علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. العراقي في الصيف!
قد يبدو عنوان مقالي غريبا بعض الشيء لعدم وجود بلد في هذه المعمورة إلا وتتناوب عليه الفصول الاربعة كما خلقها وحلقنا الله سبحانه وصحيح جدا أن العراق ليس هو البلد الوحيد الذي تتجاوز درجات الحرارة في اشهر صيفه الخمسين درجة مئوية وأمام إنحسار الغطاء النباتي الذي تعرض للتخريب الممنهج بحيث قلت مساحة الرقعة الزراعية الى اقل من ربعها وما كانت تساهم فيه هذه الرقعة الزراعية من تلطيف الاجواء وخاصة في دخول جمرة القيض بشمسها التي تشوي الوجوه يفقتد العراقيون الى التيار الكهربائي والذي اصبح في عراق اليوم منذ عشرين سنة ماضية قصة كل فصول السنة فلم ينعم الشعب العراقي بيوم واحد فيه التيار الكهربائي الرسمي او ما يصطلح على تسميته كهرباء الوطنية نعم اقول لم ينعم هذا الشعب بأربع وعشرين ساعة متواصلة من التيار الكهربائي رغم ان الحكومات المتعاقبة انفقت اكثر من ثمانين مليار دولار على موضوعة الكهرباء التي اصبحت لمن لا يعرف الحقيقة لغز الالغاز والقصة التي لم تجد لها حلا وليس هذا فقط فأن تذبذب التيار الكهربائي يسبب حوداث وحرائق كثيرة على مستوى المخازن والمصانع وحتى بيوت المواطنين البسطاء ويذهب ضحيتها خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات .
أمام هذه الحالة المزرية دائما تكون أعذار الجهة المسؤولة إعطاء مزيدا من الوعود التي دائما ما تبنى على تخمينات وتقديرات غير دقيقة علاوة على قطع الغاز من الجانب الايراني المشترى بأموال عراقية وبشتى الذرائع والحجج وهنا لابد من الاشارة الى أن من يريد إعادة إعمار منظومة الكهرباء لو كان جادا فعلا لكان من قبل ١٨ سنة باقل تقدير مع وجود الامكانية والمبالغ المرصودة ووجود الشركات العالمية المتخصصة بهذا الموضوع ولكن وهنا تسكب العبرات فوزارة الكهرباء هي واحدة من وزارات المحاصصة والتي تتسابق عليها الكتل والاحزاب لما فيها من مجال واسع لعقود وصفقات فاسدة اثبتت الايام انها كانت تشكل ارقاما كبيرة وفلكية وما يصدر عن هيأة النزاهة يمكن الاطلاع عليه في هذا الخصوص .
لقد سأم المواطن الوعود العرقوبية وبات لا يثق بكل المسؤولين الذين يتحدثون بلغة (سوف)لان الايام اثبتت وبالتجربة المريرة ان هذه السوف مع الاسف للتسويف وعدم الاكتراث لهموم ومعاناة المواطن في كل فصول السنة وخاصة في هذا الصيف اللاهب .
اللهم أجرنا من نار جهنم