وزيرة التغير المناخي والبيئة الأماراتية في أوكرانيا.. ما أهداف الزيارة؟
دشنت العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا ودولة الإمارات في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1992، وشهدت تطوراً كبيراً بعد افتتاح سفارة الدولة بالعاصمة الأوكرانية كييف في العام 2013.
وتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكبر الشركاء التجاريين لأوكرانيا في الشرق الأوسط من ناحية حجم التجارة بالبضائع والمنتجات.
وزيرة البيئة الإماراتية تجري زيارة رسمية لأوكرانيا
أجرت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم بنت محمد المهيري على رأس وفد من الدولة، الاثنين، زيارة رسمية إلى أوكرانيا، التقت خلالها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وزوجته، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
تفاصيل الزيارة
وأضافت الوكالة أنه "جرى خلال اللقاء، بحث علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وتطورات الأوضاع الإنسانية جراء الأزمة الأوكرانية وتداعياتها خاصة على الأطفال، وذلك في إطار الدعم الإنساني الإماراتي للتخفيف من الآثار الإنسانية للمتضررين من الشعب الأوكراني"، بحسب (وام).
وأعرب الرئيس الأوكراني، "عن شكره وتقديره للإمارات وقيادتها على دعمها الإنساني المتواصل للشعب الأوكراني، في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها، منوها بالدور الفاعل للشيخ محمد بن زايد، من أجل تحقيق السلام والاستقرار حول العالم"، حسبما نقلت الوكالة الإماراتية.
كما التقت الوزيرة مريم المهيري، خلال الزيارة، السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، رئيسة مؤسسة أولينا زيلينسكا للمنظمات الخيرية.
وبحثت الوزيرة الإماراتي والسيدة الأولى الأوكرانية "الدعم الإماراتي الإنساني لرعاية الأطفال المتضررين من الأزمة الأوكرانية، وتم عرض مشاريع تأهيلية جديدة لإعادة بناء المستشفيات وترميم المدارس المتضررة، والاطلاع على مستجدات أحد المشاريع التي تعكف عليها المؤسسة باسم (بيوت الأيتام العائلية)، والتي دعمتها الإمارات بـ4 ملايين دولار لبناء 10 مبان تحتضن نحو 100 طفل"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية.
وأعربت أولينا زيلينسكا، عن شكرها للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على الدعم الإنساني والإغاثي منذ بداية الأزمة للشعب الأوكراني واللاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة، وأثنت على الدور المحوري للإمارات في تحقيق السلام والاستقرار حول العالم.
وأكدت مريم المهيري، بحسب التقرير، أن "الإمارات بتوجيهات قيادتها، تواصل جهودها الإنسانية على الساحة الأوكرانية، بتقديم 2500 جهاز كمبيوتر لمساعدة الطلاب في التعليم عن بعد، ومواصلة دراستهم بما يسهم في التخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة الراهنة".
كما سلمت مريم المهيري، بالتعاون مع سفارة أوكرانيا لدى الإمارات لسيدة أوكرانيا الأولى، مجموعة من الرسائل التي تعبر عن الأمل من الأطفال الأوكرانيين المقيمين في الإمارات، حسبما أفادت (وام).
وتعد الزيارة أحدث حلقة في جهود دولة الإمارات المتواصلة للدفع بحل سلمي مستدام للأزمة الروسية الأوكرانية، ودعم جهودها الإنسانية المتواصلة للتخفيف من حدة الأزمة .
وتأتي تلك الزيارة بعد نجاح جهود دولة الإمارات في إتمام عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.
كما تأتي بعد أقل من شهر من لقاء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، في 19 مايو/أيار الماضي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هامش أعمال القمة العربية العادية، في دورتها الثانية والثلاثين التي عقدت في المملكة العربية السعودية.
