من الفقر إلى ثروة قدرها 200 مليار دولار.. كيف حقق المرشد الإيراني ثروته؟
قدّم عدد من النواب الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الأميركي، مشروع قانون يهدف إلى كشف مصادر ثروات النظام الإيراني في ظل العقوبات الأميركية والدولية المفروضة عليه، لاسيما عقب انتشار تقارير تفيد بتجاوز ثروة المرشد الايراني علي خامئني 200 مليار دولار.
يأتي هذا في الوقت الذي خرج فيه آلاف الإيرانيين للاحتجاج على نقص المياه في إيران، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، عن الزعيم آية الله علي خامنئي، المرشد الإيراني، قوله إنه غير ممكن اللوم على الإيرانيين الذين يحتجون على نقص المياه في جنوب غرب البلاد، كما يجب على المسؤولين إلى معالجة هذه المشكلة.
وأكمل قوله: “الآن بفضل الله، تعمل كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية (لحل أزمة المياه) وستواصل العمل بكل جهد”.
وتابع المرشد الأعلى الإيراني: “لا يجب أن يعاني هؤلاء الأشخاص من أزمة المياه مع كل المصانع الموجودة في هذه المحافظة، سيصل وضع الناس إلى نقطة تجعلهم غير سعداء.
إذا تم أخذ التوصيات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي في خوزستان بعين الاعتبار، فمن المؤكد أننا لن نواجه هذه المشاكل الآن”.
مشروع القانون الأمريكي
أوضح النائب الجمهوري، فرينش هيل، وزميله الديمقراطي إل لاوسن، أنهم أرادوا طرح القانون في وقت “يطالب فيه الإيرانيون بإصلاحات اقتصادية فيما يموّل المسؤولون الإيرانيون الإرهاب في المنطقة متجاهلين المواطنين الإيرانيين.
وقال العضوان: أن ثروة المرشد، علي خامنئي، وصلت إلى أكثر من 95 مليار دولار، الأمر الذي سهّل من الحفاظ على سيطرته على إيران في وقت يعاني فيه شعبه من نقص في الغذاء والماء والمحروقات.
وأضافوا: الكشف عن التمويل المذكور سيكشف النقاب كذلك عن تفاصيل دعم طهران لوكلائها في المنطقة من في سوريا والمجموعات الإرهابية في العراق واليمن.
قانون محاسبة المسؤولين الإيرانيين لعام 2021
وسمى القانون المقدم حديثا للكونجرس الأمريكي بعنوان” “قانون محاسبة المسؤولين الإيرانيين لعام 2021″” ووفقا لمقدمي القانون، فإن القانون يلزم الإدارة الأميركية بالكشف عن أي معلومات استخباراتية لديها بخصوص الثروات التي جمعها مسؤولون في النظام الإيراني عبر غسل الأموال وغيرها من القنوات غير الشرعية و”التي تمكن من خلالها النظام في طهران من الاستمرار رغم انهيار الاقتصاد الإيراني.
كما طلب المشروع من وزارة الخزانة الأميركية أن ترفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية الموجودة لديها للكشف عن الممارسات الفاسدة للزعماء الإيرانيين.
ووفقا للقانون الجديد، على إدارة بايدن أن تقدم للكونجرس في وقت أقصاه 60 يوماً بعد إقراره تقريراً يفصل قيمة الأموال التقريبية للنظام الإيراني، والمؤسسات المالية التي تتعامل مع الحكومة الإيرانية.
وقال المشرعون إن القانون الجديد، سيساعد الكونجرس على سن عقوبات جديدة تستهدف شبكات إيران المالية غير الشرعية والمصارف المسؤولة عن تصريف الأموال التابعة للمسؤولين.
ثروات النظام الايراني
وأشار المشرعون خلال عرضهم القانون لثروات لعدد من رجال النظام الإيراني مستنكرين هذه الثروة في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الادارة الأمريكية على النظام، وهو الأمر الذي يثبت قيام رجال النظام الإيراني بمشروعات وممارسات غير شرعية تماما لجني الأموال.
وذكر القانون ثروات لأكثر من 20 مسؤولاً إيرانياً، ربما يكون أبرزهم المرشد الأعلى والرئيس الإيراني وأعضاء مجلس الشورى ووزير الاستخبارات والأمن وقادة الحرس الثوري.
ثورة المرشد الأعلى
وفقا لتقارير إعلامية فقد قدرت ثروة المرشد ـ200 مليار دولار ووفقا لمعلومات سبق وأن نشرتها السفارة الأميركية في بغداد.
وما أثار حفيظة الكثيرين أن خامنئي عاش في طفولة فقيرة أي أنه نشأ في أسرة فقيرة الحال فمن أين أت بثروته.
