تمهيدًا لزيارة الملك الشهر القادم.. وزير الخارجية الأردني في اليابان
ترتبط المملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات ثنائية مميزة مع اليابان، فقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 14 يوليو 1954، وافتُتحت السفارة الأردنية في طوكيو وكذلك السفارة اليابانية في عمّان في عام 1974، وتمثَّل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسفيرين معتمدين مقيمين.
وقام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بزيارة عمل إلى طوكيو خلال الفترة 25-28 تشرين الثاني 2018.
كما قام رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي بزيارة رسمية إلى عمّان خلال الفترة 30 أبريل-1 مايو 2018.
وعلى هامش الزيارة الملكية إلى طوكيو في عام 2018 وُقِّعت اتفاقية لتشجيع الاستثمار في البلدين وحمايته، واتفاقية قرض سياسة التنمية (قرض دعم الموازنة العامة) المقدم من الحكومة اليابانية للأردن بقيمة 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، كما وُقِّعت مذكرة تفاهم بشأن التعاون والتبادلات الدفاعية.
تمهيدًا لزيارة الملك الشهر القادم.. وزير الخارجية الأردني في اليابان
يرأس نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، الوفد الأردني المشارك في الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الأردني-الياباني، والذي يضم وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، ويرأسه من الجانب الياباني وزير الخارجية هاياشي يوشيماسا، وذلك في بداية زيارة رسمية لليابان سيجري خلالها التحضير لزيارة الملك عبدالله الثاني لليابان في شهر نيسان القادم.
بحث ملفات القضية الفلسطينية وجهود حل الأزمة السورية
ويلتقي الصفدي وطوقان رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، ومسؤولين يابانيين آخرين لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وعدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية وجهود حل الأزمة السورية.
محاضرة حول العلاقات الأردنية اليابانية
وسيلقي الصفدي محاضرة حول السياسة الخارجية الأردنية في المعهد الياباني لبحوث الشرق الأوسط، كما سيتحدث مع نادي الصحافيين الأجانب في اليابان حول العلاقات الأردنية اليابانية، وأولويات السياسة الخارجية الأردنية وجهود المملكة في حل الأزمات الإقليمية.
وكان الأردن واليابان اتفقا على إطلاق الحوار الاستراتيجي بينهما على مستوى وزراء الخارجية في تشرين الثاني من العام 2018، وعقدت جولة الحوار الاستراتيجي الأولى في عمّان في كانون الأول من العام 2018 بمشاركة وزيري خارجية البلدين، حيث اتفق الجانبان آنذاك على عقدها بشكل دوري لبحث آليات تطوير العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعقدت الجولة الثانية في عمّان في آب 2021.
العلاقات اليابانية الأردنية
تتميز العلاقة الثنائية التي تجمع بين الأردن واليابان بمتانتها؛ حيث بدأت بالعلاقات الدبلوماسية المستمرة منذ أكثر من ستين عاماً.
وقد افتتحت السفارة اليابانية فيما بعد في عمان وكذلك السفارة الأردنية في طوكيو في عام 1974.
زيارات بين الطرفين
وشهدت اليابان أول زيارة للملك الأردني الراحل الملك حسين" في عام 1976، كما ازدادت العلاقة متانة وعمقاً لتترسخ أكثر بعدة زيارات قام بها الملك عبد الله الثاني إلى اليابان خلال السنوات الماضية ولعل أبزر هذه الزيارات هي الزيارة الرسمية التي قام بها الملك الأردني إلى اليابان في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2016، والتي عقد خلالها لقاءاً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه بالإضافة إلى عدد من القيادات البرلمانية والتابعة للمؤسسات الدولية اليابانية وتركزت المباحثات على تطوير العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين وسبل إدامة التنسيق والتشاور بينهما، وآليات تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب الأوضاع الراهنة وعلى الساحتين الإقليمية والدولية وقد تم بحث برنامج التعاون الاقتصادي مع اليابان حيث جرى طرح المشروعات ذات الأولوية بالنسبة للأردن للاستفادة من برنامج المنح التنموية للمشروعات بالإضافة إلى دعم الموازنة من خلال القروض الميسرة والتي تخفف من عبء خدمة الدين العام حيث أعلن الجانب الياباني، في هذا الصدد، عن تقديم 300 مليون دولار كقرض تنموي ميسر الشروط وفي تصريحات صحفية مشتركة، عقب المباحثات أكد الملك عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الأردن واليابان، والحرص على تطويرها في شتى الميادين مؤكداً على دور اليابان المهم في منطقة الشرق الأوسط و بدوره أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو أبيه، متانة العلاقات الثنائية والتي شهدت تقدماً