من خرجية سوريا لفسيخ فلسطين.. مظاهر استقبال العيد بالوطن العربي
يكتسي العالم العربي بثوب جديد في أيام العيد، ورغم أن كل بلدانه تجمعها فرحة العيد وصلاته إلا أن طقوس شعوبها في استقباله تختلف من دولة لأخرى.
من خرجية سوريا لفسيخ فلسطين.. مظاهر استقبال العيد بالوطن العربي
سوريا
يبدأ استقبال العيد بالوطن العربي في سوريا في وقت مبكر من النهار؛ حيث يخرج المصلون وخاصة أهالي دمشق لأداء صلاة العيد في المسجد الأموي، ويُصلي أهالي المناطق السورية الأخرى في المساجد الأخرى، وبعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجه الجميع لزيارة القبور، والدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة، وقراءة الآيات القرآنية على قبورهم.
وبعد ذلك يبدأ الاستعداد لزيارة الأقرباء، إذ يزور الرجال الجد والجدة، ثم العمات والخالات، وفي الفترة المسائية تتم زيارة الأعمام والأخوال، وزيارة الجيران أيضاً، وتسمى عيدية الأطفال بـ"الخرجية".
العيد في لبنان
بينما تعد أبرز العادات الاجتماعية في استقبال العيد بالوطن العربي في هذا اليوم السعيد في لبنان، فتتمثل في تبادل الزيارات بين الأقارب والجيران، وتقديم الحلويات اللبنانية الشرقية، وأشهرها المعمول المحشو بالفستق أو التمر، وكعك العيد والبقلاوة والقطايف وغيرها. وقبل حلول عيد الفطر بأيام يتوجه اللبنانيون إلى الأسواق والمتاجر لشراء مستلزمات العيد.
ولعل من أبرز مظاهر العيد في لبنان المتميز عن باقي استقبال العيد بالوطن العربي هي عودة الحياة إلى القرى والبلدات اللبنانية، حيث يذهب الناس إلى قراهم انتقالا من المدن التي نزحوا إليها لضرورات العمل فتجتمع العائلات على الموائد المتنوعة التي تضم المأكولات اللبنانية، والبعض الآخر يفضل الذهاب مع الأهل والأقارب إلى المطاعم وملاهي الأطفال.
وعادة ما تفضل الأسر في هذا العيد الذهاب إلى مناطق ومدن للتنزه ولعل أبرزها مدينة صيدا في جنوب لبنان، وطرابلس في الشمال ويطلق على كل منهما "أم الفقير"، إلى جانب اشتهارها بصناعة الحلويات كالقطايف والنمورة والمعمول وحلاوة الجبن.
العيد في السودان
يبدأ الاحتفال بالعيد في دولة السودان مبكراً، عن باقي استقبال العيد بالوطن العربي حيث يستشعر من يزور هذا البلد العظيم قرب حلول أيام العيد من الأجواء الجميلة التي تعم الشوارع، والبيوت، والمحال التجارية، ففي عيد الفطر –على سبيل المثال- تبدأ الاستعدادات والتحضيرات له منذ منتصف شهر رمضان المبارك، ومن بين أهم الاستعدادات: تحضير أكلات العيد وحلوياته. تشتهر دولة السودان بالعديد من أنواع الحلويات المميزة، إلى جانب ما تشترك به الدول والمجتمعات العربية من خبز، وكعك، وما إلى ذلك، حيث تصنع كميات كبيرة من هذه الحلويات، والأكلات المميزة حتى يُكرِم صاحب البيت زواره في هذه المناسبة العظيمة.
العيد في فلسطين
يعد استقبال العيد في فلسطين له مذاقه المميز عن استقبال العيد بالوطن العربي تعد طقوس الاحتفال بالعيد في فلسطين كثيرة وتبدأ قبل العيد بفترة قصيرة بالذّهاب إلى الأسواق وشراء مستلزمات العيد من ملابس وألعاب للأطفال وشراء الحلوى والفواكه استعدادًا لاستقبال العيد، وقبل العيد بليلة أو ليلتين تبدأ النّساء الفلسطينيات بتجهيز كعك ومعمول العيد ليكون جاهزًا قبل دخول العيد، وفي صباح يوم العيد يذّهب الرّجال والنساء والأطفال لتأدية صلاة العيد وسماع الخطبة، وعندما يعودون يتناولوا طعام الإفطار الذي يحتوي عادة على طبق من الفسيخ وهو نوع من أنواع الأسماك المملحة، ثمّ يتبادلون الزّيارات العائليّة والتّهاني فيما بينهم وزيارة الأرحام، ومن الطّقوس المهمّة في العيد هي العيديّات للأرحام المقرّبة من الأم والأخت والعمّة وغيرهن، وبعد الانتهاء من الزيارات يرفّه الفلسطينيّون عن أنفسهم بالذّهاب إلى الأماكن الترفيهيّة والحدائق العامة.
