“الصحة العالمية” تدعو إلى تقاسم جرعات اللقاح بشكل عادل
دعت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، إلى تقاسم جرعات لقاحات كوفيد -19، بسرعة، وإزالة جميع العوائق التي تحول دون زيادة تصنيع اللقاحات وتمويلها لتحقيق التوزيع المنصف للجرعات.
وأكدت المنظمتان في بيان مشترك أن التسريع في زيادة تصنيع اللقاحات وتقاسمها مع البلدان النامية كان يمكنه أن يؤدي إلى زيادة في الناتج المحلي العالمي للعام الجاري يقدر بـ 38 مليار دولار إضافية، مشيرة إلى أن عدم المساواة في توزيع اللقاحات سيكون له تأثير عميق وطويل الأجل على الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأوضحت المنظمتان أن ارتفاع سعر جرعة اللقاح يمثل ضغطا كبيرا على النظم الصحية الهشة، ويقوض برامج التحصين الروتينية والخدمات الصحية الأساسية، وقد يؤدي إلى زيادات مقلقة في الإصابات بالحصبة والالتهابات بشكل عام.
ولافتت المنظمة، الانتباه إلى خطورة “دلتا” والمتحورات الأخرى التي من المرجح أن تجبر البلدان على اتخاذ إجراءات وقائية وإغلاق من جديد وبما يهدد بعكس مسار التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وذكر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم أن عدم المساواة في اللقاحات هو أكبر عقبة أمام العالم للقضاء على الوباء، والتعافي منه وبائيا واقتصاديا وأخلاقيا.
وحذرت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من “احتمال كبير” لظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا “ربما تكون أشد خطورة”.
وقال خبراء اللجنة الذين يقدمون المشورة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بيان عقب اجتماعهم الأربعاء إن “الوباء لم ينته بعد”.
وأضافوا “هناك احتمال كبير لظهور وانتشار متحورات جديدة مثيرة للقلق ربما تكون أشد خطورة وحتى أكثر صعوبة في احتوائها” من تلك التي أبلغت عنها المنظمة الأممية.
وأكد رئيس اللجنة الفرنسي ديدييه حسين خلال مؤتمر صحافي أن “التطورات الأخيرة مقلقة، فبعد 18 شهرا من إعلان حالة طوارئ صحية عامة، ما زلنا نلاحق الفيروس الذي يواصل بدوره ملاحقتنا”.
وأبلغت منظمة الصحة العالمية حتى الآن عن أربع متحورات مثيرة للقلق، هي “ألفا” و”بيتا” و”غاما” و”دلتا”.
والمتحورة “دلتا” التي رصدت أول مرة في الهند، تنتشر بسرعة عالية جدا في أنحاء العالم ما يتسبب في عودة ظهور الوباء بقوة. وهذه المتحورة أشد عدوى بكثير من غيرها، فهي أكثر مقاومة للقاحات التي لا تزال توفر رغم ذلك حماية جيدة من الأشكال الأكثر خطورة لإصابات كوفيد-19 ومن خطر الوفاة.
وأوضح البروفيسور حسين أن لجنة الطوارئ قدمت توصيتين رئيسيتين: الدفاع عن الوصول العادل للقاحات وعدم الإقدام على مبادرات ذات مبررات علمية ضعيفة مثل منح جرعة ثالثة من لقاح مضاد لكوفيد الذي اقترحه خاصة تحالف فايزر/بايونتيك.
وأضاف المدير العام السابق للصحة في فرنسا أنه يجب “مواصلة الدفاع بلا كلل عن الوصول العادل للقاحات في العالم من خلال تشجيع تقاسم الجرعات والإنتاج المحلي وإلغاء حقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وزيادة القدرات الإنتاجية وبالطبع التمويل اللازم لتنفيذ كل هذه الأنشطة”.
وفي حين تهدف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تطعيم الغالبية العظمى من سكانهما في الأسابيع المقبلة، فإن البلدان الأكثر حرمانا بالكاد حصّنت 1 بالمئة من سكانها.