مصر والأردن.. تاريخ كبير من التعاون يكلل ب12 وثيقة تعاون
على هامش اجتماعات الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، التي عقدت بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عَمّان، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس وزراء مصر، والدكتور بشر الخصاونة، رئيس مجلس الوزراء الأردني، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين المصري والأردني.
وفي هذا الصدد، ترأس رئيس وزراء مصر، الدكتور مصطفى مدبولي، ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة، أعمال اجتماعات الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص مصر والأردن على انتظام دورية انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والأردن، برئاسة رئيسي الوزراء، كآلية فاعلة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
الاهتمام بتقوية مختلف وسائل النقل بين مصر والأردن
وفي مستهل اللقاء، توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، بالشكر للدكتور بشر الخصاونة، رئيس مجلس الوزراء الأردني، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، قائلاً: "ذلك ما نلمسه ونعهده دائما من الأخوة في المملكة الأردنية الهاشمية، كلما وطأت أقدامنا أرض بلدنا الثاني الأردن".
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي في مستهل حديثه، بما ذكره الدكتور بشر الخصاونة، في كلمته حول ما دار من نقاشات وحوارات خلال اجتماع اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة الذى عقد اليوم، موضحاً أن ما تم طرحه من موضوعات ومشروعات تمثل أهمية كبيرة لبلدينا الشقيقين، وتأتي في إطار الروابط الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، قيادة وحكومة وشعباً
وأشار في هذا الصدد إلى ما نلمسه دائما من توجيهات لقيادة البلدين الممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، للحكومتين بضرورة الاستمرار في اتخاذ ما من شأنه توطين العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وذلك انعكاسا للروابط التاريخية الوثيقة والروابط المشتركة بين شعبينا.
وأعرب رئيس الوزراء المصري، خلال حديثه، عن سعادته بما تشهده العلاقة المصرية الأردنية من تميز، مشيراً في هذا الإطار إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية تم بذل العديد من الجهود المشتركة للتغلب على عدد من التحديات والمشكلات، والتي كانت دائما محلا للنقاش باجتماعات اللجنة العليا المشتركة، قائلاً:" ننتقل اليوم إلى افاق أرحب والنظر إلى تطوير العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا في العديد من المشروعات الجديدة"، موضحا أنه تم العمل على المشكلات والتحديات والانتهاء منها بصورة شبة كاملة.
ونوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أننا ننتقل بالعلاقات المصرية الأردنية اليوم، ونسعى إلى تعزيزها بشكل كبير في عدد من المجالات المرتبطة بالمستقبل، كمجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وطاقة الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، والعديد من المشروعات المهمة التي تحقق الاستفادة المشتركة لبلدينا، قائلاً:"وهذا لن يتم إلا بربط الدولتين من خلال شبكة بنية أساسية وطرق ونقل جماعي كبيرة وقوية"، مضيفا: لذلك ناقشنا مشروعات الربط الكهربائي، موضحاً أن خط ربط الكهربائي الحالي بين مصر والأردن تصل قدرته إلى 550 ميجا وات، ومن المستهدف الوصول بقدرته إلى 2000 ميجا وات يتم تنفيذها على مراحل، وذلك بهدف الاستفادة من خط الربط، ونقل الطاقة الكهربائية إلى عدد من الدول الأخرى.
ولفت رئيس الوزراء المصري، إلى أنه تم خلال اجتماع اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة مناقشة ملف الربط والتكامل في مجال الغاز الطبيعي، واستغلال البنية التحتية الموجودة في البلدين الشقيقين، وكيفية العمل على تعظيم الاستفادة من تلك المقومات والإمكانات في زيادة حجم التعاون في إطار منظومة الطاقة الحالية الموجودة في منطقة شرق المتوسط.
وأكد رئيس الوزراء الاهتمام بتقوية مختلف وسائل النقل بين البلدين، من نقل بري، وبحري، وسككي أيضا، وذلك بما يسهم في نفاذ الصادرات والواردات من البلدين، مشيرا إلى الاتفاق على تنفيذ العديد من المشروعات خلال المرحلة القادمة في هذا الصدد، بما يخدم مصلحة البلدين.
ولفت رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى مجالات التعاون الاقتصادي، وما تشمله من مجالات مهمة، كمجال الترانزيت والتجارة والصناعة، موضحا أن هذه المجالات حظيت بمناقشات عديدة خلال اجتماع اللجنة اليوم، وعلى الأخص في مجال صناعة الأدوية، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة مما تمتلكه البلدان من مقومات هائلة في هذا المجال، قائلاً:" ومن ثم يجب أن نتكامل لا أن نتنافس في هذا المجال على الاخص، لكي تتحقق الاستفادة المشتركة للبلدين في هذا الشأن".