كبيراً في السنوات الماضية، متمناً جهود الملك والقيادة التي حافظت على الأمن والاستقرار في المملكة وجعلت منها واحة أمن وسط منطقة تعيش ظروفا صعبة وقد شهدت الزيارة أيضاً على هامش المباحثات توقيع اتفاقية منحة، تقدم بموجبها الحكومة اليابانية 10 ملايين دولار لتزويد المملكة بأنظمة حديثة لمراقبة الحدود ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين وعلى صعيد متصل، أجرى الملك في الزيارة الرسمية عدداً من اللقاءات مع قيادات برلمانية شملت رئيس مجلس النواب الياباني تاداموري أوشيما"، ورئيس مجلس الشيوخ الياباني داني تشوشي، بحضور رئيسي وأعضاء من لجنتي الخارجية والدفاع في المجلسين، تم خلالها بحث اليات الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين إلى مستويات متقدمة، خصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والبرلمانية كما التقى الملك رئيس وأعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اليابانية الأردنية، كازونوري تاناكا". حيث جرى تأكيد أهمية تمتين وتعزيز علاقات التعاون بين المؤسسات التشريعية في الأردن واليابان وتبادل الزيارات والخبرات بما يخدم علاقات البلدين، التي لأكثر من 60 عاماً وكان قد التقى الملك أيضاً برئيس جمعية الصداقة الأردنية اليابانية "ميكيو ساساكي"، حيث تم بحث الجهود التي تبذلها الجمعية لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، إلى جانب علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين الصديقين وأعرب الملك عن تقديره للدعم والمساعدات التي تقدمها اليابان لعدد من البرامج والخطط التنموية في المملكة، والتي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وفي لقاء الملك مع رئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) شينيتشي كيتاوكا"، وجرى تناول اليات تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين الأردن والوكالة اليابانية في مختلف المجالات وأفضل السبل لتمويل المشروعات التنموية ذات الأولوية في الأردن من خلال المنح والدعم الفني الذي تقدمه الوكالة للمملكة (فيما يلي: مقتطفات من منتدى الأعمال الأردني الياباني المتزامن مع زيارة الملك الأردني إلى طوكيو؛ بالإضافة إلى رابط للمؤتمر الصحفي المشترك لرئيس الوزراء "آبيه والملك الأردني في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016.
مجالات التعاون بين الأردن واليابان
وفي الواقع تشمل أطر التعاون والدعم بين اليابان والأردن مجالات شتى لتشمل حتى مجالات تكنولوجيا المعلومات والحاسوب خاصة في تطوير عدد من البرمجيات المتعلقة بالألعاب الإلكترونية كما تشمل أيضاً مشاريع الطاقة الشمسية عبر شركة JPIC اليابانية، حيث تهدف هذه المشاريع الواعدة إلى استخدام تقنية الخلايا الكهرضوئية في توليد نحو 200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لتشمل بذلك 12 مشروعاً بحجم استثمار يتجاوز 400 مليون دينار أردني ( نصف مليار دولار أمريكي تقريباً ) كما ساهمت اليابان بتقديم الدعم في الأمن المائي وذلك عبر منحة مالية تقدر بـ 216 مليون دولار أمريكي؛ لدعم قطاع المياه في الشمال لاسيما في المناطق التي تستضيف اللاجئين و وفقاً للديوان الملكي الهاشمي؛ فإن حجم واردات الأردن الرئيسية من اليابان قد بلغت نحو 4192 مليون دولار أمريكي في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2016 حيث شملت السيارات والآلات والمعدات والأجهزة الكهربائية والمواد المتنوعة كالحديد والمطاط بالإضافة إلى المواد الكيماوية العضوية أما بالنسبة لأهم الصادرات الأردنية إلى اليابان فقد بلغت قيمتها نحو 161 مليون دولار أمريكي وأهمها الفوسفات الخام والأسمدة البوتاسية والتي تعتبر من أكبر المواد التي يتم تصديرها إلى اليابان حيث سجلت ما يقارب 37% من إجمالي الصادرات إنها علاقات متميزة مبنية على الاتفاقيات والتعاون والتفاهم المشترك لكلا البلدين فقد استقبل الملك الأردني مؤخراً ( في شهر مايو/ أيار الماضي من عام 2017 ) رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة الأردنية اليابانية والمستشار الأعلى في شركة ميتسوبيشي میکیو ساساكي حيث جرى استعراض العلاقات بين البلدين الصديقين، إضافة إلى الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني خصوصاً في قطاع الطاقة الذي تعتبر شركة ميتسوبيشي شريكا استراتيجياً فيه وحضر اللقاء رئيس الوزراء الأردني، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك وهكذا نرى ازدياد متانة العلاقة الثنائية التي تجمع بین اليابان والأردن على الرغم من البعد الجغرافي الكبير؛ إلا أن روح التعاون بين البلدين الصديقين قد قرب المسافات لتجعل من هذه العلاقة الثنائية مثالاً متميزاً يحتذى به بين بلدان الشرق الأوسط.