مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تتويج الملك تشارلز.. ما بين حجر القدر والعلاقات المتوترة واعتقالات المتمردين

نشر
الأمصار

بعد مرور سبعين عامًا على بقاء الملكة إليزابيث على عرش المملكة المتحدة، رحلت عن عمر ناهز 96 عامًا لتترك الفرصة لولدها "تشارلز الثالث" ليتقلد حكم البلاد في حدث أسطوري جاء بعد وفاة الملكة الراحلة بحوالي 9 أشهر ليكون الحدث التاريخي الأهم في تاريخ بريطانيا المعاصر .. حيث قضى الملك تشارلز الثالث أطول فترة ولياً للعهد في تاريخ بريطانيا حتى وفاة الملكة إليزابيث في سبتمبر/ أيلول 2022، جعلت منه الملك الأقدم والأفضل استعداداً لتولي العرش.

 ولكن مثل كافة الأحداث التاريخية المهمة يكون الحدث بكل ما يقع فيه من وقائع تحت الضوء وخلال هذا الحدث برزت عدد من الأحداث المهمة. سنستعرض خلال السطور التالية أبرز الأحداث في حفل تتويج الملك تشارلز 


تتويج الملك تشارلز الثالث 
 

تُوج الملك تشارلز الثالث البالغ من العمر 74 عامًا في حفل تتويج تاريخي، هو الأول في المملكة المتحدة منذ سبعين عاماً. وعقب تتويج الملك بوقت قصير، تم تتويج زوجته كاميلا البالغة من العمر 75 عامًا ملكة على البلاد. ووضع رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، تاج سانت إدوارد على رأس الملك تشارلز الثالث، خلال حفل التتويج في كنيسة وستمنستر أبي. وما إن وضع التاج علت هتافات الجماهير "حفظ الله الملك" داخل كنيسة دير وستمنستر وخارجها.


وقد أطلقت المدفعية تحية للملك في 13 موقعاً في المملكة المتحدة، بينما قرعت أجراس كنيسة دير وستمنستر لمدة دقيقتين، ورفعت الأنخاب من قبل المحتشدين في طريق "ذي مول" بلندن احتفالاً بالمناسبة.

وعقب الحفل، راقبت الحشود التي اصطفت على جانبي الطريق الذي سلكه الموكب الزوجين المتوّجين حديثاً يشقان طريقهما إلى قصر باكنغهام على متن العربة الملكية الذهبية.

هاري المنبوذ 

وكان من أبرز اللقطات التي لوحظت خلال حفل تتويج الملك تشارلز هي ظهور الأمير هاري بمفردة معزولا وجالسا بعد صفين من شقيقه الأمير ويليام في كنيسة وستمنستر، فيما جاء بدون زوجته ميجان ماركل وأطفاله حيث بقيا في كاليفورنيا الولايات المتحدة الامريكية. كما لم تتم دعوته للظهور على الشرفة مع العائلة المالكة في قصر باكينجهام بعد الحفل وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية  "بي بي سي". 

فيما غادر دوق ساسكس المملكة المتحدة مباشرة متجها إلى كاليفورنيا بعد أن أمضى 28 ساعة و42 دقيقة فقط في البلاد ليشهد تتويج والده وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية غادر هاري وستمنستر أبي بعد الحفل برفقة حراسة شرطة العاصمة و4 جنود مرافقين حيث توجه مباشرة إلى مطار هيثرو.. ووفقا لـ "ديلي ميل"، كانت الفكرة أنه سيعود في الوقت المناسب للمشاركة في حفل عيد ميلاد ابنه آرتشي البالغ من العمر 4 سنوات. 

يأتي ذلك بعد أن توترت العلاقات بين الأمير هاري و أفراد الأسرة الآخرين منذ نشر مذكراته والتي كشف فيها بوضوح عن الخلافات مع عائلته.

حشود ملفته تتوافد

ومنذ الصباح الباكر، بدأ عشرات الآلاف في التدفق على ذا مول وهو طريق واسع كبير يؤدي إلى قصر بكنغهام، بينما مر أمامهم جنود في الملابس الرسمية وفرق موسيقية عسكرية. وستستمر الاحتفالات، الأحد، بإقامة حفلات في الشوارع على مستوى البلاد وحفل موسيقي في منزل الملك بقلعة وندسور.

وقال أندي ميتشل (63 عاما) وهو مدرس ترك منزله في ساعات الصباح الأولى ليأتي إلى لندن: "إنه لأمر رائع أن ترى الجميع متأنقين من أجل المشاركة.. إنه شيء يدعو للفخر". وتابع "أكثر ما يقلقني هو أن يفقد الشبان الشغف بكل هذا وألا تكون الأمور على هذا المنوال في المستقبل".

