"راشد 2".. رحلة إماراتية جديدة إلى المدار القطبي للأرض لخدمة البشرية
تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق مهمة فضائية جديدة وهي إطلاق مركبة الفضاء "راشد 2" إلى المدار القطبي للأرض، وذلك بهدف تحقيق أهداف علمية وتكنولوجية هامة. وسيتولى قيادة هذه المهمة الرائد الفضائي الإماراتي هزاع المنصوري، الذي سبق له المشاركة في عدد من المهمات الفضائية السابقة.
تأتي مهمة "راشد 2" بعد إطلاق مركبة الفضاء "هوب" في عام 2020، وستكون أول مركبة فضائية عربية تقوم بالتحول إلى المدار القطبي للأرض.
ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الإمارات نجحت في رفع سقف طموحاتها للوصول للقمر ، مشيرا إلى انه من اليوم سيبدأ العمل على راشد2 وهو مستكشف جديد لمحاولة جديدة للوصول للقمر.
وقال بن راشد، في حسابه على تويتر: "لم تنجح مهمة المركبة التي تحمل المستكشف راشد بالهبوط على سطح القمر ..ولكن نجحنا في رفع سقف طموحاتنا للوصول للقمر ..ونجحنا في صنع فريق من شبابنا وبناتنا قادرين على إدارة مشاريع فضاء متقدمة ..ونجحنا في بناء قطاع فضائي من الصفر خلال 10 سنوات ".
وأضاف:" اليوم المستكشف راشد 1 على سطح القمر يحمل علم الإمارات .. ليشكل أكبر دليل على شجاعتنا .. وتفكيرنا خارج الصندوق .. ومحاولتنا الوصول للقمر …من اليوم سيبدأ العمل على راشد2 .. مستكشف جديد .. لمحاولة جديدة للوصول للقمر".
وتابع:" نحن دولة تأسست على الطموح .. نحن دولة لم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971… ولن تتوقف.. ولن تلتفت .. ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها .. القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله".
معلومات عن "راشد 1"
تم إطلاق مهمة "راشد 1" في عام 2009، وهي أول مهمة فضائية يقوم بها الإماراتيون في تاريخهم، وهدفت هذه المهمة إلى تطوير قدرات الإمارات في مجال الفضاء وتحقيق الاستقلالية التكنولوجية، وذلك من خلال إطلاق مركبة فضائية صغيرة تدعى "دوباي" إلى المدار الأرضي.
وتم تصميم مركبة "دوباي" وإنتاجها بالكامل في الإمارات، وتم إطلاقها من قاعدة الإطلاق الروسية في كازاخستان. وتمكنت المركبة من إجراء عدة تجارب واختبارات على المدار الأرضي، وقد تمت متابعة تحركات المركبة باستخدام أحدث التقنيات الفضائية.
وكانت مهمة "راشد 1" ناجحة بشكل كبير، حيث حققت الإمارات إنجازًا تاريخيًا في مجال الفضاء، كما تمكَّنت المهمة من تعزيز قدرات الإمارات في مجال الفضاء وإظهار قدراتها الفنية والتكنولوجية في هذا المجال.
ولكن تعرضت مهمة "راشد 1" للفشل، حيث واجهت المركبة الفضائية مشاكل تقنية ولم تتمكن من الوصول إلى المدار المخطط لها.
ومع ذلك، تم استخدام هذه التجربة لتعلم الدروس والتحسينات التي يمكن اتخاذها في المستقبل.
أهداف مهمة "راشد 2"
تهدف هذه المهمة إلى تحقيق العديد من الأهداف العلمية والتكنولوجية، منها:
- دراسة التغيرات المناخية والجيولوجية والبيئية على سطح الأرض.
- جمع البيانات الجوية والجيولوجية والبيئية والمناخية لتحسين التنبؤات الجوية والبيئية.
- تطوير التقنيات الفضائية الحديثة وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجي في الدولة.