علي خامنئي
ولد عام 1939 من عائلة رجال دين في مدينة مشهد، عاش فترة طفولته “في عسرة وضيق شديدين”.
ويقول خامنئي: “لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة خصوصا أنها كانت مقارنة لأيَّام الحرب. وعلى الرغم من أن مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب، وكان كلُّ شيء فيها أكثر وفوراً وأقل سعراً نسبة إلى سائر مدن البلاد إلا أنَّ وضعنا المادي كان بحيث لم نكن نتمكّن من أكل خبز الحنطة، وكنّا عادة نأكل خبز الشعير، وأحياناً خبز الشعير والحنطة معاً، ونادراً ما كنّا نأكل خبز الحنطة.
وتابع: إنني أتذكّر بعض ليالي طفولتي حيث لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود – التي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد أخواني أو أخواتي أحياناً – وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز، لقد كانت مساحة بيتنا الذي ولدت وقضيت حوالي خمس سنوات من عمري فيه بين (60 – 70 متراً) في حي فقير بمشهد وفيه غرفة واحدة وسرداب مُظلم وضيّق”.
جدير بالذكر أنه تم اعتقال خامنئي وسجنه العديد من المرات، وقضى العامين الأخيرين قبل الثورة أي من 1977 حتى 1979 منفيا في مدينة إيرانشهر بمحافظة بلوشستان.
مصادر ثروة خامنئي
أولا.. وفقا للدستور الإيراني يحصل المرشد الإيراني على مخصصات هائلة من الموازنة السنوية حيث تذهب لـ”بيت المرشد” ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له والتي لها ميزانية بالمليارات من موازنة الدولة العامة.
مؤسسة ستاد
ووفقا لوسائل إعلام إيرانية، يتحكم خامنئي الآن في مؤسسة “هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني” أو ما تعرف اختصارا بـ”ستاد”، وتمثل نشاط المؤسسة في البداية في مصادرة العقارات والأراضي التي تعود لـ”مناهضي الثورة والنظام” سواء من المعارضين للنظام ولاية الفقيه أو بقايا حكم الشاه.
وتم تصنيف “ستاد” من قبل وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات منذ عام 2013.
ومن جانبها صادرت الهيئة العديد من قطع الأراضي ولكنها قامت بمصادرتها لصالح بيت المرشد ومؤسساته المتشعبة وتجني له حوالي 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة.
كما تقوم “ستاد” بالاستثمارات في مجالات المال والنفط والاتصالات.
مؤسسة “آستان قدس رضوي”
أوهي مؤسسة تابعة لخامنئي وتشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد.
تعتبر “آستان قدس رضوي”، إحدى المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة “بنياد” وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب.
وفقًا لتقارير إيرانية محلية، تبلغ قيمة عقارات “بنياد” نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما تمتلك عدد من كبرى الشركات في إيران مثل رضوى للنفط والغاز، شركة رضوى للتعدين.
وفي يناير الماضي، صنف تقرير منظمة “الشفافية الدولية”، إيران في المركز 138 من بين 180 دولة بمدى تفشي الفساد المالي، حيث يعد هذا أسوأ تصنيف لها على مدى السنوات القليلة الماضية.
تصريحات مايك بومبيو
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، سبق وأن وصف قادة النظام الإيراني بـ”عصابة المافيا”، وذلك خلال خطاب له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا.
وأشار الى قائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورجال آخرون في النظام.
ووصف آيات الله الحاكمين بأنهم “مهتمين بجني الثروات أكثر من الدين”.
وقال إن “ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس من حكومة”.
وتابع أن “هؤلاء الرجال الأشرار المنافقين ابتدعوا جميع أنواع الطرق الملتوية ليصبحوا أغنى الرجال على وجه الأرض، بينما يعاني شعبهم”.
أسرار حياة خامنئي
كتب المخرج الإيراني الشهير محسن مخملباف، تقريراً مطولاً تحت عنوان “أسرار حياة خامنئي”، تحول إلى فيلم فيما بعد، وكتب مخملباف أنه استقى معلوماته من موظفين سابقين في بيت المرشد وعملاء سابقين لوزارة الاستخبارات الإيرانية، فروا إلى خارج البلاد في فترات مختلفة.
ويقول مخملباف “إن خامنئي يملك الآن مجموعة كبيرة من الغلايين، يصل عددها إلى 200 غليون، وتبلغ قيمتها 2 مليون دولار، وثمن أحدها يصل إلى 250 ألف دولار، ويعود تاريخ صنعه إلى ما قبل 300 سنة، وهو مغطى بالذهب ومرصع بالحجارة الكريمة.. وبعض هذه الغلايين هدايا من رؤساء جمهوريات وزعماء عالميين”.