مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

العراق يُحارب نقص المياه.. جهود داخلية وخارجية وخطة صارمة

نشر
الأمصار

جهود حثيثة يبذلها العراق داخليًا وخارجيًا، لتوفير المياه ومحاربة نقصها الذي ظهر جليًا خلال الفترة الماضية، ما جعل كبار المسؤولين والقادة يتدخلون ويضعون خطة صارمة لضبط الأمور.  

وأكد رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، أن العراق ينفذ خطة صارمة لإدارة المياه، وأن تفاقم الجفاف يهدد اقتصاد البلاد، مشددا على وجوب العمل مع دول الجوار من خلال اتفاقيات والتزامات لضمان حصة عادلة من المياه.

وقال رئيس الجمهورية خلال كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المنعقد في نيويورك، إن" الماء هو شريان الحياة ورفاهيتها، وضرورة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويخرج العراق اليوم من رماد الحرب وهو يواجه أزمة مياه غير مسبوقة تفاقمت بسبب الآثار المعقدة لتغير المناخ وسياسات المياه في الدول المجاورة، وتؤثر أزمة المياه في العراق بالفعل على سبل العيش، وتؤدي إلى تلاشي الوظائف، وتتسبب في النزوح بمعدل ينذر بالخطر".

وأضاف" وتُشكل هذه المشكلة تهديدات كبيرة للأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، وإذا ترك الأمر بدون تدخل فوري، سيشكل نقص المياه مخاطر كبيرة على نظام الأغذية الزراعية والنظام البيئي والاستقرار الاجتماعي في العراق، ولمعالجة أزمة المياه في العراق هنالك حاجة ماسة إلى إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة على المستويات المحلية والوطنية والدولية".

وتابع" أنه خلال القرن الماضي، شهد العراق العديد من نوبات الجفاف المتفرقة، ولكن في السنوات الأخيرة، حدثت فترات الجفاف هذه بشكل متكرر، وهو مؤشر قوي على التأثير السلبي للتغير المناخي، وكانت الحضارات السومرية والبابلية والآشورية موجودة على ضفاف نهري دجلة والفرات منذ آلاف السنين، وفي العراق الحديث يعتمد عيش الملايين من الناس على هذه الأنهار المهددة بالآثار السلبية لتغير المناخ وسياسات المياه في البلدان المجاورة لنا، ويعتبر نهرا دجلة والفرات شريان الحياة للعراق، في حين أن الأهوار هي جزء حيوي من الحضارة الإنسانية وهي بمثابة جانب رئيس في دعم الحياة في بلدنا، وكانت دائمًا العامل الأساسي في الحفاظ على التوازن البيئي ليس في العراق وحسب ولكن في المنطقة بأسرها".

وأشار إلى، أنه" بالإضافة إلى الآثار السلبية لتغير المناخ والانخفاض الكبير في تدفق المياه عبر الحدود، فإن التطبيق غير الكافي للأساليب الحديثة لإدارة الموارد المائية والذي يعود في المقام الأول إلى اثني عشر عامًا من العقوبات الدولية على النظام السابق، والسياسات غير الملائمة، والصراعات المتتالية قد جعل البلد متأخرا عدة عقود عن المستويات الدولية للتنمية، ولقد ساهم الفشل في الاستفادة من التقنيات الحديثة، وتحسين مستوى أنظمة الري، وتحديث القطاع الزراعي في الوقت المناسب في تفاقم أزمة المياه الحالية بالعراق".

الرئيس العراقي: الحكومة تعمل بجد لإيجاد حلول لأزمة المياه

فيما أكد رئيس  الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، أن أزمة المياه تمثل خطرا يهدد العالم، فيما أشار إلى أن الحكومة العراقية تعمل بجد لإيجاد حلول للأزمة.

وذكر بيان لمكتب رئيس الجمهورية، أن "رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، التقى الأربعاء، رئيسة جمهورية سلوفينيا ناتاشا بيرك موزار والوفد المرافق لها، بحضور وزير الخارجية فؤاد حسين، و وزير البيئة نزار ئاميدي، وذلك على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المُنعقد في نيويورك".

وأضاف، أنه "جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات القائمة بين البلدين، وتم التأكيد على تعزيز أواصر العلاقات في المجالات ذات الاهتمام المشترك وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين".

وأكد رئيس الجمهورية، بحسب البيان، أن "أزمة المياه تمثل خطرا يهدد العالم"، مشيراً إلى أن "العراق من الدول التي تتأثر بشكل كبير نتيجة تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات".


وشدد على ضرورة العمل والتنسيق الدولي والإقليمي الثنائي والمتعدد الأطراف لإيجاد حلول للازمة المائية العالمية.

وأشار الرئيس إلى أن الحكومة العراقية تعمل بجد من أجل إيجاد حلول لأزمة المياه والتغير المناخي وتداعياته الخطيرة على السكان، والعمل المشترك مع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي لإيجاد تفاهمات مشتركة والاستفادة من الخبرات الدولية المُتخصصة في مجال العمل المناخي.

ومن جانبها، أكدت رئيسة سلوفينيا ناتاشا بيرك موزار، تطلّع بلادها لتعزيز التعاون مع العراق في مختلف المجالات، مشيرة إلى تطابق وجهة نظرها مع طروحات السيد الرئيس في الحاجة إلى التنسيق والتعاون الدولي لإيجاد حلول لأزمة المياه ومواجهة التغير المناخي.

السوداني: لجان عراقية - تركية ستبحث تأمين حصص عادلة للمياه

بينما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، سعي الحكومة لتقديم تسهيلات بمنح فيزا الدخول إلى العراق لرجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ملف المياه سيبحث عبر لجان مشتركة لتأمين حصص عادلة ومنطقية.

وأضاف" من خلال هذا الاستعراض وجدنا أن أغلب هذه التخصصات وهذه الأعمال تقع ضمن أولويات الحكومة المؤكدة على تحسين الخدمات وتنويع الاقتصاد من خلال تفعيل الصناعة الوطنية والزراعة ومشاريع الطرق ونقل الطاقة والمستشفيات".

 

وحول ملف المياه أكد السوداني، أن" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ قراراً مهما بشأن زيادة الإطلاقات المائية والتي ستساهم في توفير مياه الشرب للمحافظات وهذا الملف سيخضع لقراءة فنية وتبادل وجهات النظر عبر لجان مشتركة لتأمين حصص عادلة ومنطقية في ظل ظروف الشحة لإيصال المياه إلى محافظات الوسط والجنوب".