الجارديان: آثار وتراث السودان في خطر
حث مسؤولوا التراث في السودان كافة الأطراف المعنية للحفاظ على عشرات الآلاف من القطع الأثرية التاريخية المهددة بالدمار والفقد في العاصمة الخرطوم في الأسبوع الثامن منذ بدء القتال.
آثار وتراث السودان في خطر
يأتي ذلك على غرار ما أظهره مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة الماضي يظهر مقاتلين من قوات الدعم السريع وهم يدخلون معمل الآثار البيولوجية بالمتحف الوطني بالخرطوم ويفتحون حاويات تخزين تحتوي على مومياوات وبقايا أخرى، وفق ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء.
وقالت مديرة المتحف الوطني، الدكتورة غالية جارلنبي، لصحيفة الجارديان إنهم "في حالة صدمة".
وأضافت إنها قلقة من احتمال وقوع اشتباكات بين مقاتلي قوات الدعم السريع والجيش الوطني السوداني في المتحف الذي يعتبره الخبراء من أهم هذه المؤسسات في أفريقيا.
تضم مجموعة المتحف التي تضم أكثر من 100000 قطعة مومياوات محنطة يعود تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد، مما يجعلها من بين الأقدم والأكثر أهمية من الناحية الأثرية في العالم، بالإضافة إلى التماثيل والفخار والجداريات القديمة، مع القطع الأثرية من العصر الحجري حتى المسيحية و العصور الإسلامية.
وبسبب الاشتباكات، أُجبر الموظفون على مغادرة المتحف الوطني، الذي يقع في وسط الخرطوم وقريب جدًا من خطوط المواجهة بين الفصائل المتحاربة، بعد اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على المغادرة.
وأصدرت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، بيانًا مصورًا نفت فيه دخول مقاتليها للمتحف ودعت أي أفراد أو منظمات لزيارته للتحقق.
ومن جانبها، قالت روكسان تريوكس، وهي جزء من فريق أثري فرنسي كان يعمل في السودان، إنهم كانوا يراقبون صور الأقمار الصناعية للمتحف وشاهدوا بالفعل أدلة محتملة على الأضرار قبل يوم الجمعة الماضية، مع وجود علامات حرق.
في الأسبوع الماضي، أُحرقت مكتبة للعلوم الاجتماعية بجامعة أم درمان الأهلية، مع فقدان آلاف الكتب وبعض الوثائق النادرة. كان هناك أيضًا قتال في مروي وحولها، وهي منطقة جذب سياحي معروفة وموقع تاريخي ذي قيمة أثرية هائلة على بعد حوالي 270 ميلاً شمال الخرطوم.
وقالت جارلنبي إنها قلقة من أن التراث الأثري الغني للسودان قد يتقاسم نفس المصير مع العراق وسوريا بعد النزاعات هناك حيث عانى كلا البلدين على نطاق واسع من النهب والخسارة.