بعد حفل افتتاح السيدة زينب.. من هو سلطان طائفة البهرة وجماعته الدينية؟
منح الرئيس المصري عد الفتاح السيسي سلطان طائفة البهرة وشاح النيل تقديراً لجهوده في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية، ليعرب الأخير في خلال كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح المسجد عن سعادته بما تمثله هذه المبادرة الكريمة من تعزيز الروابط ومتانة العلاقات المميزة التي تجمع بلاده بمصر على مدار أعوام.
بينما وجه سلطان طائفة البهرة سيف الدين شكره وتقديره لجهود مصر في ما يتعلق بعمارة بيوت الله، مؤكداً التسامح الديني والتعايش السلمي وانفتاح هذا البلد العربي على الأديان والطوائف والمذاهب والأعراق كافة.
من البهرة؟
تكرار الظهور لسلطان طائفة البهرة في أكثر من مناسبة مماثلة أثار التساؤلات لدى بعض عموم الناس عن البهرة، وماذا يمثلون؟ وما الأسباب التي تدفعهم للمشاركة بموازنات ضخمة في تطوير مساجد تاريخية مصرية؟ وما الذي يربطهم بها من الأساس؟
عن تاريخ البهرة وسلطان طائفة البهرة وبداية ظهورهم تاريخياً، يقول الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية محمد يسري "بعد وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 487 هـ نشب الخلاف بين أبنائه ليتمكن الابن الأصغر الذي كان يعرف بالمستعلي بالله من الوصول للحكم لتنقسم الشيعة الإسماعيلية إلى طائفتين، هما المستعلية مؤيدي المستعلي بالله الذين استوطنوا مصر واليمن والحجاز والنزارية مؤيدي أخيه نزار الذين تركزوا في العراق وإيران".
ويضيف "بعد وفاة الآمر بأحكام الله بن أحمد المستعلي بالله نشب الانقسام والخلاف مرة أخرى، فبايع بعضهم الحافظ لدين الله ابن عم الخليفة ليطلق عليهم الحافظية ويبايع بعضهم بن الآمر الذي كان يعرف بالطيب أبا القاسم، وكان طفلاً في ذلك الوقت ليطلقوا على أنفسهم الطيبية، ولينتقلوا به إلى اليمن عند الملكة أروى الصليحية التي أخفته ونصبت نفسها نائبة عنه في تولي شؤون الدعوة الإسماعيلية، واختارت الذؤيب بن موسى الوادعي ليصبح أول الدعاة المطلقين للإمام المستور، ولكن بوفاتها انتهت الدولة الصليحية ومن بعدها ابتعد الطيبيون عن السياسة واهتموا بالتجارة".
يشير يسري إلى أنه في اعتقاد البهرة أن الإمام الطيب تزوج وأنجب وانتقلت الإمامة لأبنائه وسلالته في الخفاء ليتولى الدعاة المطلقون مسؤولية الاهتمام بالدعوة الطيبية ونشرها، وساعدهم عملهم في التجارة في ذلك بشكل دقيق، وحالياً ليس هناك إحصاء دقيق لإعداد البهرة في العالم، ولكن يمكن أن يصل عددهم طبقاً للتقديرات إلى مليوني نسمة.
وتتركز الغالبية منهم وسلطان طائفة البهرة في شبه القارة الهندية، وتحديداً في مدينة مومباي، بينما ينتشر الباقي في اليمن ومصر ودول شرق أفريقيا، والسلطان الحالي للبهرة هو مفضل سيف الدين، وتولى منصبه عقب وفاة أبيه محمد برهان الدين عام 2014، فيما يشغل طاهر فخر الدين بن السلطان مفضل منصب ولاية عهد الدعوة، وفقاً للباحث المصري.
اهتمام بتراث الفاطميين
على رغم قلة عددهم كطائفة إلا أن لهم نشاط ملحوظ في كثير من المجالات على المستوى العالمي يأتي من أبرزها الأعمال الخيرية والاهتمام بالتراث، إذ يذكر يسري أن "البهرة هي كلمة هندية قديمة معناها التاجر وبالفعل عمل كثير منهم في التجارة، بخاصة خط التجارة الذي كان ممتداً من اليمن إلى الهند، مما أسهم في انتشارهم في الهند واعتناق كثير من الهنود لمذهبهم".
وتابع "على مدار السنوات اشتهر البهرة بالاهتمام بالمشاريع الخيرية ومن بينها مشاريع متعلقة بتقديم الطعام للفقراء ومشاريع تكافلية للمحتاجين حتى إن الهند منحت جائزة السلام العالمية عام 2015 لسلطان البهرة مفضل سيف الدين".
ويضيف "يحرص البهرة في العالم بما فيهم المقيمون في مصر على الاهتمام بالجانب التراثي فيرتدون أزياء تقليدية تميزهم دائماً ويعنون بذلك بشكل كبير، وفي مصر اهتم البهرة بتاريخ وآثار الفاطميين ورصدوا مبالغ طائلة لترميم وتجديد المساجد التي تعود لهذه الحقبة باعتبارهم يرونها كإرث لأجدادهم الفاطميين أثناء فترة حكمهم لمصر عليهم العناية به، وفي الفترة الأخيرة شاركوا بالفعل في عمليات ترميم متعددة لمساجد تاريخية مثل مساجد الحسين والحاكم بأمر الله والسيدة نفيسة".