السودان: مواطنون في الخرطوم يستنجدون طلباً للغذاء والدواء

تتصاعد معاناة المدنيين العالقين في مناطق القتال في السودان جراء النقص الكبير في المواد الغذائية والعلاج، الأمر الذي يدفع الآلاف للنزوح يومياً من الخرطوم.

وأطلق سكان منطقة الكلاكلة القبة نداءات استغاثة لمنظمات المجتمع المدني وعامة السودانيين لنجدتهم جراء نفاد منطقتهم من المواد الغذائية والأدوية نتيجة للحصار المفروض عليهم بسبب استمرار المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع» لعدة أسابيع.

وقالت غرفة الطوارئ بالمنطقة: «إننا ندق ناقوس الخطر ونعلن بكل أسف أن منطقة الكلاكلة القبة أصبحت منطقة غير صالحة للعيش، وندعو للمساعدة في إخراج السكان إلى أماكن آمنة في ولايات البلاد للحفاظ على أرواحهم».

وأضافت، في نداء على موقع «فيسبوك»، أن سكان المنطقة يعيشون «مأساة حقيقية بلا مواد غذائية ولا أدوية، ويطلبون يومياً نجدتهم للجوء إلى أماكن بها حياة».

موجات النزوح

وشهدت مناطق واسعة في جنوب الخرطوم خلال الأيام الماضية موجات نزوح جماعي بسبب المعارك وتزايد أعمال العنف والنهب بعد سيطرة قوات «الدعم السريع» على مواقع عسكرية مهمة تابعة للجيش في تلك المناطق.

وقالت مصادر محلية عديدة إن قوات «الدعم السريع» تهاجم باستمرار المدنيين في الأحياء السكنية وتطالبهم بمغادرة منازلهم على الفور.

ويتبادل طرفا القتال، الجيش وقوات «الدعم السريع»، الاتهامات بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في مدينة جدة بوساطة سعودية - أميركية، لإيصال المساعدات الإنسانية للعالقين في مناطق الصراع وحماية المدنيين. والأسبوع الماضي أعلنت الأمم المتحدة أن نصف سكان السودان؛ أي نحو 20 مليون شخص، أصبحوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب النزاع المسلح بين طرفي القتال.

تدريب المدنيين

وفي الأثناء، واصل الجيش السوداني تدريب المتطوعين من المدنيين للانخراط في العمليات العسكرية ضد قوات «الدعم السريع»، استجابة للاستنفار الذي أطلقه القائد العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان في وقت سابق، وهي دعوة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط التي حذرت من خطورة تجييش المدنيين وإقحامهم في الحرب الدائرة في البلاد.

وبثت الصفحة الرسمية للجيش على موقع «فيسبوك» مقاطع مصورة لتدريب عدد من الشباب المتطوعين في الوحدات العسكرية التابعة للجيش على كيفية استخدام السلاح وإطلاق النار.

الإفراج عن أسرى من الشرطة

من جانبها، أعلنت قوات «الدعم السريع»، يوم الأحد، إطلاق سراح أعداد كبيرة من قوات الشرطة الذين تم أسرهم في مواجهات مع قوات الجيش خلال الفترة الماضية.وأفادت في بيان بأن إطلاق سراح الأسرى جاء بتوجيهات صدرت من قائد قوات «الدعم السريع»، الفريق محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي».

وخلال يوليو (تموز) أطلقت قوات «الدعم السريع» عدداً من أسرى الجيش الجرحى بالتنسيق مع الصليب الأحمر السوداني.

ولا تزال قوات «الدعم السريع» تحتجز أعداداً كبيرة من أفراد وضباط الجيش السوداني، من بينهم المفتش العام للقوات المسلحة، مبارك كودي، وعدد من كبار الضباط وضباط صف وجنود.