مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في السودان

نشر
الأمصار

دعت بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونتاميس)، اليوم الأربعاء، جميع الأطراف العسكرية في جنوب كردفان إلى وقف العمليات العسكرية فورا.

وحثّت البعثة الأممية، في بيان لها "جميع القوات المعنية على وقف العمليات العسكرية على الفور من أجل تهدئة الوضع ومنع توسع الصراع"، داعيةً إلى استئناف المفاوضات.

وأعربت "يونيتامس" عن قلقها إزاء التطورات الجديدة في جنوب كردفان، مشيرة إلى أنها "تذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بضمان سلامة جميع المدنيين".

وفي ذات السياق، بعد مرور نحو 3 شهور على اندلاع الحرب، تكبّد "السودان" خسائر فادحة بلغت، حسب تقديرات مُراقبين، أكثر من إجمالي الناتج المحلي للبلاد خلال عام بأكمله.

وتشمل الخسائر حجم الإنفاق العسكري الهائل ودمار البنية التحتية وآلاف المنشآت، وما تكبّدته مختلف الأنشطة الاقتصادية.

ووفق تقديرات غير رسمية فإن تكلفة الحرب بلغت نحو نصف مليار دولار يومياً في المتوسط، أي 45 مليار دولار خلال 3 شهور هي عمر الحرب حتى الآن، وأكدت البيانات أن الخسائر فادحة جدا ولا تقدر بثمن في بعض المجالات.

صادرات وواردات السودان:

وفي المقابل، دحض بعض خبراء الاقتصاد هذه التقديرات، قائلين إن صادرات وواردات السودان في أحسن أحوالها لم تصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً في وقت لا يتجاوز فيه متوسط الناتج المحلي الإجمالي 30 مليار دولار.

ويعيش السودانيون أوضاعا اقتصادية ومعيشية قاسية منذ بدء النزاع بين الجيش الذي يقود عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ 15 إبريل/ نيسان 2023.

من جانبه، قدر رئيس اللجنة الاقتصادية في حزب الأمة القومي، صديق الصادق المهدي، الإنفاق العسكري اليومي وخسائر الحرب الدائرة، بنحو نصف مليار دولار يومياً، كما أن هناك تقديرات شهرية بنحو 10 مليارات دولار. وحذر في منشور على "تويتر" من نذر حرب أهلية، وتزايُد الفجوة الغذائية جراء الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

حرب السودان

وقال إن الآثار الاقتصادية للحرب تتمثل في تدمير البنية التحتية، وتدمير القطاع الصناعي، وانكماش النمو، وفقدان الوظائف.

ونبه إلى نذر فشل الموسم الزراعي الحالي بسبب الحرب ونهب البنوك وتوقف الخدمات. وأوضح أن معظم الأراضي الزراعية ستخرج من دائرة الإنتاج.

وقال إن فشل الموسم الزراعي يؤثر على 40 في المائة من السكان ويزيد من الفجوة الغذائية ويتسبب في خروج المزارعين من دائرة الإنتاج. وأكد ارتفاع عدد المحتاجين للعون الغذائي في البلاد من 15 مليون شخص قبل الحرب إلى 24 مليون شخص. وأشار إلى ندرة السلع وارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة الأسعار بنسبة تتراوح بين 300 و400 في المائة.

وشاركه في هذا الرأي الخبير الاقتصادي محمد زين الذي قال لـ"العربي الجديد": يمكن أن يصل الصرف على هذه الحرب إلى عشرات مليارات الدولارات في ظل استمرارها حتى الآن، وبالتأكيد هنالك داعمون لهذه الحرب، كما أن التكلفة قد تكون متنوعة ومتعددة منها أجهزة ومعدات وأخرى حربية بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية.

وأشار زين إلى أن خسائر حرب دارفور (2003) وحدها قدرت بمائة مليار دولار في عشر سنوات، أما مجمل خسائر السودان جراء حربي جنوب السودان ودارفور تُضاف إليها حربا جنوب كردفان والنيل الأزرق قد تقترب من 500 مليار دولار منها ما هو إنفاق مباشر أو فقدان فرص نمو ومنها تدمير لموارد ومنشآت عامة وممتلكات خاصة.