بالأصوات الرنانة والتقاليد العريقة.. تفاصيل عادة قرع الطبول "البدوق" في إندونيسيا
تعتبر إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، حيث يشكل المسلمون أكثر من 85٪ من سكان البلاد، وفي رمضان، تشهد البلاد تقاليد وعادات خاصة بها تتميز بالتنوع والغنى الثقافي.
ومن أهم العادات الرمضانية التي تنتشر بين الإندونيسيين هي عادة قرع الطبول الإندنوسية "البدوق"، وهي من التقاليد الشعبية الأساسية في إندونيسيا، حيث يتم استخدام الطبول بشكل شبه يومي لتنبيه السكان بأوقات الصلاة والأحداث الهامة في القرية.
تعد عادة قرع الطبول "البدوق" موروثاً عن الأجداد في الثقافة الإندونيسية، وهي تتميز بأنها تجمع الناس وتوحد المجتمعات، كما أنها تمثل رمزاً للتراث الإندونيسي وتعكس ثقافة البلد الغنية والمتنوعة.
يتم استخدام الطبول بأحجام وأشكال مختلفة من أجل قرع الطبول الإندنوسية برمضان، وتختلف أسعارها وفقاً لمواد الصنع والجودة، بعض هذه الطبول يتم صنعها من الخشب الصلب، في حين تستخدم بعضها الجلد الحيواني كمادة خام للتصنيع.
وتعتبر عادة قرع الطبول الإندنوسية "البدوق" جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية والدينية في إندونيسيا، حيث يتم استخدامها في الأعراس والمناسبات الدينية والاجتماعية الأخرى، ويتم تعليم الأطفال كيفية تصنيع الطبول وقرعها، ويتم نقل هذه العادة من جيل إلى جيل.
ومع ذلك، تواجه عادة قرع الطبول الإندنوسية "البدوق" تحديات عديدة في العصر الحديث، حيث يتم تغيير العادات والتقاليد الشعبية بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تواجه هذه العادة تحديات من قبل الحكومات المحلية، حيث يتم تطبيق قوانين صارمة للحد من استخدام الطبول في بعض المناطق بسبب الازعاج الذي يسببه.
وبالرغم من ذلك، تظل عادة قرع الطبول "البدوق" جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية والثقافية في إندونيسيا، حيث يتم استخدامها لتعزيز التراث الثقافي وتوحيد المجتمعات.
عادات رمضانية مميزة
تتميز إندونيسيا بعادات مميزة أخرى إلى جانب عادة قرع الطبول، حيث تبدأ العادات الرمضانية في إندونيسيا منذ الصباح، حيث يتناول المسلمون وجبة السحور وهي وجبة خفيفة يتناولها المسلمون قبل صلاة الفجر، كما يتم تحضير الأكلات التقليدية الرمضانية مثل "السوبيا" و "المارتاباك" لتناولها خلال الإفطار.
وبعد صلاة المغرب، يتم إفطار الصائمين بتناول وجبة الإفطار والتي تتضمن الأطعمة التقليدية مثل الأرز واللحم والخضروات والحلويات المختلفة، كما تشهد المساجد والمناطق العامة إقامة موائد الرحمن حيث يتم إفطار الصائمين والفقراء.
وتعتبر الصلاة والتلاوة من العادات الرمضانية المهمة في إندونيسيا، حيث يتوجه المسلمون إلى المساجد لأداء الصلاة الخمسية والتلاوة القرآنية، ويتم إقامة صلوات التراويح في المساجد ويتوافد المئات من المصلين للصلاة مع بعضهم البعض.
وتشهد العديد من المدن الإندونيسية، مثل جاكرتا وباندونج وسورابايا، إقامة الأنشطة الرمضانية المختلفة مثل المهرجانات والمسابقات والمحاضرات والندوات الدينية، كما يتم نشر الأعمال الخيرية والإحسان خلال شهر رمضان، حيث يتم تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين وتوزيع الطعام والملابس والهدايا على الأطفال والمسنين.
وتعتبر العادات الرمضانية في إندونيسيا مثالاً للتنوع والغنى الثقافي في البلاد، وتعكس روح الإسلام السامحة التي تميز الشعب الإندونيسي.