قتل وحملات اعتقال.. ما هي تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين؟
تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين والتي شملت عملية قتل ومداهمة واعتقال المئات من داخل المخيم.
قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين الضخمة في الضفة والتي بدأت يوم الاثنين، تقترب من تحقيق أهدافها.
وصرح تساحي حنيبي لإذاعة محلية قائلا إن العملية "تقترب من استكمال تحقيق الأهداف المحددة" بعد هدوء نسبي في الاشتباكات الليلة الماضية.
ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم جلسة أخرى لتقييم الأوضاع مع كبار القادة العسكريين والأمنيين في العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين، ولإطلاع المسؤولين على تفاصيل العملية العسكرية في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل مئة وعشرين مشتبها به في العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين، وأن لديه عشرة أهداف أخرى في وسط مخيم جنين للاجئين.
على صعيد آخر، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن طواقمها عثرت على قتيل صباح اليوم، في منطقة مرج ابن عامر في مدينة جنين، ليترفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين إلى عشرة وأكثر من 100 إصابة بينهم 20 حالة خطرة.
وقالت ماشا ميكلسون، المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، لبي بي سي، إن الجنود لم يستهدفوا سوى "المقاتلين" في العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين.
فلسطينيون يحملون جثة أحد قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية خارج المخيم
في الليلة الماضية، نزح آلاف السكان من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة إلى أماكن آمنة؛ جراء القصف الإسرائيلي والاشتباكات المسلحة التي تدور في المخيم لليوم الثاني على التوالي، ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين الواسعة.
وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن نحو ثلاثة آلاف فروا من منازلهم في جنين. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها نجحت في إجلاء 500 عائلة من داخل المخيم، إلى عدد من مراكز الإيواء داخل مدينة جنين.
ويدور تبادلٌ لإطلاق النار بصورة مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين داخل مخيم جنين في العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين، حيث لا يزال مئات الجنود الإسرائيليين يواصلون عمليتهم داخل المخيم.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العملية ينبغي لها أن تحترم القانون الإنساني الدولي.
منذ بدء العملية، سُمعت أصوات الطائرات المسيرة في سماء المنطقة، ودوي طلقات نارية منتظمة وانفجارات على مدار اليوم من مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، والذي يقطنه حوالي 18 ألفا، والذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
وغطى الدخان الكثيف الناتج عن حرق الإطارات أجواء وسط المدينة. ونزل عدد قليل من الشبان الفلسطينيين إلى الشوارع، ووقفوا بالقرب من المحلات المغلقة، محدقين في قلق باتجاه المخيم.
وقطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن المخيم، ما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة لما يحدث. كما يكافح مسعفون فلسطينيون للوصول إلى عشرات الجرحى هناك.
وأعلنت حركة حماس عن استعدادها للتدخل إذا "تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها" في جنين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي: "لدينا أهداف محددة داخل مخيم جنين، خاصة إلغاء الاعتقاد السائد بأنه مكان آمن للإرهابيين، ويمكن للأمر أن يستغرق ساعات أو يوما أو يومين".
وساد القلق والتوتر المستشفى الفلسطيني الواقع على المدخل الرئيسي للمخيم.
وقال رجل لبي بي سي: "قابلت صديق أخي. ذهبت إليه، وبالكاد نطقت بضع كلمات عندما سقط على الأرض. ركضت لأهرب، ثم أصبت برصاصتين".
وقال رجل آخر إن المخيم يشهد "مذبحة"، وإن هناك أطفالا ومدنيين لا يُسمح لهم بالخروج.
وأضاف: "انقطعت الكهرباء لدينا، لقد حفروا كل طرقنا. سيدمرون المخيم".
وقالت جوفانا أرسينيجيفيتش، من منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية، لبي بي سي إنها كانت في مستشفى شهد إصابة أكثر من 90 مريضا بنيران أو شظايا عبوات ناسفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يعمل بناء على معلومات استخبارية دقيقة ولم يسع لإلحاق الأذى بالمدنيين، لكن العديد منهم وقعوا في مرمى النيران.
وسمح الجيش لحوالي 500 عائلة فلسطينية بمغادرة المخيم مساء الاثنين. ورفع البعض أيديهم أو لوحوا بأعلام بيضاء في إشارة إلى الاستسلام.
وقال أشخاص لبي بي سي إن الجنود أوقفوا بعض الرجال والصبية المراهقين، ولم يُسمح لهم بالذهاب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن اللحظات الأولى من عمليته ركزت على شقة سكنية تُستخدم لإيواء فلسطينيين هاجموا إسرائيليين، فضلا عن استخدامها مركزا لقيادة "كتيبة جنين".
بدورها، أعلنت كتيبة جنين أنها أفشلت ثلاث محاولات للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى مركز المخيم من جهة منطقة الدمج، فيما تستمر الاشتباكات المسلحة في محيط مسجد الأنصار في المخيم.
ولفت خلال مداخلة لقناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أنه منذ السادسة صباح اليوم أُدخل أكثر من 16 جرافة في جنين لتجريف الشوارع بالكامل المؤدية لمخيم جنين، والأماكن المحيطة به، حيث تم تجريف أكثر من 20 كيلومترا من الشوارع.
وأشار إلى أنه منذ العاشرة صباحًا انقطعت خدمتا الكهرباء والمياه داخل أحياء جنين، أكثر من 300 ألف فلسطيني انقطعت عنهم المياه بشكل كامل، مؤكدًا أن ما يمارسه الاحتلال عقوبات جماعية، ضد المدنيين الذين مازالوا في منطقة العمليات، الجرحى والمرضى لم يتم إجلاؤهم، والمؤسسات الدولية تتدخل لمحاولة تقديم الخدمات للجرحى في جنين، دون جدوى، لأن السلطات الإسرائيلية ترفض السماح لهم بالدخول.
ولفت إلى أنه جرى استهداف محولات الكهرباء، وأصبحت العديد من الأحياء بلا كهرباء ولا ماء، كما جرى إطلاق النار على الطواقم الطبية ومنعها من القيام بعملها.
وأردف: «يضطر المدنيون لحمل الجرحى لمسافات طويلة، للوصول لمناطق الإسعاف، وأحد الشهداء ظل ينزف حتى الموت لصعوبة وصول الإسعاف إليه».
ولفت إلى أنه توجد 3 مستشفيات في المدينة لا تكفي لتقديم الخدمات للمصابين، فالإصابات صعبة وما زال العدوان مستمرا، وإذا استمر الوضع سيدفع المحليون فاتورة إنسانية ضخمة.
وختم بأن بلدية جنين أطلقت مناشدة للمجتمعين الدولي والعربي للتدخل لإيقاف العدوان الإسرائيلي في جنين.