العيد في اليمن
يبدأ العيــد في اليمــن عقب صلاة الفجر مباشرة، حينها يخرج الناس في جماعات صغيرة من مختلف الأحياء، يرددون الأدعية المأثورة والصلوات النبوية، باتجاه "الجبانة" (ساحة واسعة ومفتوحة) في أطراف المدينة أو القرية لأداء صلاة العيد.
كون المجتمع اليمني هو الوحيد من بين المجتمعات العربية والإسلامية، الذي يوزع السعادة من حر ماله، لمن يستحقون، فعلى الرغم من تبدّل ظروف الحياة، وتجدد ثقافة العصر، إلا أنّ هذه العادة ظلت من المواريث الراسخة التي لا يزال اليمنيون يجدون متعة كبيرة في إحيائها، دونما حرج من بذل أو تلقّي العسب.
والعسب إحدى العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة، المرتبطة بعيدي الفطر والأضحى. فهي رسالة حب ووفاء للأرحام والأطفال، كما أنها هبة نقدية يمنحها الكبير للصغير، والرجل للمرأة من أهله وأقاربه وأنسابه، لدى زيارتهم في منازلهم لتقديم التهاني والتبريكات بحلول العيد.
والعادة هنا تقديم العسب قبيل مغادرة المنزل بعد أداء مراسم السلام والتهاني والتبريكات التي يتخللها تقديم القهوة اليمنية الشهيرة، أو العصائر والكعك بمختلف أنواعه وتشكيلاته، إلى جانب أصناف متنوعة من الحلويات والمكسرات كالزبيب، الذي تشتهر اليمن بإنتاج أنواع مختلفة منه، وكذا الفستق واللوز والفول السوداني.
الصومال
تعد صلاة العيد في الصومال، فأغلب المدن الصومالية قديمًا كانت تفضّل صلاة العيد في المساجد، أما حاليًا فالصوماليون يصلّون حتى بالمصلّى، حيث يرتدي الرجال اللباس الخاص بصلاة العيد، ويُدعى القميص أو الدشداشة، مع الوزار الذي يُلَفّ على الجزء الأسفل من الجسم، وقُبَيل الصلاة تبدأ المساجد تصدح بالتكبير والتهليل، ولكن ما يميّز هذه السنّة الدينية في المدن الصومالية، اختتامها بأمداح نبوية، فيتمّ استدعاء فِرَق سماعية تتميّز بأصوات عذبة شجيّة.
وبعد صلاة العيد، وبمجرّد ما يلتحق المصلّون بمنازلهم، حتى تقوم الأُسَر الصومالية بقلي حبّات البن بزيت السمسم، ثم يتمّ تناولها مع حلوى العانبولو، وهي حلوى تُحضّر بورق العجين، المحشو بالأرز والزبيب والمكسّرات، تأخذ شكل مثلّثات مقلية في الزيت. هذا إلى جانب فطائر العنجيرو.
العيد في الخليج
ومن عادة أهل الخليج الإعداد للعيد، بشراء الملابس الجديدة، وتجهيز سفرة للضيوف، ففي قطر اعتاد الناس أن يشتروا الملابس الجديدة وخاصة للأطفال، وأيضا الكبار -النساء والرجال- يحرصون على لبس الجديد قدر الإمكان. وبالنسبة لملابس البنات، لا يوجد زي محدد في العيد، سواء للصغار أو الكبار، المهم أن تكون ملابس جديدة وبهية تتلاءم وجو العيد.
فالصغيرات تلبسن الفساتين، والفتيات تلبسن الملابس العصرية، أو الجلاليب المطرزة، أما الصبيان والرجال فيلبسون الثياب التقليدية: الثوب، والغترة والعقال، ومنهم من يلبس “البشت” فوق الثوب.
والبشت هو البردة التي يرتديها الرجال في الخليج فوق الثوب في المناسبات الخاصة، وتكون من قماش خاص، أسود أو بيج أو بني أو رمادي، ومطرزة بخيوط ذهبية أو فضية على الأطراف. وينطبق الحديث عن الملابس على بقية أهل الخليج، مع اختلاف ثياب الرجال، فأهل الإمارات وأهل عمان تختلف أثوابهم اختلافاً واضحاً من حيث “الموديل” واللون عن أثواب البقية.