وتتضمن المركبة الفضائية "راشد 2" العديد من الأدوات والأجهزة التقنية المتطورة، بما في ذلك أداة لقياس الطيف الكهرومغناطيسي وأداة لقياس الأشعة فوق البنفسجية وأداة لتحليل التركيب الكيميائي للأرض.
وتأتي مهمة "راشد 2" بعد مهمة إطلاق المسبار "الأمل" إلى المريخ في عام 2020، والتي كانت أول مهمة فضائية عربية إلى كوكب آخر. وتشير هذه المهمات إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الإمارات في مجال الفضاء والتكنولوجيا، وتعكس رغبة الدولة في تقديم إسهامات علمية وتكنولوجية ملموسة على المستوى العالمي.
وبهذه المهمة الجديدة، تؤكد دولة الإمارات مرة أخرى اهتمامها بالتطور التكنولوجي والعلمي، وتعزز مكانتها كدولة مبتكرة ومتطورة في مجال الفضاء والتكنولوجيا. ونأمل أن تتحقق الأهداف العلمية والتكنولوجية التي تسعى إليها هذه المهمة، وتسهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد في الدولة والمنطقة بشكل عام.
أهمية مهمة "راشد 2" للإمارات
تعتبر مهمة "راشد 2" إحدى المهام المهمة التي تنفذها دولة الإمارات في مجال الفضاء والتكنولوجيا، وتأتي ضمن جهود الدولة لتحقيق الاستقلالية التكنولوجية وتطوير قطاع الفضاء في الدولة. وتساهم هذه المهمة في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للتقنية والابتكار، وتساعد في تطوير الاقتصاد والمجتمع والمنطقة بشكل عام.
معلومات عن الرائد الفضائي هزاع المنصوري
يشغل الرائد الفضائي هزاع المنصوري دورًا مهمًا في مهمة "راشد 2"، حيث سيكون قائدًا للمهمة ومنسقًا لجميع الأنشطة المتعلقة بالمهمة. ويعتبر المنصوري أحد الرموز الوطنية في دولة الإمارات، وقد شارك في عدة مهمات فضائية سابقة.
الجهود الإماراتية في مجال الفضاء والتكنولوجيا
تتميز دولة الإمارات بالعديد من الإنجازات الفضائية والتكنولوجية، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق الاستقلالية التكنولوجية وتطوير قطاع الفضاء والتكنولوجيا في الدولة. ومن بين الإنجازات الإماراتية في هذا المجال إطلاق مسبار "الأمل" إلى المريخ وإطلاق مركبة الفضاء "هوب" إلى المدار القطبي للأرض.
التحديات التي تواجه مهمة "راشد 2"
تواجه مهمة "راشد 2" العديد من التحديات التقنية والفنية، من بينها التحكم في المركبة الفضائية واتخاذ القرارات المناسبة في حالة وجود مشاكل تقنية، وإدارة الأدوات والأجهزة المتطورة التي تستخدم في المهمة. ويتطلب إطلاق المركبة الفضائية أيضًا تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا فعالًا لجميع عناصر المهمة.
الإسهامات العلمية والتكنولوجية لمهمة "راشد 2"
تأمل دولة الإمارات أن تحقق مهمة "راشد 2" العديد من الإسهامات العلمية والتكنولوجية، من بينها:
- جمع البيانات الهامة والمعلومات العلمية عن الأرض والجو والبيئة، وتحليلها ودراستها بطريقة علمية.
- تطوير التقنيات الفضائية الحديثة وتحسينها لتحسين التنبؤات الجوية والبيئية.
- دعم البحث العلمي والتكنولوجي في دولة الإمارات وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للتقنية والابتكار.
الأثر الاجتماعي والثقافي لمهمة "راشد 2"
تتركز فوائد مهمة "راشد 2" ليس فقط في المجال العلمي والتكنولوجي، بل أيضًا في المجال الاجتماعي والثقافي. حيث تعتبر هذه المهمة مثالًا على الإرادة القوية والرؤية الواضحة لدولة الإمارات في تحقيق التطور والريادة في مختلف المجالات، وتعزيز الصداقة والتفاهم بين الدول والشعوب.