مرحلة الغليان بدأت.. ماذا يعني رفع الراية البنفسجية في العراق؟
تسائل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وعبر مؤشر البحث العالمي جوجل، عن معنى رفع الرايات البنفسجية في العراق، وعلاقة ذلك بدرجات الحرارة وحالة الطقس التي تمر بها البلاد خلال الأيام الحالية.
مراسل قناة السومرية العراقية، قال إن "الشركات النفطية الاستثمارية في محافظة البصرة رفعت الراية البنفسجية، بعد تجاوز درجات الحرارة الـ52 مئوية".
وتشير تلك الراية إلى الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، وهي الأشد خطراً على الإنسان، إذ تؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس، وتعمل على قتل الخلايا الحية في الجسم.
وتعمد الكثير من الشركات إلى رفع إشارة التحذير المذكورة لتنبيه العاملين فيها لاتخاذ أعلى درجات الحيطة.
ما يحدث في العراق "إنذار" للعالم أجمع
ومن ناحية أخرى، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع، وذلك في ختام زيارته إلى هذا البلد الذي يعدّ من الأكثر عرضة لبعض آثار التغير المناخي.
وخلال جولته في العراق حيث فاقت درجات الحرارة الخمسين، ووسط جفاف شديد، زار تورك جنوب البلاد حيث "الحقول جرداء وقابعة تحت وطأة الجفاف"، كما قال.
أشدّ موجة حرارة منذ 40 عاماً
كما أكد في ختام زيارة دامت أربعة أيام، أن "ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وفقدان التنوع البيئي، (أمور) باتت واقعاً، معتبرا أنه بمثابة إنذار إلى العراق والعالم أجمع".
وللعام الرابع على التوالي، يواجه العراق، البلد الخامس الأكثر تأثّراً بالتغير المناخي في العالم بحسب الأمم المتحدة، موجة جفاف قاسية.
وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في يوليو الماضي، من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب العراق تشهد "أشدّ موجة حرارة منذ 40 عاماً"، متحدثةً كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه.
تحذير من الأرصاد بشأن طقس الأيام المقبلة
فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية العراقية، الأحد، عن حالة الطقس للأيام الأربعة المقبلة، فيما توقعت أن تتخطى الحرارة في 13 محافظة نصف درجة الغليان.
وذكر بيان للهيئة، نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع»، أن «طقس البلاد ليوم الاثنين، سيكون صحواً مع بعض القطع من الغيوم في المنطقتين الوسطى والجنوبية، فيما سيكون الطقس في المنطقة الجنوبية صحواً، ودرجات الحرارة ستكون مقاربة لليوم في عموم البلاد».
وأشار إلى أن «درجات الحرارة العظمى سجلت في بغداد وديالى والأنبار والبصرة وواسط وكركوك 50، وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف وميسان الناصرية والمثنى 51».
وأضاف البيان، أن «طقس يوم الثلاثاء سيكون صحواً في عموم البلاد، ولا تغير في درجات الحرارة في جميع مناطق البلاد»، لافتاً الى أن «طقس يوم الأربعاء سيكون صحواً في عموم البلاد، ولا تغير في درجات الحرارة في جميع أقسام البلاد».
ولفت إلى أن «طقس البلاد ليوم الخميس المقبل، سيكون صحواً وأحياناً غائم جزئي في المنطقتين الوسطى والشمالية، فيما سيكون الطقس في المنطقة الجنوبية صحوا مع بعض الغيوم، أما درجات الحرارة فستكون مقاربة لليوم السابق في جميع أقسام البلاد».
مربو الأسماك يُعانون بسبب جفاف الأنهار
ولا تتوقف مشاكل جفاف الأنهار في "العراق" على المحاصيل الزراعية وتوفير مياه الشرب وإنما تتجاوز ذلك لتشمل قطاع صيد الأسماك وتوليد الكهرباء.
ويُعاني صيادو الأسماك وأصحاب مزارع الأسماك في العراق في ظل حالة الجفاف التي تشهدها البلاد والتي تسببت في تبخر مياه الأنهار التي إما جفت تماما أو تراجعت مستوياتها بشكل كبير.
ويعد مربي الأسماك قاسم كرم أحد هؤلاء الذين يواجهون خطر ضياع مصادر رزقهم.
وأثناء سيره على أرض ترابية في قيظ الظهيرة بمحافظة البصرة في جنوب العراق، أشار كرم إلى أحواض الأسماك الجافة التي كان يزودها نهر شط العرب بالمياه.
وقال كرم وهو يشير إلى بقع بيضاء على التربة “ماكو أي ثمرة وأي نتيجة بهذا العمل لأن تشوفوها كده صارت أملاح بسبب شحة المياه وتلوثها”. وأضاف أن أحواض الأسماك “أخذت منّنا وقت وفلوس وجهد وكنا مسويين جدوى اقتصادية كلها خربت”.
وقال خبراء ومسؤولون إن بناء السدود في تركيا وإيران أضر بتدفقات المياه في نهري دجلة والفرات اللذين يلتقيان في شط العرب، بالإضافة إلى مياه الصرف وندرة سقوط الأمطار بسبب تغير المناخ، مما أدى إلى انخفاض حاد في استزراع الأسماك.