بعد احتجازه لأكثر من 8 سنوات..
الحوثيون يفرجون عن قائد بارز في الجيش اليمني بوساطة قبليّة
أفرج الحوثيون اليوم الأحد، عن قائد بارز في جيش الحكومة اليمنية بوساطة قبليّة بعد احتجازه لأكثر من 8 سنوات، في بادرة تؤشر على استعداد الجماعة الحوثية للمضيّ قدما في مسار تبادل الأسرى بين الجانبين.
وقال عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الحوثيين، خلال لقائه وفدا قبليا من محافظة أبين "قضت توجيهات من زعيم الجماعة عبدالملك بدرالدين الحوثي بالإفراج عن الأسير فيصل رجب وتسليمه للوفد القبلي صباح اليوم الأحد بالتزامن مع عقد مؤتمر صحفي بهذا الخصوص"، وفق وكالة أنباء "سبأ" بنسختها الحوثية.
وأضاف "نؤكد لقبائل أبين أن اسم اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن صفقة التبادل المقبلة، وما تم نشره من أكاذيب كان هدفها إفشال مسعى الوفد الذي قدم إلى صنعاء".
وكان المتحدث باسم لجنة التفاوض الحكومية بشأن الأسرى ماجد فضائل قد كشف في تغريدة السبت أن الجانب الحكومي ضغط كثيرا لإدراج اسم اللواء رجب ضمن الصفقة السابقة، لكن الحوثيين رفضوا إطلاق سراحه.
وساطة لإطلاق صراح القائد اليمني
وكان وفد قبلي من محافظة أبين التي ينتمي إليها رجب قد وصل صنعاء قبل يومين في إطار وساطة من أجل إطلاقه.
وأُسر رجب في مارس/آذار 2015 مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي وناصر هادي قائد عسكري وشقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي اللذين تم الإفراج عنهما قبل نحو أسبوعين في صفقة تبادل.
وأصدر مجلس الأمن في عام 2015 القرار رقم 2216 مطالبا فيه بالإفراج عن 4 قادة هم إلى جانب رجب، محمود الصبيحي وناصر منصور هادي والقيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان.
وفي 16 أبريل/نيسان الجاري أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكمال إطلاق سراح 869 محتجزًا في اليمن، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين تم الاتفاق عليها في سويسرا في مارس/آذار الماضي.
وتمّ التوصل إلى اتفاق على التبادل بعد أيام على إعلان المصالحة الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد سبع سنوات من القطيعة، ما رفع سقف الآمال بإعطاء دفعة قوية لجهود إنهاء الحرب في اليمن.
ترحيب المبعوث الأممي
ورحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بعملية الإفراج عن الأسرى داعيا جميع الأطراف إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأفراد المحتجزين تعسفيا والالتزام بالمعايير القانونية الدولية فيما يتعلق بالاحتجاز والمحاكمات العادلة".
وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر مؤخرا محادثات مع الحوثيين في صنعاء بهدف تثبيت الهدنة وبحث سبل الدفع باتّجاه حلّ سياسي شامل ومستدام، فيما أكد مسؤولون من جماعة الحوثي أن هناك حاجة إلى المزيد من المناقشات لتسوية الخلافات المتبقية.
وأسهم الحراك الدبلوماسي الخليجي والدولي في تسجيل تقدّم في حلحلة ملف الأسرى وهو من الملفات الشائكة والخلافية التي يعد حلّها من بين بنود التهدئة واستئناف مفاوضات السلام.
وطرحت السعودية على الحكومة والحوثيين خلال الأيام الماضية خارطة طريق لتحقيق السلام في اليمن يشمل أهمّ بنودها توقف كافة العمليات الحربية في أنحاء البلاد مع تشكيل فرق تفاوض سياسي وحلّ الملفات الإنسانية الملحة.
وتتضمن الخارطة مرحلة انتقالية مدتها من سنتين إلى خمس تشهد عملية تفاوضية سياسية للتوصل إلى الحل الشامل وتنتهي هذه المرحلة بإجراء انتخابات عامة.
ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014 واشتد النزاع منذ مارس/آذار 2015 بعد تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.