أسرار فرار الشركات من العاصمة السودانية الخرطوم
خلفت الحرب، التى لا تزال تدور في العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مناطق أخرى، خسائر باهظة لمختلف القطاعات الاقتصادية ولا سيما الشركات الكبرى التي اضطر كثير منها للإغلاق.
وتواصل نيران الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التهام ما تبقى من شركات ومؤسسات وبنوك في العاصمة السودانية الخرطوم التي تتركز فيها الصراعات والاشتباكات المسلحة، وسط شلل اقتصادي ومالي.
وأغلقت مجموعة شركات حجار العملاقة أبواب مصانعها في السودان، وسرحت جميع منسوبيها، جراء الحرب التي اندلعت منذ منتصف شهر إبريل نيسان/ الماضي، في حين فقد كثير من التجار أموالهم وبضائعهم بسبب عمليات النهب والسلب التي طاولت مخزون بضائعهم، خاصة تلك التي تقع في ولاية العاصمة السودانية الخرطوم.
وقررت مجموعة شركات حجار تسريح كل العاملين فيها في العاصمة السودانية الخرطوم، مع دفع راتب شهري إبريل/ نيسان ومايو/ آيار الماضيين، كما أطلقت وعوداً بالسعي لصرف راتب شهر يونيو/ الجاري.
وتعتبر حجار أول شركة تتخذ هذا القرار، فيما عجزت الكثير من الشركات والمؤسسات عن دفع راتب إبريل/ نيسان الماضي ولم تهتم بمخاطبة منسوبيها أو الاعتذار لهم.
ومجموعة حجار تأسست في السودان منذ عام 1904، وتعمل في مجال الاستثمار في قطاعات متنوعة مثل الزراعة، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والهندسة ولها العديد من الفروع في العاصمة السودانية الخرطوم.
وتتبع لها شركات “جي إل بي إنفست”، و”ديناميك الدولية لخدمات آبار النفط”، و”سوداسات”، و”بزيانوس للأغذية والمشروبات”، و”كولدير الهندسية”، و”جوبا للتأمين”، و”سدكو”، و”دولفين، و”بنك إيفوري”.
ويقول مختصون لـ”العربي الجديد” إن قرار الشركة أكبر خسارة للسودان، ومن إفرازاته هروب رؤوس أموال أخرى إلى الخارج. وأكدوا أنها نكبة للسودان، خاصة أن مالك المجموعة أنيس جورج حجار، رئيس مجلس إدارة المجموعة القابضة، يعمل عضوا في مجلس إدارة بنك السودان المركزي ورئيسا لشركة جوبا للتأمين، وعضوا في لجنة الاستثمار بالغرفة السودانية للتجارة.
الاقتصادي السوداني عمر الزين قال إن هروب الاستثمارات كارثة اقتصادية للسودان، حيث إن الشركات الكبرى تعد من أكبر المشغلين للعمالة، الأمر الذي سيزيد البطالة ويدمر ما تبقى من اقتصاد البلد المنهك أصلا.
وأوضح الزين أنه من الصعوبة أن تعود مثل هذه الشركات إلى العاصمة السودانية الخرطوم مرة أخرى على المدى القريب، مشيرا إلى أن شركة حجار كبيرة وذات سمعة عالمية، ولن تخاطر بالعمل مرة أخرى في ظروف غير طبيعية، مبينا أن هذا مؤشر سيئ إذا اتخذت شركات أخرى مثل هذا القرار.
إلى ذلك، فقد تجار وموردون مبالغ كبير وبضائع تقدر بمليارات الجنيهات إثر عمليات النهب والسرقة والحريق التي طاولت مخزون مخازنهم ومتاجرهم.
مجموعة حجار تأسست في السودان منذ عام 1904، وتعمل في مجال الاستثمار في قطاعات متنوعة مثل الزراعة، والطاقة
يقول مورد الأجهزة الإلكترونية والكهربائية أحمد إسماعيل، إن عددا من مخازن أجهزة إلكترونية وكهربائية تابعة له جرى نهبها بصورة كاملة بقيمة تصل إلى مليارات الجنيهات.
وأضاف أنه فوجئ بالأمر حيث إن تلك المخازن كانت محكمة الإغلاق، ولكنها تعرضت لإطلاق نار عند الفتح وجرى تكسيرها وسرقتها.
أما التاجر بدر الدين بشرى فقال إنه فقد مليارات الجنيهات في الخزنة بمتجره قبالة شارع الحرية في العاصمة السودانية الخرطوم، والذي يعتبر من أكثر المناطق نشاطا في تجارة الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية.
ونبه إلى أنه “جرى كسر الخزنة وسرقة كل محتوياتها من مبالغ وأوراق رسمية وشيكات ومستندات تخص الواردات”. وأكد أن متجره تضرر بالحريق بعد أن جرت سرقته، كما طاول ذلك جميع المتاجر في شارع الحرية.