محاولات أمريكية وسعودية.. هل يجلس الجيش السوداني والدعم السريع على مائدة الحوار
تدور في الأفق محاولات لمحادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع من أجل وقف الاقتتال الحالي بينهما.
رفض الجيش للتفاوض
كشف الفريق أول شمس الدين الكباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، أن الأمور في السودان مضت إلى الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، متهمًا قوات الدعم السريع بجر البلاد لها، مشددًا على أن ما حدث يوم 15 أبريل الماضي كان انقلابًا تم التخطيط له منذ فترة.
وأضاف «الكباشي» في تصريحات تلفزيونية، أن القوات المسلحة السودانية أُجبرت على الحرب ولم تكن المسؤولة عنها.
وتابع عضو مجلس السيادة السوداني: «لسنا مع استمرار الحرب ولا نرى أن في الحرب حلًا، وإنما كان ذلك هو الحل الأخير، ودعّمنا مبادرات الهدنة من أجل العمل الإنساني».
ولفت عضو مجلس السيادة السوداني إلى أن العمل الإنساني هو المحور الوحيد الذي قد يتفاوض عليه الجيش السوداني والدعم السريع وليس أي بند آخر.
واستطرد «الكباشي»: «قد نوفد ممثلين عن الجيش السوداني إلى جدة لمناقشة الجوانب الإنسانية المتعلقة بالهدنة والعمل الإنساني فقط».
كما نوّه إلى أنه «لا مجال لأى حوار سياسي مع الدعم السريع ولن نقبل بأي دور سياسي لها».
وأفاد «الكباشي» أن القوات المسلحة تفرض سيطرتها بالكامل على الولايات السودانية، ولا يوجد متر واحد تسيطر عليه ميليشيا الدعم السريع في الولايات، والإدارات المحلية تتولى زمام الأمور.
ووجّه «الكباشي» التحية للشعب السودانى الذي وقف مع قواته المسلحة في معركة استرداد الكرامة التي تدور بين الجيش السوداني والدعم السريع.
مبادرة أمريكية سعودية لوقف إطلاق النار
قال العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش السوادني، إن هناك مبادرة أمريكية سعودية تتمحور في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، بحسب مساعي المبادرة.
وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية، مساء الإثنين، أن الجيش قَبل هذه الوساطة بحث متحدثين من المتمردين ومن الجيش السوداني احترامًا لهذه الدول لأنها تركز على الجوانب الإنسانية.
وعن الحديث فيما يخص إجراء مفاوضات، أكد أنه سابق لأوانه لعدم وجود مؤشرات عن المفاوضات، منوهًا بأنهم يعتبرون ما يحدث في السودان ما هو إلا تمرد.
وأوضح أن الموقف الراهن بالسودان، هناك موافقة على الهدنة ولكن ما أسماهم بالمتمردين لم يلتزموا بها ويقومون بعمليات الإطلاق والقصف العشوائي وتحرير معدات وتحركات عسكرية.
ولفت إلى أن هناك اشتباكات في مناطق متفرقة في إطار التعامل مع هذه الخروقات، هم من بدأوا وخرقوا الهدنة وليس من المعقول أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الممارسات.
بينما صرح عبد الرحمن خليل، متحدث وزارة الخارجية السودانية، قائلًا إن الوضع الحالي في بلاده يشهد مناوشات بسبب عدم التزام ميليشيا الدعم السريع بـ«الهدنة السادسة»، التي وافقت عليها القوات المسلَّحة لمدة 72 ساعة، مضيفًا أن الميليشيا تنتهك حقوق الإنسان وتحول المستشفيات إلى مقرات عسكرية.
وأوضح «خليل»، في تصريحات تلفزيونية، أن القوات المسلحة السودانية تتعاون مع المجتمع الدولي لتوفير كل المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين، ولفت إلى أنَّ السلاح لن ينه أزمة السودان ولا بديل عن التفاوض.
وذكر متحدث الخارجية السودانية أن الدمار الذي خلفته ممارسات المتمردين أفرز وضعًا إنسانيًا مأسويًا، ولعل أحد الأسباب التي تمنع إصدار الدول بيانات تدين الميليشيا، هي الاطمئنان بشكل كامل بشأن إجلاء رعايهم، وطالب المجتمع الدولي إدانة الانتهاكات الإنسانية الصارخة التي ترتكبها الميليشيا.
مباحثات في السعودية
وكشف المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس عن موافقة الجيش السوداني والدعم السريع على إرسال ممثلين إلى محادثات تُعقد في السعودية، مع محاولة عدة دول أفريقية التوسط بين طرفي الأزمة.
وقال بيرتس في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس إن المفاوضات ستركز في البداية على إرساء وقف لإطلاق النار مستقر وموثوق، وبإشراف مراقبون محليون ودوليون. لكنه نبه إلى أن ترتيبات عقد هذه المحادثات لا تزال قيد الإنجاز.
وأكد بيرتس أنه من المهم التواصل مع كلا الطرفين، وجعلهما يلتزمان بوقف إطلاق النار حتى يتضح أن القتال والمضي قدما ومحاولة تحقيق انتصارات على الأرض، هي في الواقع انتهاك لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن أحد الاحتمالات هو إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، لكن يجب التفاوض على ذلك.
وأكد بيرتس أن المحادثات بشأن ترسيخ وقف إطلاق النار يمكن أن تتم في السعودية أو جنوب السودان، مضيفًا أن إجراءها في الرياض قد يكون أسهل من الناحية اللوجيستية؛ لأنها تربطها علاقات وثيقة بالجانبين.
وأوضح بيرتس أن المحادثات في السعودية تنطوي على تحديات، لأنّ كل جانب يحتاج إلى ممر آمن عبر أراضي الطرف الآخر للوصول إلى مقر المحادثات. وأنّ هذا صعب للغاية في حالة انعدام الثقة.