الملك عبدالعزيز، إضافة إلى باب العمرة والفتح مع توفير عدد 28 سلماً كهربائياً لنقل الحركة في المحاور الرأسية في المستويات المختلفة.
– إتاحة أكثر 161,186 متراً مربعاً بمبنى التوسعة السعودية الثالثة بمختلف الطوابق، إضافة إلى الخدمات وعناصر الحركة، إلى جانب تشغيل 174 سلماً كهربائياً و44 مصعداً، وإتاحة وتهيئة الساحات الخارجية بمساحة 131,924 متراً مربعاً، والخدمات المرتبطة بها من دورات المياه البالغ عددها 2586 دورة مياه، وأكثر من 1131 مرفقاً للوضوء، بما يتماشى مع الأعداد المعتمدة خلال موسم حج هذا العام.
تجهيزات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن تم اتخاذ عدد من الإجراءات وهي:
– وجود 5000 عامل وعاملة يعملون على تعقيم كامل المسجد الحرام وساحاته ومرافقه إلى (10) مرات يوميًا عدا الغسلات الاحتياطية، مستخدمين في ذلك أكثر من 60 ألف لتر من المواد المطهرة تسخير أحدث التقنيات في مجال التعقيم والتطهير، حيث أدرجت في عمليات التعقيم الروبوتات الذكية وعدد من الآليات الحديثة ويقوم على تشغليها مجموعة من الكفاءات الوطنية المؤهلة.
– التعقيم المستمر لجميع المرافق المستخدمة من قبل الحجاج قبل وبعد أداء المناسك.
تسخير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم عبوات ماء زمزم المبارك من خلال الروبوتات الذكية.
استمرار حملة (خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا) مستمرة لهذا العام وللعام التاسع، وتهدف الرئاسة من خلالها إلى تقديم الهدايا القيمة من مظلات ومعقمات ونحوها مما يسهل للحاج أداء المناسك.
كذلك تم اتحاذ عدد من الإجراءات لخدمة حجاج بيت الله الحرم من النساء وهي:
– تواجد 3 آلاف سيدة يعملن في رئاسة شئون الحرمين ويحملن جميع الدرجات العلمية ويقمن بخدمة قاصدات بيت الله الحرام على أعلى المستويات.
اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطبيق أعلى المعايير الاحترازية بما يراعي سلامة قاصدات بيت الله.
-تجهيز المصليات وتنظيمها لتفويج القاصدات إليها مع تحقيق التباعد ومضاعفة مرات تعقيمها.
– تكثيف عدد الموظفات على الأبواب وفي الممرات والساحات وذلك لتنظيم وتسهيل دخول القاصدات وتهيئة مصليات ذوات الإعاقة لاستقبالهم.
– المتابعة المستمرة من خلال الجولات الميدانية لمعالجة الملاحظات والتأكد من اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وباشر الحجاج أمس تأدية الطواف بالحرم المكي، في مستهل أول أيام الشعيرة التي تشهد موسما “استثنائيا” في ظل جائحة كورونا بالكمامات والتباعد.
وقام الحجاج وهم يحملون مظلات تقيهم حر الشمس، بالطواف في حركة متناسقة حول الكعبة بالمسجد الحرام في بداية الشعائر مع إبقاء مسافة محددة بشعارات على الأرض البيضاء، في مشهد تاريخي غير مألوف في أقدس أماكن المسلمين.
وبدا المشهد مختلفًا جدًا عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة ويطوفون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحيانا للاقتراب ستار الكعبة والذي حظر لمسه هذا العام.
ويشارك 60 ألف مقيم في المملكة العربية السعودية في المناسك مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم في العام 2019. واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.