مصر: البيانات الإحصائية لا تقل أهمية عن البنية التحتية التي تمتلكها الدولة
قالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، إن البيانات الإحصائية الدقيقة ذات الجودة العالية التي يُصدرها الجهاز باعتبارها جزءًا أساسيًا من الثروة الوطنية والمعرفية للدولة، لا تقل أهميتها عن البنية التحتية التي تمتلكها في مختلف المجالات، نظراً لكونها تلعب دورا رئيسيا في التخطيط التنموي القائم على الأدلة، وهي أداة لتقييم ومراقبة الأداء، حيث تعكس تلك البيانات الواقع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والديموجرافي للدولة، لتُشكِّل بذلك الأساس في وضع السياسات والخطط واتخاذ القرارات السليمة على المستوى الوطني والمؤسسي.
وأوضح أن أجهزة الدولة تعتمد اعتمادا كليا على الأرقام والمؤشرات التي يٌصدرها الجهاز، والتي لها دورا كبيرا في عديد من المجالات، خاصة ملفات التنمية.
جاء ذلك خلال مشاركتها اليوم، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء المصري، في المؤتمر العلمي الدولي السابع لاتحاد الإحصائيين العرب، والذي انعقد بمقر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تحت شعار "تفعيل الدراسات الإحصائية في العالم العربي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التنموية".
وأكدت السعيد أهمية المؤتمر الذي يُسهم في بناء القدرات العربية في سعيها لمواكبة التطورات العلمية في المجالات الإحصائية المختلفة، وتعزيز جهود الدول العربية الشقيقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرة إلى أهمية الدور الذي تلعبه الاحصاء في الاقتصاد وخطط التنمية.
وأشارت إلى أن مصر عرفت علم الإحصاء منذ العصور القديمة، واستطاعت أن تُبدع فيه من خلال الإحصاءات المختلفة التي تنفذها مؤسسات مصرية عريقة في مقدمتها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي نجح في إنجاز عديد من المؤشرات والإحصاءات من خلال المسوح والأبحاث ذات الدوريات المختلفة التي تُسهم في توفير قواعد البيانات الشاملة والمتخصّصة وتطويرها، بما يعكس صورة حقيقية للمجتمع ويرصد ما يطرأ عليه من متغيّرات ديموجرافية واقتصادية واجتماعية.
وقالت السعيد، إن شعار المؤتمر هذا العام "تفعيل الدراسات الإحصائية في العالم العربي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التنموية"، يجسد أهمية تبادل الخبرات ما بين الدول العربية وتَفعيل استخدام الإحصاءات في التخطيط ورسم السياسات واتخاذ القرار، وكذلك العمل على مساعدة الدول في تطبيق الممارسات الفُضلى، وإظهار دور الإحصاءات في دعم واستدامة التنمية الاقتصادية وإعطاء صورة واضحة لمتخذي القرارات تمكنهم من تفعيل برامج وخطط الدولة التنموية.
وأضافت الوزيرة أن هذا المؤتمر تتعاظم أهميته نظرا لكونه يمثل ملتقى ومنصة للحوار بين نُخبة من الخبراء والكوادر العلمية في المجالات الإحصائية المختلفة التي يذخر بها عالمنا العربي، مما يساهم في بناء العلاقات ويعزز التعاون البيني بين الدول الشقيقة، حيث يٌقام هذا المؤتمر مرّة كل عامين من قبل اتحاد الإحصائيين العرب تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في جامعة الدول العربية.
تحديات اقتصادية واجتماعية وجيوسياسية غير مسبوقة
ولفت إلى أن مؤتمر هذا العام يتزامن مع متغيّرات متسارعة، وتحديات اقتصادية واجتماعية وجيوسياسية غير مسبوقة يشهدها العالم أجمع وفي القلب منه الدول العربية الشقيقة، التي تؤثر سلباً في الجهود التي تَبذُلها الحكومات لتحقيق التنمية، مما يتطلب مضاعفة الجهد والعمل الجاد من جميع المؤسسات الداعمة لجهود التنمية وفي مقدمتها الأجهزة الإحصائية، خصوصا مع زيادة الطلب على البيانات والمعلومات الإحصائية الدقيقة، وانعكاسا لأهمية عِلم الإحصاء في عالمنا المُعاصر، لا سيما في ظل ثورة البيانات والمعلومات، لما لها من أهمية قصوى في الإدارة الرشيدة لمختلف الأجهزة الاحصائية، والتي أصبحت الحاجة إليها مَطلبا أساسيا خاصة في إطار سياسة الدول نحو التحول الرقمي.
وأوضحت أن المؤتمر وما يشهده من مشاركة رفيعة المستوى، وما يتضمّنه برنامج العمل من فاعليات على مدار اليومين، يعد محفلا إحصائيا علميا، ومناسبة مُهمّة لتعزيز أوجه التعاون والروابط المشتركة بين الأجهزة الإحصائية العربية نحو دعم الرسالة والمسيرة الإحصائية العربية لمساعدة الحكومات والمخططين في اتخاذ القرار ورسم السياسات وتطوير برامج التنمية.