مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي: الشريعة الإسلامية سمحة العقيدة والأخلاق والتعامل مع الآخرين
أكَّد فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، عضو مجلس حكماء المسلمين كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ الشريعة الإسلامية سمحة العقيدة والأخلاق والتعامل مع الآخرين كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أحبُّ الدين إلى الله الحنيفيَّة السمحة» أي التي ليس فيها ضِيق ولا شدة، وهي هذه الشريعة التي جاء بها، فكانت رحمةً للعالمين؛ لما تحمِلُه من قِيَمِ التشريع في العبادات والمعاملات.
وقال الحداد، في الحلقة التاسعة من برنامج "قيم إنسانية .. مع الحكماء" الذي يُبثُّ على صفحات مجلس حكماء المسلمين في مواقع التواصل الاجتماعي: إنَّ شريعتَنا الإسلامية الغراء تسع الموافق والمخالف؛ فأمَّا الموافق فسيدخلها منشرحَ الصدر، واثقًا بما وعده الله تعالى به من فضلٍ ونعيمٍ على عباده المؤمنين، وأمَّا المخالف فإنها تسعُه بالتعايش معه على مبدأ الإخاء الإنساني والتعاون في هذه الحياة بما ينفع الناس ويدفع عنهم الضرَّ.
وذكر عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الله عزَّ وجلَّ يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] مشيرًا إلى أن هذا هو المنهج الذي كان عليه المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم في تبيينه شرع الله لأمته والعالمين من بعدهم، فقد عاشتِ الطوائف المختلفة في المدينة وفي كل بلد يفتحه إن لم يبدأ أهلها بمنازعة الإسلام وأهله، ففتح صدره الشريف للجميع، وبسط يده للتعامل معهم، وأسمعهم كلام الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فمَنِ اهتدى فلنفسه ومَن أساء فعليها.
وأوضح الحداد أنَّ هذا هو المنهج الذي سار عليه الخلفاء الراشدون والمسلمون في كل عصر ومصرٍ، مؤكدًا أن هذا ما يسعى إليه أيضًا مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين؛ من خلال قنوات التواصل مع الطوائف المختلفة لنشرِ ثقافة الحوار والتسامح والمحبة والوئام بين الأنام من أجل التعايش السلمي والتعاون النافع بين الناس.
وختم عضو مجلس حكماء المسلمين كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ رمضان هو شهر التواصل والتسامح والتآلف، فعلى الناس أجمعين أن يجعلوا التسامح منهجَ حياة فيما بينهم ليعيشُوا سعداءَ، فإن الأرض جعلها الله تعالى للأنام فيها معاشهم وإليه سبحانه وتعالى مآبهم، والجميع استخلفهم الله عزَّ وجلَّ في أرضه ليعبدوه فيها ويعمروا الأرض التي أكرمهم الله بها وفيها، فإن ذلك ما تدعو إليه الشرائع السماوية التي تنتمي إليها البشرية.
ويبث مجلس حكماء المسلمين عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ٥ برامج خلال شهر رمضان المبارك، وهي "الإمام الطيب" و"هلال التعايش" و"مع الحكماء" و"شباب صناع السلام"، و "في صيامك تفكر"، وذلك في إطار الإستراتيجية الإعلاميَّة للمجلس الهادفة لتوظيف كافة المنصات في نشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتعايش الإنساني.