مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي أركان يكتب: بلاد الرافدين مهد القوانين.. أورنمو وأول قانون في التاريخ

نشر
الأمصار

قانون أورنمو 
سبق قانون حمورابي بثلاثة قرون. وهو أقدم قانون مكتشف حتى هذه اللحظة حيث عثر على قسم من الألواح التي تضمنت هذا القانون في مدينة نفر والقسم الآخر منها في مدينة أور.

من هو اورنمو؟

هو مؤسس سلالة أور الثالثة (عصر الانبعاث السومري)، وقد استمر حكم هذا الملك سبعة عشر عاماً من الفترة ما بين (2112 إلى 2095 ق.م).
تمكن أورنمو من حكم بلاد الرافدين بعد طرد الكوتيين و القضاء على (أوتوحيكال) – يعني اسمه عبد الإلهة نمو أستطاع إخضاع الكثير من المدن السومرية والأكدية، فلقب نفسه بلقب (ملك سومر وأكد) و(ملك الجهات الأربعة)  وإن ظل الأخير شرفياً وليس فعلياً بالرغم من جهودهم في سبيل توسيع حدودهم  واعتراف أشور في الشمال بنفوذهم  كما أقام أهل (أشنونا) معبداً في مدينتهم نسبوه لملك أور (شو سين). قام أورنمو في السنوات الأولى من حكمه ببسط سيطرته على جنوب بلاد النهرين، وأعاد العلاقات التجارية مع مجان (عمان) عبر الخليج العربي. وهكذا حكم أورنمو مدينة أور وأريدو والوركاء وأقام عدة مبانٍ في نيبور ولارسا وكيش، ولا يوجد دليل واضح على أنه شن حرباً ضد جيرانه ؛ ويبدو أنه استقطبهم بالوسائل الدبلوماسية. 
ميراث اورنمو 
أهتم أورنمو بالعاصمة أور وأقام المعابد فيها وعلى وجه الخصوص معبد الإله ( سين) وزوجته (نينغال) المسمى بزقورة اور ولذلك اقترن اسمه ببناء الزقورات  إضافة إلى اهتمامه إلى إعادة بناء ما تهدم من معابد الآلهة الأخرى. وأنصب اهتمامه بشق القنوات. 
. كما سعى إلى توحيد المكاييل والأوزان، رغبة في تخليص المواطنين ممن يستغلون ماشيتهم وأغنامهم.
وفي النهاية فقد تعددت أنشطة الملك أورنمو في شتى المجالات، وقد ترك عدة لوحات منحوتة من الحجر تظهر الملك بانياً للمعابد. وقد وصل فن النحت إلى مستوى جيد من التنفيذ التقني، غير أنه افتقر إلى التنوع إذا ما قورن بالنحت في العصر الأكدي. وفي مجال الأدب فقد أوجد أورنمو وخلفاؤه صدى كبير في الأدب، وكان من إنتاجه الأدبي (رحلة أورنمو إلى العالم الأسفل)، وهو نص أدبي يصف دخول الحاكم المتوفى إلى العالم الأسفل ؛ويوصف فيه بأنه أخو كلكامش  الذي يطيب خاطره مع آلهة ذلك العالم بالهدايا. وأخيراً فقد مات أورنمو في معركة لا توجد عنها معلومات، حيث يذكر نص أحد الألواح أن هذا الملك " نبذ في ميدان المعركة مثل قارب محطم " مما يشير إلى مصرعه.
شريعة اورنمو

سن التشريعات أو ما يعرف بإصلاحات أورنمو، والتي اعتمدت على مبدأ التعويض وليس القصاص وعلى وجه الخصوص على الجروح التي لا تفضي إلى الموت
أما عن مقدمة قانون أورنمو فتحتوي على ما قدمه الملك من قرابين إلى اله المدينة وتضمن نظرية التفويض الإلهي وهي ان الاله اختار وفوض أورنمو ليمثله في الأرض وأشادت بمنجزات الملك وإقامة العدل بالبلاد والقضاء على الفساد الاقتصادي الذي كان يتمثل في تعرض الحقول والتجارة البحرية ورعاة المواشي والثيران والأغنام للسرقة. واستطاع الملك أن يحقق العدل والحرية في بلاد سومر وأكد أن اليتيم لم يعد يسلم إلى الرجل الغني ولم يعد الرجل ذو الشيقل يسلم إلى الرجل ذي المنا، وأنشأ الملك نظام لتثبيت المكاييل والموازين.
أما مواد قانون أورنمو فهي 31 مادة لم يصلنا الا القليل منها حيث جزء كبير من الالواح التي كتب عليها جائنا متآكل وممسوح، ومن القدر القليل الذي تم التعرف عليه كان يعالج في مسائل قانونية، من أمثلة المواد التي تم التعرف عليها:
المواد من 4 إلى 12، كانت تعالج مسائل الأحوال الشخصية كالطلاق والخيانة الزوجية والخطوبة 
تنص المادة الرابعة على حق الزوج بقتل زوجته الزانية وإطلاق سراح الرجل الذي ارتكب معها الزنا 
الماده الخامسة تتعلق بحالة اغتصاب رجل لأمة بكر وكانت العقوبة هي تعويض مالك الأمة بخمس شيقلات من الفضة 
المواد السادسة  والسابعة والثامنة 
كانت تحدد شروط الطلاق 
المادة الحادية عشر 
تناولت اتهام شخص لأي من الزوجين بالخيانة الزوجية ووسيلة إثبات ذلك الاتهام وكذلك عقوبة الاتهام الكاذب 
تناولت المادة الثانية عشرة 
حق الخاطب الذي تقدم بهدايا إلى خطيبته ووالدها وعدل الأخير عن الخطبة وقام بتزويجها إلى شخص آخر فكان للخطيب الأول الحق في تعويض يقدر بضعف ما قد دفعه من هدايا. 
المادتان الثالثة عشر والرابعة عشر تناولتا مسألة هروب الرقيق 
المواد من الخامسة عشرة إلى الثالثة والعشرين 
تناولت حالات إيذاء الأشخاص الاعتيادين أو الرقيق وحالات اعتداء الرقيق على أسيادهم 
عالجت المادتين الخامسة والعشرون والسادسة والعشرون موضوع شهادة الزور، بالنص على عقوبة توقع على شاهد الزور وهي تغريمه خمسة عشرة شيقلا من الفضة أما إذا أدلى الشخص في قضية ورفض أن يؤدي اليمين على هذه الشهادة التزم بدفع غرامة تساوي قيمة الحق المتنازع عليه.
أما بقية المواد فكانت تتعلق بموضوعات الاعتداء على الأراضي الزراعية وبعض الأمور المتعلقة بالزراعة