العراق وإيران.. حلول لضبط الحدود وتطوير العلاقات الاقتصادية
جهود حثيثة وحلول متسارعة تلوح في الأفق بين العراق وإيران، على مستوى القادة والوزراء، خلال الأيام الأخيرة، أكدت من خلالها طهران حرصها التام على سلامة الأراضي العراقية، فضلًا عن تفاهمات اقتصادية.
وأعلن وزير التجارة العراقي أثير داود الغريري، تفاصيل اجتماع الدورة الخامسة للجنة العراقية الإيرانية المشتركة، فيما أشار إلى توقيع محضر مشترك لتطوير العلاقات الاقتصادية.
وقال الغريري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الاقتصاد والشؤون المالية إحسان خاندوزي، إن "اجتماع الدورة الخامسة للجنة العراقية الإيرانية شهد التوقيع على محضر مشترك تضمن الاتفاق على العديد من الأمور والتفاهمات التي من شأنها أن تطور العلاقة الاقتصادية بين الجانبين وتزيد من التفاهمات الاقتصادية التي تخدم الشعبين"، مبينا أن "هناك الكثير من التفاهمات يتضمنها المحضر بضمنها الجانب الاستثمار وجانب المناطق الحرة بالمجال التجاري والتبادل الاقتصادي وزيادة هذا التبادل وإقامة مناطق صناعية والتعاون في مجال الربط السككي والتعاون في مجال المياه والحدود المشتركة والتعاون في مجال الكهرباء والنفط والجانب المالي والمصرفي".
وتابع أن "الاجتماع تضمن أيضا إنضاج مذكرات التفاهم وتفعيل ماهو تحت الدراسة"، موضحاً، أن "ذلك سيكون بمتابعة وزير التجارة العراقي ووزير الاقتصاد والشؤون المالية".
أجواء ايجابية وروح تعاون كبيرة
وذكر الغريري أن "ماتم توقيعه كان بأجواء ايجابية وروح تعاون كبيرة لمصلحة البلدين، حيث رعت اللجنة العراقية وممثلوها توجه الحكومة من خلال برنامجها الحكومي وتوجيه رئيس الوزراء برعاية خاصة للقطاع الخاص وتسهيل الأمور أمام صادرات الجانب العراقي والميزان التجاري للبلدين ليكون هنالك تبادل تجاري بناء والاهتمام بالصناعات وسلع ذات ميزة نسبية لكلا الطرفين".
وبين أن "هذا الاهتمام يهدف لتطور العلاقة وتطويرها بشكل يخدم الطرفين وليس من طرف واحد"، لافتا إلى أن "المنهاج الحكومي أو البرنامج الحكومي والذي بدأنا بتنفيذه فعليا هي إقامة احسن العلاقات وتطويرها مع جميع دول العالم لاسيما دول الجوار"، موضحا أن "العراق له دور ايجابي في تفاهمات الدولية لاسيما مع دول الجوار وتحديدا جمهورية إيراني الإسلامية".
العراق وإيران يبحثان آفاق التعاون التجاري بين البلدين
فيما بحث وزير التجارة العراقي أثير الغريري، مع وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، آفاق التعاون التجاري بين البلدين.
وذكر بيان لوزارة التجارة، نسخة منه اليوم الاثنين، أن "وزير التجارة اثير الغريري استقبل وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني إحسان خاندوزي"، وأضاف البيان، أن "الجانبين بحثا آفاق التعاون التجاري بين البلدين".
الخارجية الإيرانية: توصلنا لحل بشأن ضبط الحدود مع العراق
فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإیرانیة، ناصر کنعاني، عن تشكيل لجنة أمنية عليا عراقية إيرانية تتولى ضبط الحدود بين البلدين، فيما جدد الإشادة بدور العراق في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية.
وخلال مؤتمر صحفي موسع عقده في طهران، تناول فيه كنعاني العلاقات العراقية الإيرانية، إلى جانب قضايا أخرى، قال أيضاً عن القضايا الحدودية "في المفاوضات التي جرت بين الوفدين الأمنيين من طهران وبغداد، توصلوا الى نتيجة مفادها ضرورة تشکیل لجنة امنية عليا تتولى متابعة القضايا المتعلقة بحدود البلدين وخاصة في إقليم كوردستان".
وحدة وسلامة الأراضي العراقیة
وشدد على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوحدة وسلامة الأراضي العراقیة، مضيفا "نعتقد أن الحكومة العراقية مسؤولة عن إرساء الأمن ومراقبة الحدود المشتركة مع إيران وعليها أن تفي بمسؤولياتها والتزاماتها في هذا المجال، ونعتبر الحكومة العراقية مسؤولة عن توفير الأمن على الحدود المشتركة، لا سيما في إقليم كوردستان".
واكد على "ضرورة نزع سلاح الجماعات التي تستخدم الأراضي العراقية كملاذ جغرافي لأنشطتها المسلحة وخلق حالة من انعدام الأمن على طول الحدود المشتركة".
الأصول الايرانية المجمدة في العراق
وفي اشارة الى الأصول الايرانية المجمدة في العراق ، قال كنعاني "مسيرة علاقاتنا هي استثناء لهذه القاعدة ولدينا أطر تعاون جيدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية والمالية بين البلدين، والحكومة العراقية ملتزمة بهذا الصدد بحيث بذلت دائماً أقصى الجهود لتجاوز ضغوطات الحكومة الأمريكية المفروضة علينا".
من جانب آخر، أشار كنعاني إلى أن الحكومة العراقية "كانت مؤسسة لعقد لقاءات ثنائية بين طهران والرياض ووفرت أرضیة لعقد هذه اللقاءات وان نية الحكومة العراقية كانت خطوة أساسية للعمل السياسي الإيجابي واستخدام القدرات الدبلوماسية الجيدة لاستئناف العلاقات بين طهران والرياض وفي هذا السياق حققت الحكومة العراقية هدفها".