زيارة أمريكية تزامنا مع الغضب الإسرائيلي في يوم "مقاومة الديكتاتورية" (تفاصيل)
تناول اللقاء المرتقب من العالم أجمع بين وزيري الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عدة قضايا وهي التي سيطرت على المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد اليوم الخميس، سعى خلاله أوستن لطمأنة تل أبيب بشأن عدم السماح لطهران بالوصول إلى عتبة السلاح النووي، والدعوة للتهدئة بالضفة، ومن أهم هذه القضايا:
1- الملف الإيراني
"منع إيران من امتلاك سلاح نووي.. حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.. ضرورة خفض التصعيد والتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. دعم أوكرانيا"..
وزير الدفاع الأمريكي شدد خلال اللقاء على التزام واشنطن بأمن إسرائيل، مؤكدا أنها راسخة، ومن حقها الدفاع عن نفسها ضد كل التهديدات، مشيرا إلى أن العمل على دمجها في البنية الأساسية والعسكرية بالمنطقة.
وحول إيران، أكد أوستن أن إيران هي المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، والرئيس بايدن يحاول جاهدا تقييد برنامج إيران النووي، لكنه استدرك قائلا بأن :" الدبلوماسية هي الوسيلة الأفضل لمنعها من امتلاك سلاح نووي".
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران تسعى للحصول على سلاح نووي ما يهدد إسرائيل والعالم بأسره، ويجب علينا اتخاذ كافة التدابير القوية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، والتهديد النووي الإيراني يحتم علينا أن نكون على أهبة الاستعداد.
2- العنف الإسرائيلي ضد الفلسطنين
أعرب أوستن عن قلق واشنطن من عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بشكل خاص، داعيا إلى خفض التصعيد والتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.
ومن الجانب الإسرائيلي، شدد وزيري الدفاع الإسرائيلي على أن بلاده تسعى إلى السلام والاستقرار مع الفلسطينيين.
3- الحرب الروسية الأوكرانية
أوكرانيا كانت حاضرة بقوة خلال المؤتمر حيث طالب أوستن الحلفاء والشركاء بالتحرك لدعم كييف في الدفاع عن حريتها.
أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي بالعلاقات مع الولايات المتحدة، مؤكدا وجود روابط وعلاقات استراتيجية تمنح تل أبيب تفوقا عسكريا في المنطقة.
الاحتجاجات الإسرائيلية اليوم
انطلقت في تل أبيب، الخميس، احتجاجات "يوم المقاومة" بمشاركة آلاف الإسرائيليين، ضد قوانين "إصلاح النظام القضائي" والمحكمة العليا.
تعد احتجاجات، اليوم هي الأكبر منذ إطلاق المسيرات الاحتجاجية ضد حكومة بنيامين نتنياهو قبل 9 أسابيع.
ويتهم المحتجون الحكومة بالسعي إلى إضعاف السلطة القضائية، معلنين أن هدفهم الضغط عليها للتراجع عن تلك التعديلات القضائية.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية نشر أكثر من 3000 من قواتها في عشرات المواقع في إسرائيل التي يتوقع أن تشهد احتجاجات.
ومع بدء الاحتجاجات، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 14 إسرائيليا في تل أبيب والقدس الغربية، بدعوى إغلاق طرق ومداخل مؤسسات.
وخرج الإسرائيليون إلى الشوارع وهم يحملون العلم الإسرائيلي وأغلقوا عددا من الطرق.
وانتشرت الشرطة الإسرائيلية بشكل خاص في محيط مطار بن غوريون الدولي، حيث قال متظاهرون إنهم سيعملون على عرقلة مغادرة نتنياهو إلى إيطاليا في زيارة رسمية.
لكن نتنياهو قرر الوصول إلى المطار في مروحية لتفادي إغلاق الطرق أمامه من قبل المتظاهرين.
وأدت الاحتجاجات إلى تأخير جديد على موعد وصول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل للقاء نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت ونتنياهو، وبعد أن كان مقررا وصوله من القاهرة مساء الأربعاء فإن وصوله أُرجئ إلى صباح الخميس ثم إلى ساعات الظهيرة.
