بعد اجتماع إيكواس..هل بدأ التجهيز للتدخل العسكري ضد الانقلاب العسكري بالنيجر
ثارت موجة إدانة وانتقادات دولية وإقليمية تجاه الانقلاب العسكري بالنيجر، وتلويح المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، باستخدام القوة إذا لزم الأمر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، خرجت للمرة الأولى أصوات من داخل القارة ترفض هذا التوجه الإفريقي.
مالي وبوركينا فاسو
ورفضتا مالي وبوركينا فاسو، الدولتان اللتان تقعان في غرب إفريقيا، التلويح بالتدخل العسكري ضد الانقلاب العسكري بالنيجر، واعتبرتا أن ذلك سيعد بمثابة إعلان حرب عليهما.
كما أدانتا العقوبات المفروضة من قبل إيكواس ضد الانقلاب العسكري بالنيجر بوصفها غير قانونية وغير شرعية وغير إنسانية. فيما حذرت الجزائر من تداعيات التدخل العسكري الأجنبي، مجددة في الوقت نفسه تمسكها بالعودة إلى النظام الدستوري في النيجر.
قال رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور ديدي ولد السالك، أنه من الصعب أن يجد قادة الانقلاب العسكري بالنيجر من يدعمهم في إفريقيا لأن مآسي الانقلابات واضحة، وما لم تتوقف الانقلابات العسكرية في هذه المنطقة فإنها ستبقى متخلفة عن العالم، لأن الانقلابات تعني القضاء على الشرعية والقوانين والمؤسسات وتعني الاستبداد والفساد.
وأكد ولد السالك، أن الانقلابات عندما تأتي ترفع شعارات، ثم بعد أن يستتب له الأمر والحكم يبدأ في توسيع قاعدة الفساد، مبينًا إن الانقلابات تخلق سلسلة من عدم الاستقرار، فالنيجر الغنية بمواردها تعد سابع أفقر دولة في العالم، وما لم يتم وقف الانقلابات سيبقى الوضع على حاله، وستتجه هذه الدول إلى الانهيار وهي دول فاشلة.
يجتمع رؤساء أركان بلدان المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) من الأربعاء إلى الجمعة في أبوجا للبحث في الانقلاب بالنيجر، حسبما أعلنت المنظمة الإقليمية مساء الثلاثاء في بيان.
وكان زعماء غرب إفريقيا الذين اجتمعوا في قمة استثنائية الأحد في العاصمة النيجيرية قد دانوا الانقلاب وأمهلوا الانقلابيين أسبوعا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، من دون أن يستبعدوا إمكانية استخدام القوة.
وأعلن القادة أيضا أنه سيجري تعيين ممثل يتم إيفاده إلى النيجر لتقديم مطالب المجموعة، ومن المقرر أيضا أن يزور وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا برئاسة الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر النيجر الأربعاء، حسبما قال مسؤول عسكري من النيجر ومسؤولة كبيرة من المنظمة الغرب إفريقية اشترطا عدم كشف هويتيهما.
النيجر تعيد فتح حدودها مع خمسة بلدان
أعيد فتح الحدود البرية والجوية للنيجر مع خمس دول حدودية، بعد نحو أسبوع على إغلاقها، وهي الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وتشاد.
جاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة على عملية هي الأولى نفذتها فرنسا لإجلاء مواطنيها من البلاد وذلك بعد الانقلاب العسكري بالنيجر، وهبطت أول طائرة فرنسية تقلّ 262 شخصا أجلوا من النيجر، في مطار شارل ديغول ليل الثلاثاء الأربعاء.
قالت باريس إن قرارها هذا مردّه "أعمال العنف ضد سفارتنا" الأحد خلال تظاهرة معادية لفرنسا، وكذلك بسبب "إغلاق المجال الجوي الذي يترك مواطنينا دون إمكانية مغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة".
يأتي قرار إعادة فتح الحدود للنيجر قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة نهائية لاستعادة النظام الدستوري في النجير، أعطتها الأحد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي لم تستبعد أيضا استخدام "القوة" إذا لم يجرِ احترام هذه المهلة.