منجم غار جبيلات الجزائري يستهدف إنتاج 500 ألف طن حديد سنويًا بشراكة تركية
وقّع مجمع مناجم الجزائر "منال" بروتوكول اتفاق وشراكة مع المجمع التركي للحديد "توسيالي" لتثمين واستغلال خام الحديد لمنجم غار جبيلات.
يأتي البرتوكول الهادف لإنشاء مصنع في ولاية بشار في إطار الشراكة خطوةً أولى في إطار الخطط الرامية لاستغلال الحديد من المنجم الذي يعدّ أحد أكبر المناجم في العالم.
وقال المدير العام لمجمع "منال" الجزائري، محمد صخر حرام، إن القدرة الإنتاجية للوحدة الصناعية الجديدة تُقدَّر بـ 500 ألف طن من الحديد سنويًا، عن طريق الاعتماد على مليون طن من خام الحديد بصفته مادة أولية.
وأشار إلى أن المواد المنتجة ستدخل مباشرة في تصنيع الحديد على مستوى مصنع توسيالي بمنطقة بطيوة في ولاية وهران، مضيفًا أن المصنع سيكون جاهزًا في أقلّ من 24 شهرًا.
صادرات الخام الجزائري
وكشف المدير العام لمجمع منال عن التفاوض مع شركات أخرى لإجراء شراكات مماثلة، قائلًا، إن المجمع في صدد إنهاء المحادثات التقنية بالنسبة لشراكتين، الأولى مع مجمع صيني لإنتاج مادة نصف مصنّعة مباشرة من خام الحديد لمنجم غار جبيلات، والشراكة الثانية مع الشركة الجزائرية القطرية للصلب، التي تعدّ ثاني متعامل بمجال تصنيع الحديد في الجزائر، بهدف تثمين المنجم وتوفير المادة الأولية لمصنع "بلارة" في ولاية جيجل.
وقال محمد صخر حرام، إن أهداف المجمع عديدة، إذ تمكَّن خلال السنتين الأخيرتين من رفع القيمة الإنتاجية من المواد المنجمية، والعمل على الإسهام في الرفع من الموارد المالية بالعملة الأجنبية عن طريق تصدير المواد المنجمية.
وأضاف: "ارتفعت هذه الموارد بنسبة 200%، منتقلة في سنتين من 57 مليون دولار إلى 216 مليون دولار".
وأشار المسؤول إلى أنّه من الأهداف الرئيسة تثمين الموارد البشرية من خلال الاهتمام بسلسلة القيم وتحقيق القيمة المضافة، بالاعتماد على الخبرة المحلية، وهو ما يندرج في إطاره تجسيد هذا النوع من الشراكات، والتي تمكّن كذلك من الحفاظ على العملة الصعبة الموجهة لاستيراد المواد الأولية بتوفيرها محليًا، والتي تُقدَّر بنحو مليار دولار حاليًا، ومن المتوقع أن تصل سنة 2025 بعد استكمال مسار الاستثمار إلى ملياري دولار.
وأشار المتحدث في السياق نفسه إلى تثمين خام الحديد لحقل ومنجم غار جبيلات، لا سيما بعد إنجاز مشروع سكة الحديد، لتسهيل عملية نقل هذه المواد، وتقليص -تبعًا لذلك- التوجه للاستيراد.
150 مليون دولار لانطلاق المشروع
قال المدير العام توسيالي، آلب توبكوغلو، إن المجمع توقَّع أن تتراوح قيمة الاستثمار لإنجاز الوحدة الصناعية الجديدة في منجم غار جبيلات ما بين 120 و150 مليون دولار، في مرحلة أولية للانطلاق في تنفيذ المصنع الذي ينتج 500 ألف طن من الحديد سنويًا، والتي تُمكِّن الاقتصاد الجزائري من الحفاظ على العملة الصعبة بما يعادل 60 مليون دولار سنويًا.
منجم غار جبيلات في الجزائر
ومن مراسم توقيع اتفاقية الشراكة بين مجمع مناجم الجزائر "منال" مع المجمع التركي للحديد "توسيالي"
وسيوجه إنتاج المصنع، حسب مسؤول توسيالي، إلى تغطية الاحتياجات والوطنية من الحديد والصلب، إذ أنّ الإنتاج سيتمثّل في تشكيلة متنوعة، مع التركيز على إنتاج الحديد ذي النوعية الرفيعة، على غرار الحديد المسطح، كما سيتوجه جزء من الإنتاج إلى توفير احتياجات قطاع الصناعة الميكانيكية وتغطية الطلب على الحديد لفائدة مصانع السيارات المقبلة، ومن ثم الانتقال من مرحلة التركيب إلى التصنيع ورفع نسبة الإدماج لهذا القطاع.
وتعول الجزائر على مشروع استغلال منجم غار جبيلات، الذي وافقت عليه الحكومة خلال العام الماضي، على تنويع مصادر الدخل في البلاد، إذ يضم أحد أكبر احتياطات الحديد في العالم.
كان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد أشرف، شهر يوليو/تموز الماضي، على إطلاق أعمال استغلال منجم غار جبيلات (تندوف) الذي سيسمح بإنتاج 2 إلى 3 مليون طن من خام الحديد في المرحلة الأولى (2022-2025)، ثم 40 إلى 50 مليون طن سنويًا، ابتداءً من 2026.
وكان مجلس الوزراء الجزائري قد وافق في 8 مايو/أيار الماضي على انطلاق المرحلة الأولى من مشروع استغلال المنجم العملاق.
يعدّ منجم غار جبيلات واحدًا من أكبر المناجم في العالم، إذ تُقدَّر احتياطاته أكثر من 3 مليار طن، منها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال، مما سيضمن إيرادات بـ10 مليارات دولار سنويًا، وفق بعض التقديرات.