ويتهم المحتجون الحكومة بالسعي إلى إضعاف السلطة القضائية، معلنين أن هدفهم الضغط عليها للتراجع عن تلك التعديلات القضائية.
تطور أحداث يوم "مقاومة الديكتاتورية"
تظاهر آلاف المحتجين، اليوم الخميس، أمام منزل وزير العدل الإسرائيلي، ضمن التعبئة المتواصلة ضد مشروع الحكومة لإصلاح القضاء، في احتجاجات أطلق عليها يوم "مقاومة الديكتاتورية".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن" مظاهرات كبيرة تحاصر منزل وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين".
وخرج آلاف الإسرائيليين الخميس إلى الشوارع في يوم " مقاومة الديكتاتورية" في إطار الاحتجاجات المتواصلة ضد مشروع الحكومة لإصلاح القضاء.
وأغلقت مئات السيارات التي ترفع الأعلام الإسرائيلية الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون ما أجبر الركاب الراغبين على التوجه إلى محطاته أو مغادرتها على السير مع حقائبهم.
وكان المتظاهرون يطلقون أبواق سياراتهم ويهتفون "ديمقراطية" و"حرية" أمام قوات كبيرة من الشرطة.
ورفع متظاهر لافتة كتب عليها "بيبي يساوي بوتين"، مشبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأغلقت الطرق المؤدية إلى المطار بينما يفترض أن يسافر نتنياهو خلال النهار جوا إلى إيطاليا في زيارة رسمية.
واضطر للسفر من مهبط مستشفى هداسا عين كارم في القدس بمروحية للشرطة نقلته إلى مطار بن غوريون لتفادي حشود المتظاهرين.
وكان طيارو شركة العال رفضوا قبل أيام نقل نتنياهو في رحلته المقررة إلى روما ضمن حركة الاحتجاج، إلا أن الشركة أعلنت مساء الأحد أنها عثرت أخيرا على طاقم لنقل رئيس الحكومة وزوجته إلى إيطاليا، حسب الإذاعة الاسرائيلية.
وفي تل أبيب رفع آلاف المتظاهرين العلم الإسرائيلي، محاطين بأفراد الشرطة على ظهور جياد في وسط المدينة، وقد هتفوا متوجهين إلى الشرطة "نحن أيضا هنا من أجلكم"، وقد رسم بعضهم قلبا بأيديهم باتجاه الشرطة.
عزل قائد الشرطة في تل أبيب
أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير عن حركة تغييرات في مواقع قيادات الشرطة شملت عزل قائد منطقة تل أبيب.
وجاء ذلك على خلفية ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"التساهل" مع الاحتجاجات الواسعة على خطة حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.
وقرر بن غفير نقل قائد منطقة تل أبيب، عميحاي أشاد، من منصبه الرفيع في الجهاز، إلى منصب مكتبي متواضع، وعينه رئيسا لقسم الإرشاد التابع للشرطة.
وشن بن غفير هجوما حادا على قيادات في الجهاز، خلال محادثات مغلقة، زعم فيها أنهم يرفضون اتباع تعليماته المتعلقة بالاحتجاجات الواسعة المناهضة لحكومة نتنياهو.
وفي أعقاب قرار بن غفير، قررت الحركة من أجل جودة الحكم التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، وتقديم التماس إداري لمنع عزل قائد شرطة منطقة تل أبيب.
وشددت في بيان، على أن قرار بن غفير "وصمة عار لن تمحى"، وقالت إنه تهديد صريح لقيادات الشرطة بـ"أن حياتهم المهنية في خطر طالما في اللحظة التي لا يمتثلوا فيها لمطالب الوزير".
الرئيس الإسرائيلي: ما يحدث في البلاد كارثي.. يجب التخلي عن التغييرات القضائية المقترحة
اعتبر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ ما يحدث في بلاده "كابوسا وكارثيا" داعيا للتخلي عن التغييرات القضائية التي اقترحتها حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال هرتسوغ في خطاب إلى الأمة: "المشاهد في هذا اليوم هو كابوس للبلد. يكفي!، لم يعد بإمكاني أن أرى أمتنا ممزقة أمام عيني. ما يحدث هنا هو كارثة".