فيما قالت راشيل بيزلي -ربة منزل تبلغ من العمر 45 عاما، وجاءت من منزلها في سويسرا مع زوجها وطفليها- بينما كانت واقفة بجوار ابنها الذي ارتدى قناعا لوجه تشارلز وابنتها التي كانت تضع عصابة رأس بألوان العلم البريطاني: "إنها لحظة تاريخية. أردنا أن نكون هنا لنشهدها من أجل بعض الذكريات".


احتجاجات واعتقالات
 

ولكن لم تخلو أجواء الاحتفال مما يعكر صفوها وخصوصا مع ما تشهده البلاد من حالة اقتصادية سيئة. حيث أعلنت الشرطة البريطانية، أنها نفذت "عددًا من الاعتقالات"، بالتزامن مع تتويج الملك تشارلز أمس السبت. وقالت سكوتلاند يارد في بيان نُشر على تويتر: هناك عملية كبيرة للشرطة جارية في وسط لندن، لقد قمنا بعدد من الاعتقالات في منطقة كارلتون هاوس تيراس، وقد تم احتجاز الأفراد للاشتباه في انتهاكهم السلام.

وأضافت الشرطة فى بيانها: “اعتقلنا أربعة أشخاص واحتُجزوا للاشتباه في تآمرهم لإحداث إزعاج عام.” وأوضحت: "وتم القبض على ثلاثة أشخاص آخرين في منطقة ويلينجتون آرتش. وقد احتُجزوا للاشتباه في حيازتهم أشياء لإحداث ضرر جنائي. سيكون هناك المزيد من التحديثات في وقت لاحق اليوم."

 وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن الاحتجاجات كانت غير سلمية. فيما ظهرت مجموعة من اللافتات معروضة أثناء الاحتجاج في ميدان ترافالجار تحت شعار "ليس ملكي" not my king.

وتم القبض على رئيس الحركة الجمهورية الرائدة في المملكة المتحدة وخمسة منظمين آخرين للاحتجاج المناهض للملكية في حفل التتويج على طريق موكب الملك تشارلز الثالث. وكان جراهام سميث ، الرئيس التنفيذي لحركة "ريبابليك" أو الجمهورية ، يجمع المشروبات واللافتات للمتظاهرين في الموقع الرئيسي للاحتجاج في ميدان ترافالجار عندما احتجزته الشرطة في ستراند بوسط لندن.


وكانت المجموعة تسير خلف شاحنة مستأجرة مليئة بمئات اللافتات عندما أوقفتهم الشرطة. وكانت شرطة العاصمة قد غردت في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها لن تتسامح مع أولئك الذين يسعون إلى "تقويض" اليوم.


حجر القدر وتتويج الملوك
 

وكان من أبرز الأحداث على صعيد حفل التتويج هو ظهور حجر القدر لاستخدامه في تتويج الملك تشارلز الثالث. وهو يُعتبر رمز قديم للملكية في أسكتلندا، وقد استُخدم لعدة قرون في تنصيب ملوكه. ووفقا لما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّه لأول مرة منذ أكثر من 25 عامًا، يُغادر الحجر أسكتلندا لاستخدامه في حفل تتويج الملك تشارلز، وسيتمّ وضعه تحت كرسي التتويج. والحجر عبارة عن كتلة مستطيلة من الحجر الرملي الأحمر، ويزن قرابة 152 كيلوغرامًا. يُنظر إليه على أنّه "مقدس"، إلا أنّ أصوله الأولى غير معروفة حتى الآن، وتمّ تخزينه في القاعة الكبرى لقلعة إدنبرة منذ عام 1996.


تهنئة من دول العالم 

وفي سياق متصل قام عدد من قادة العالم بحضور حفل التتويج لتهنئة الملك تشارلز على تولية كملك للمملكة المتحدة فيما قام آخرون بتوجيه التهنئة وكان أول ملك أوروبي يؤكد حضوره حفل تتويج الملك تشارلز، هو الأمير ألبرت أمير موناكو، وكان برفقته زوجته الأميرة شارلين أميرة موناكو. كما حضرت الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا، التى عملت صحفية قبل زواجها، مع زوجها الملك فيليب ملك إسبانيا. كما حضر الملك عبد الله الثاني ملك الأردن برفقة زوجته الملكة رانيا. كما حضر الملك ويليام ألكسندر ملك هولندا برفقة زوجته الملكة ماكسيما، كما حضر حفل التتويج ابن عم الملكة البعيد، ملك بلجيكا فيليب، برفقة زوجته الملكة ماتيلد.

 

ومن بين قادة العالم الذين شاركوا فى التتويج:  شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، فى مراسم التتويج، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما شارك رئيس الوزراء الأسترالي أنتوي ألبانيزي، ونائب الرئيس الصيني هان جينغ، رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الوزراء النيوزيلندي كريس هيبكنز، الوزيرة الأولى في حكومة إيرلندا الشمالية ميشيل أونيل، رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيس الفيليبين فرديناند ماركوس. أما عن الدول التي لم يتم دعوتها فهي روسيا إلى جانب سوريا وإيران وأفغانستان وفنزويلا وبيلاروسيا.