الوثائق المسربة تكشف هشاشة أوكرانيا.. والمزيد من التسريبات قادم
في مساء يوم الجمعة ظهرت مجموعة من التسريبات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت التسريبات حول مجموعة جديدة من الوثائق السرية التي تتناول أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية بالتفاصيل. وبالحديث حول الأمر أحجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاعون) عن التعليق حول ما أثير عن صحة الوثائق.
وكانت المجموعة الأولى من التسريبات التي جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و "تليجرام" تحمل تاريخ الأول من مارس وعليها أختام تشير لتصنيفها على أنها سرية و سرية للغاية.
ويُعتبر تسريب مثل هذه الوثائق الحساسة أمر غير معتاد ومن شأنه أن يؤدي تلقائيا إلى إجراء تحقيق.
وفي هذا الإطار وردا على ما وقع من تسريبات أوضحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ أن الوزارة على علم بما حدث ويتم مراجعة الأمر قائلة: "نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والوزارة تراجع الأمر".
فيما قال المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بيان خاص إن الوكالة على علم أيضًا بالمنشورات وتبحث المسألة.
ماذا يوجد بالتسريبات؟
أوضحت الوثائق العسكرية الأمريكية السرية المسربة بعض المعلومات المتعلقة بالحرب على أوكرانيا، كما أوضحت كيفية تقييم الولايات المتحدة لحالة الصراع و اتجاهاته، و كيف يتم إيصال نتائج التقييم لأصحاب القرارات السياسية الرئيسة داخل إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وعلاوة ذلك بعض المعلومات حول الأسلحة التي لابد من مد أوكرانيا بها وكيفية الرد على استراتيجية روسيا في ساحة المعركة.
ووفقا لما ورد في التسريبات توقع بعض المحللين العسكريين الأمريكيين في 23 من فبراير أن يتم تحويل القتال في منطقة الدونباس الأوكرانية إلى "حملة استنزاف طاحنة" من جانب روسيا، ومن المحتمل أن تتجه نحو طريق مسدود، مما يحبط هدف موسكو بالاستيلاء على المنطقة بأكملها بحلول عام 2023.
كما توضح الوثائق المسربة أيضًا اختراق الاستخبارات الأمريكية للجيش الروسي وقادته بعمق لدرجة أنه بإمكانه تحذير أوكرانيا مسبقا من الهجمات وتقييم نقاط القوة والضعف في القوات الروسية بشكل موثوق.
تكشف صفحة واحدة في المجموعة التي تم تسريبها أن المخابرات الأميركية كانت تعلم أن وزارة الدفاع الروسية قد أرسلت خططا لضرب مواقع القوات الأوكرانية في موقعين في تاريخ معين، وأن المخططين العسكريين الروس كانوا يستعدون لضرب عشرات من منشآت الطاقة وعدد مماثل من الجسور في أوكرانيا.
كيف حدث التسريب؟
تشير تحليلات الخبراء حول أن البيانات السرية المسربة من الاستخبارات العسكرية الأمريكية تم الحصول عليها عن طريق الأقمار الاصطناعية عن طريق "الصور المجمعة والتجارية من NRO، وهو جيل من الأقمار الصناعية يعمل بالأشعة تحت الحمراء وذكاء الإشارات وتقارير الاتصال، في إشارة إلى معلومات استخباراتية من حكومة صديقة حول المعدل المرتفع لنيران المدفعية الروسية وتزايد الخسائر في القوات وعجز الجيش عن تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة خلال الأشهر السبعة الماضية.
الوثائق السرية ضربة للقوات الأوكرانية
تمثل الوثائق العسكرية السرية المسربة ضربة للقوات الأوكرانية حيث تشير الوثائق المسربة إلى نجاحات استخباراتية أمريكية عديدة؛ لكنها تظهر أيضا مدى استنزاف القوات الأوكرانية بعد أكثر من عام في الحرب.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أوكراني كبير، السبت، إن التسريبات أغضبت القادة العسكريين والسياسيين في كييف، الذين سعوا لإخفاء نقاط الضعف في الكرملين المتعلقة بنقص الذخيرة وبيانات أخرى عن ساحة المعركة.
وأضاف، إنه يشعر بالقلق أيضا من أن مزيدا من الكشف عن معلومات الاستخبارات العسكرية السرية وشيكة.