وأضاف: "مواطنو إسرائيل - أنا أعمل من أجلكم ومن أجلكم فقط. أرى المشاهد وأسمع الصرخات الموجهة إلي والغرض منها واحد - افعل كل شيء حتى يتوقف. افعل كل شيء لإيجاد حل".
وتابع: "أتقبل بكل حب أي انتقاد مهما كان صعباً ومؤلماً؛ لكن لأكون واضحًا، أنا لا أستسلم. سأدفع أي ثمن لإيجاد حل، بشرط أن يحدث الآن. لأنه ليس لدينا وقت".
وأشار هرتسوغ إلى أنه "لقد كنت أعمل على مدار الساعة لمدة عشرة أسابيع. ألتقي بالجميع، حتى أولئك الذين لا يتفقون معي، حتى أبناء شعبي الذين لا يوافقون على الاعتراف بذلك، حتى أولئك الذين يخشون تحمل المسؤولية. كل شيء للحفاظ على المجتمع الإسرائيلي، كل شيء للحفاظ على الديمقراطية الإسرائيلية".
وتوجه إلى الشعب الإسرائيلي: "لا تصدقوا أي شخص يتحدث باسمي. عندما يكون هناك مخطط رئاسي - سوف تسمعونه بصوتي وفقط بصوتي. أستطيع أن أقول ما يلي الآن: لقد تمكنت من إحداث حالة تقلصت فيها الاختلافات بشكل كبير. هناك اتفاق على معظم القضايا. صحيح، ليس في كل شيء، ولكن على الغالبية العظمى. يكفي بالتأكيد التخلي عن التشريع المقترح الآن، وإدخال مخطط آخر متفق عليه في لجنة القانون والقضاء في الكنيست للمناقشة".
وأضاف: "توجد هنا بنية تحتية لملخص سريع حيث الفائز الوحيد هو دولة إسرائيل ومواطنيها",
ودعا لاستبدال التشريعات التي تعمل عليها الحكومة الإسرائيلي" بمخطط آخر متفق عليه، وعلى الفور".
وقال: "ديمقراطيتنا هي قيمة عليا. النظام القضائي المستقل والقوي هو قيمة عليا. الحفاظ على حقوق الإنسان - رجالاً ونساءً، مع التركيز على الأقليات ، وعلى الفسيفساء الإسرائيلية الخاصة والغنية - هو قيمة عليا".
وأضاف: "من أجل تحقيق هذه الصيغة، نحتاج إلى سياسة تضع المواطنين فوق كل شيء، وتستمع إليهم وتحترمهم. سياسة تذكر أن المسؤولين المنتخبين هم ممثلون وموظفون حكوميون وليسوا أسيادهم".
وتابع: "أقول لقادة البلد والائتلاف والحكومة المسؤولة: نحن على نقطة اللاعودة. إنها لحظة الوجود أو التوقف - للاختيار بالاتفاق وتحقيق اللحظة الدستورية التأسيسية التي ستنمو وتبنينا لسنوات وأجيال قادمة، أو تتدهور إلى هاوية دستورية وأمنية واجتماعية واقتصادية".
وأشار إلى انه "يجب أن تتخذ قرارا - الائتلاف والمعارضة على حد سواء - ما إذا كانت دولة إسرائيل ومواطنيها فوق كل شيء، أم أن الأنا والمصالح السياسية الضيقة ستطردنا من حافة الهاوية".
وقال: "تطلب مني مساعدتك، أنا مستعد لمساعدتك، لكن المسؤولية تقع على عاتقك - على جميع الفصائل في المنزل".
وأضاف هرتسوغ : "الخيار واحد: إما كارثة أو حل. إذا اخترت الاستمرار في المسار الذي اتبعته حتى الآن - فالفوضى في يديك. التاريخ سيحكم عليك. تحمل المسؤولية وعلى الفور".
وفي أحدث تداعيات الأزمة، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير عن حركة تغييرات في مواقع قيادات الشرطة شملت عزل قائد منطقة تل أبيب.
جاء ذلك على خلفية ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"التساهل" مع الاحتجاجات الواسعة على خطة حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء…..