وتتزامن زيارة المهيري ولقاء زيلينسكي وحرمه والمسؤولين الأوكرانيين، في وقت تترأس فيه الإمارات مجلس الأمن الدولي لشهر يونيو/ حزيران الجاري، للمرة الثانية بعد أن ترأسته مارس/آذار من العام الماضي، قادت خلاله المجلس -بالتعاون مع الأعضاء الآخرين- لتطوير استجابات للتحديات الأمنية العالمية الملحة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، جهود استبقها وتخللها إرسال طائرات إغاثية لدعم المتضررين من الأزمة التي طال أمدها.
جهود إماراتية لا تتوقف
تلك الجهود تندرج ضمن منظومة إماراتية متكاملة على مختلف الأصعدة السياسية والبرلمانية والإنسانية، للدفع بحل سياسي سلمي لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
وقبل نحو شهر، التقى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة فولوديمير زيلينسكي رئيس جمهورية أوكرانيا، وذلك على هامش أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين بالمملكة العربية السعودية 19مايو/ أيار الماضي.
وبحث الجانبان خلال اللقاء علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
واطلع نائب رئيس الإمارات من الرئيس الأوكراني علي تطورات الأوضاع في بلاده، معربا عن موقف الامارات الثابت و الداعم للسلام والاستقرار عبر الحوار لإيجاد حل سياسي مستدام.
وفي مارس/آذار الماضي ،ترأس الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي، بصفته رئيس فريق الاتحاد المعني بالحل السلمي للأزمة الأوكرانية، الاجتماع الثامن للفريق ضمن أعمال الجمعية 146 للاتحاد، والدورة الـ 211 للمجلس الحاكم الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة.
وكان الدكتور علي راشد النعيمي قد انتخب في أبريل /نيسان من العام الماضي رئيسا لفريق عمل الاتحاد البرلماني الدولي المعني بالحل السلمي للأزمة الأوكرانية، في خطوة تعبر عن ثقة دولية في جهود الإمارات لحل الأزمة.
جهود إنسانية
وتدعم دولة الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية والبرلمانية المتواصلة لحل الأزمة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
وفي إطار تلك الجهود جاء إعلان رئيس الإمارات في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي تقديم 100 مليون دولار أمريكي للمدنيين الأوكرانيين إلى جانب إرسال 3 طائرات تحمل إمدادات إغاثية من بينها 2520 مولداً كهربائياً ومستلزمات شخصية.
وقدمت دولة الإمارات أيضا، إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين عبر 11 طائرة إغاثية، وإمدادات طبية شملت 540 طناً من المواد الطبية والغذائية، و94 طناً من المواد غير الغذائية، إلى جانب إرسال 6 سيارات إسعاف لدعم اللاجئين الأوكرانيين في بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
وقبل ٣ شهور، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، رئيسة مؤسسة أولينا زيلينسكا للمنظمات الخيرية.
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء على تداعيات الأزمة الأوكرانية على المستوى الإنساني خاصة على الأطفال.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم أربعة ملايين دولار مخصصة لرعاية الأطفال المتضررين من الأزمة لصالح أحد المشاريع التي تعمل عليها المؤسسة تحت مسمى "بيوت الأيتام العائلية"، حيث ستسهم في بناء 10 مبان ستحتضن نحو 100 طفل.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في العمل على التخفيف من الآثار الإنسانية لهذه الأزمة على جميع المستويات، والإسهام الفاعل في أي جهد دولي أو إقليمي يستهدف احتواء هذه الآثار، من منطلق قيمها الأخلاقية ونهجها الإنساني الراسخ على الساحة الدولية.
توجيهات متتابعة تبلور إنسانية قائد ملهم، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، ويقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة.
جهود وصلت لمرحلة مهمة بعد إجراء رئيس الإمارات مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لروسيا في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومباحثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة، وترحيب الزعيمين بوساطة دولة الإمارات لإنهاء الأزمة.
وأثمرت تلك الجهود خطوة مهمة بنجاح وساطة الإمارات لتبادل الأسرى بين البلدين قبل ٤ شهور.
ونجحت وساطة إماراتية في فبراير/ شباط الماضي في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا تم بموجبها، عودة 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.