وتطرق مدبولي، خلال حديثه، إلى الاستجابة السريعة من قبل نظيره الأردني فيما يخص العمالة المصرية المقيمة في الاردن، والتي تلقى رعاية فائقة، موجها الشكر للحكومة الاردنية، ولجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، على رعايتهم الكريمة لاشقائهم من الجالية المصرية في الاردن، مشيرا إلى رعاية الحكومة المصرية أيضا لأبناء الجالية الأردنية في مصر، وما يحظون به من اهتمام من جانب الحكومة.
استكمال أعمال الخط العربي وتجهيزاته
ومن جانبه، أكد الفريق كامل الوزير، وزير النقل المصري، ووزير الأشغال العامة والإسكان والنقل الأردني المهندس ماهر أبو السمن، ضرورة استكمال أعمال الخط العربي وتجهيزاته، وحل مشكلات تشغيل شركة الجسر العربي وتذليل العقبات أمام تطوير أعمالها وتحديث أسطولها، بالتعاون والتنسيق التام مع مفوضية سلطة إقليم العقبة وشركة تطوير العقبة.
وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، مساء الاثنين، جاء ذلك خلال استقبال أبو السمن في مكتبه، الفريق كامل الوزير، حيث استعرض الوزيران سبل دفع العلاقات بين البلدين في مجال النقل، وفتح آفاق التعاون في هذا المجال.
واستعرض الوزيران، سير العمل المشترك؛ على ضوء التطور الكبير في علاقات البلدين الشقيقين، والاتفاقات الثنائية ومذكرات التعاون الموقعة بين الجانبين، أو تلك المبرمة تحت مظلة جامعة الدول العربية ومجلس وزراء النقل العرب.
وثمن المهندس أبو السمن خلال اللقاء، الجهود المصرية في تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه قطاع النقل بين البلدان العربية، مؤكدا حرص الأردن على ديمومة العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين، انعكاسا لحرص الملك عبدالله الثاني وشقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، على فتح آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وقال إن قطاع النقل يؤثر بقوة في دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية، وبالتالي ل بد من تقديم أفضل خدمات النقل للمواطنين والقطاعات الاقتصادية في البلدين الشقيقين.
12 وثيقة فى مجالات تعزيز التعاون الثنائي
و خلال اختتام اعمال الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، التي عُقدت اليوم بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عَمان.
وشهدت مراسم الاجتماع، توقيع مذكرة تفاهم في مجال رسم السياسات الاقتصادية والتنموية وتبادل الخبرات التخطيطية، بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجمهورية مصر العربية، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقام بالتوقيع من الجانب المصري، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والسيدة زينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للرقابة المالية بجمهورية مصر العربية، وهيئة الأوراق المالية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ووقع عليها من الجانب المصري، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومن الجانب الأردني، السيدة زينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي.
العلاقات التاريخية بين مصر والاردن
ويأتي هذا في إطار سبل التعاون البلدين حيث تشهد العلاقات التاريخية بين البلدين .
وترتبط مصر بـ الاردن بعلاقات تاريخية ودينية وثقافية قوية وتعود العلاقات بين مصر والاردن إلى ما قبل القرن السابع الميلادي، عندما كانت الدولتان جزءًا من الإمبراطورية الرومانية
و بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، أصبحت مصر والاردن جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية، في القرن السابع الميلادي، اعتنق العرب الإسلام، وأصبحت مصر والاردن جزءًا من الخلافة الإسلامية.
في القرن التاسع عشر، أصبحت مصر والاردن جزءًا من الإمبراطورية العثمانية ففي عام 1918، تحررت مصر والاردن من الحكم العثماني. في عام 1922، أصبحت مصر دولة مستقلة، وفي عام 1946، أصبحت الأردن دولة مستقلة.
بعد الاستقلال، حافظت مصر والاردن على علاقات ودية قوية. شاركت الدولتان في العديد من التحالفات العسكرية، وتعاونتا في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية وفي عام 1958، شكلت مصر والاردن اتحادًا باسم الجمهورية العربية المتحدة، ولكن هذا الاتحاد لم يدم طويلًا.
وبعد انهيار الاتحاد العربي، حافظت مصر والاردن على علاقات ودية قوية وشاركت الدولتان في العديد من العمليات العسكرية المشتركة، وتعاونتا في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية.
و في عام 1994، وقعت مصر والاردن اتفاقية سلام، والتي أنهت حالة العداء التي كانت قائمة بينهما منذ عام 1948.
العلاقات المستقبلية بين مصر والاردن
تتمتع مصر والاردن بعلاقات تاريخية ودينية وثقافية قوية. تتعاون الدولتان في العديد من المجالات المختلفة، وتسعى إلى تعزيز هذه العلاقات في المستقبل.
تواجه مصر والاردن العديد من التحديات المشتركة، مثل الإرهاب وتغير المناخ والهجرة غير الشرعية. تسعى الدولتان إلى التعاون في مواجهة هذه التحديات، وبناء مستقبل أفضل للشعبين المصري والأردني.