من البيت الأبيض لزيلينسكي.. كيف رأى الغرب تمرد قائد قوات فاجنر الروسية
انفجر الوضع في روسيا بعد تمرد قائد قوات فاجنر الروسية واستيلاؤه على مدينة روستوف الحيوية، ولكن المثير للجدل كيف كانت رد فعل القوى المناوئة لروسيا على التمرد الأخير من فاجنر.
الولايات المتحدة
قالت مصادر إن البيت الأبيض يراقب بنشاط الوضع الذي يتكشف داخل روسيا، وهو قائد قوات فاجنر الروسية حيث تم إطلاع الرئيس الأمريكي، جو بايدن على الوضع داخل روسيا، وأصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج بيانًا قال فيه “إننا نراقب الوضع وسنستشير الحلفاء والشركاء بشأن هذه التطورات.”
وأخبر مسؤولان آخران في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض سيستمر في مراقبة ما يحدث داخل روسيا عن كثب وأنهم يتوخون الحذر حتى يتضح بالضبط ما يحدث بين زعيم المرتزقة الروسي يفغيني بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية.
بينما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن وكالات المخابرات الأمريكية التقطت معلومات مخابراتية في منتصف الشهر الحالي تشير إلى أن قائد مجموعة فاجنر الخاصة الروسية، يفجيني بريجوجين، كان يخطط لأعمال مسلحة ضد مؤسسة الدفاع الروسية التي لطالما اتهمها بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا، وأبلغت البيت الأبيض والوكالات الحكومية الأخرى.
وقال مسئولون، إن الطبيعة الدقيقة وتوقيت خطط بريجوجين لم تكن واضحة حتى قبل وقت قصير من سيطرته على القيادة العسكرية واتجاه الدبابات نحو موسكو يومي الجمعة والسبت.
لكن، بحسب أحد المسئولين، الذي طلب عدم كشف هويته: "كان هناك إشارات كافية للتمكن من إخبار القيادة.. أن شيئا كان يجرى. لذا أعتقد أنهم كانوا مستعدين للأمر".
وأوضح المسئول أنه على مدار الأسبوعين الماضيين كان هناك "قلق بالغ" بشأن ما قد يحدث – سواء ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيظل في السلطة وما الذي قد يعنيه عدم الاستقرار لترسانة روسيا النووية، متابعا: "كانت هناك عدة أسئلة من هذا القبيل".
وأفاد مسئولون بأن عدم الاستقرار الذي قد يترتب على "حرب أهلية" روسية كان الخوف الرئيسي.
وبالإضافة إلى البيت الأبيض، تم إطلاع المسئولون البارزون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ووزارة الخارجية والكونجرس خلال الأسبوعين الماضيين على تلك المعلومات المخابراتية. وأوردت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية في وقت سابق أن المسئولين أطلعوا قادة الكونجرس على الأمر هذا الأسبوع الماضي.
وقال مسئولون إن الدافع الرئيسي لبريجوجين كان قرار وزارة الدفاع الروسية بضرورة توقيع جميع كتائب المتطوعين عقودًا مع الوزارة.
وبحسب "واشنطن بوست"، بالرغم من أن الأمر لم يذكر مجموعة فاجنر بالاسم، كان المعنى واضحا؛ الاستحواذ على قوات بريجوجين، الذين أثبتوا أهميتهم للمعركة العسكرية الروسية في أوكرانيا، وساعدوا في تأمين بعض من أبرز انتصاراتها التكتيكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول أوكراني بارز قوله إن مسئولين بالجيش الأوكراني كانوا يراقبون بريجوجين بعد قرار وزارة الدفاع الروسية، واعتقدوا على نحو متزايد أنه قد يحشد قواته ضد موسكو.
وأضاف المسئول الأوكراني إن توقيت التحرك كان غير واضح، مشيرا إلى أنه لم يكن على دراية بمشاركة الولايات المتحدة لمعلوماتها المخابراتية مع كييف بشأن زحف محتمل لبريجوجين وقواته.
وقال مسئول أمريكي إن وكالات المخابرات الأمريكية تعتقد أن بوتين أطلع أيضًا على أن بريجوجين كان يخطط لأمر ما. وبالرغم من أنه لم يتضح بدقة توقيت إطلاعه على الأمر، كان "بكل تأكيد قبل أكثر من 24 ساعة".
وبحسب "واشنطن بوست"، لم يتضح السبب وراء عدم تحرك بوتين لإحباط استيلاء بريجوجين على القيادة العسكرية أو تحركه نحو موسكو.
الناتو
بينما قال حلف الناتو والذى يعتبر الخصم الأبرز لبوتين، إنه يراقب الوضع عن كثب، فيما أعربت الحكومة الألمانية والخارجية السويدية، عن متابعتها للتطورات في روسيا، ووصفت الخارجية السويدية الوضع بـ«الخطير».
وأكد الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون على استمرار دعمه لأوكرانيا، في ظل الأزمة التي تشهدها روسيا حاليا بعد تمرد قائد قوات فاجنر الروسية، وفقا لوكالة «رويترز».
أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن "ضعف روسيا واضح" في خضم تمرد قوات "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة.
وفي منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، ذكر زيلينسكي: "من يختار طريق الشر يدمر نفسه. يرسل طوابير من الجنود لتدمير حياة بلد آخر - ولا يمكنه منعهم من الفرار والخيانة".
وأضاف: "إنه يحتقر الناس ويلقي بمئات الآلاف في الحرب، من أجل عزل نفسه في نهاية المطاف في موسكو عن أولئك الذين سلحهم هو نفسه".
وتابع: "لفترة طويلة، استخدمت روسيا الدعاية لإخفاء ضعفها وغباء حكومتها. والآن هناك الكثير من الفوضى لدرجة أنه لا يمكن لأي كذبة أن تخفيها".
بينما وصف المستشار الرئاسي الأوكراني ميهيلو بودولياك، السبت، التصرفات التي يقوم بها قائد قوات فاجنر الروسية يفغيني بريغوجين بأنها "عملية لمكافحة الإرهاب"، وقال إن "كل شيء بدأ للتو في روسيا".
وأضاف ميهيلو بودولياك في تغريدة: "الانقسام بين النخب واضح للغاية، الاتفاق والتظاهر بأن كل شيء قد تمت تسويته لن ينجح".
وقال: "يجب أن يخسر شخص ما بالتأكيد: إما بريغوجين (مع نهاية قاتلة)، أو من هم ضد بريغوجين".
وأردف: "كل شيء بدأ للتو في روسيا".
من جانبها، قال المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية: المواجهة في روسيا مع قائد قوات فاجنر الروسية علامة على انهيار نظامها الحاكم.
بينما قال السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، وليام تيلور، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "يجب أن يكون متوترًا للغاية" بعد أن مزاعم قائد قوات فاجنر الروسية، يفغيني بريغوزين، أن قواته تتحرك ضد القيادة العسكرية الروسية.