مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السودان يشتعل.. الدعم السريع يستحوذ على سلاح المدرعات والجيش يرد

نشر
الأمصار

تستمر الأوضاع المشتعلة في الأراضي السودانية، وتتواصل المعارك في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة الشجرة العسكرية، جنوبي الخرطوم، منذ يوم الأحد وحتى اليوم الثلاثاء. 

وأفادت مصادر محلية في السودان، مساء الاثنين، بأن قوات الدعم السريع سيطرت على أجزاء كبيرة من مقر سلاح المدرعات، وسط معارك عنيفة مع الجيش السوداني.

وأضافت المصادر في السودان أن قوات الدعم السريع حصلت على كمية كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري والمدرعات، في معارك تهدف إلى السيطرة على معسكر سلاح المدرعات.

وأسفرت المعارك المستمرة منذ صباح الأحد عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسط أنباء عن عدد كبير من الضحايا المدنيين بسبب القصف الجوي والأرضي العشوائي العنيف، الذي طال مناطق سكنية قريبة من مقر سلاح المدرعات.

وبينما قال الجيش، الأحد، إنه صد هجوما لقوات الدعم السريع، نشرت الأخيرة مقاطع فيديو تشير فيها إلى إحراز تقدم كبير للسيطرة على المعسكر، الذي يعتبر أحد 3 مقار رئيسية لاتزال تحت سيطرة الجيش.

وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على 7 مقار استراتيجية في العاصمة، منذ اندلاع القتال في السودان منتصف أبريل الماضي.

معلومات عن سلاح المدرعات

ويقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش، ويمتد على مساحة 20 كيلومترا مربعا، ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و75 دبابة صالحة للقتال، وبه أيضا مهبط للطائرات.

وتكمن أهمية سلاح المدرعات في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية ومقر القيادة العامة للجيش، خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم في يد قوات الدعم السريع.

ومع استمرار الأوضاع المشتعلة، لا تزال الخطابات الدولية في  تحرك مستمر بهدف وقف العمليات العسكرية هناك وتهدئة الأجواء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

الدعم الدولي

ومن جانبه، أكد الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس البعثة "فولكر بيرتس"، على ضرورة وقف الأعمال العسكرية وعمليات التعبئة فورا لرفع المعاناة عن السكان المتأثرين، ودعا الأطراف المتحاربة إلى العودة للحوار لتسوية خلافاتها.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أعربت بعثة الأمم المتحدة في السودان عن قلقها إزاء تزايد مستوى العنف مؤخرا في ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان ،اللتين كانتا قد تفادتا المواجهات العسكرية واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان خلال الأشهر الماضية .

وأشارت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في بيان لها إلى تقارير تفيد بأنّ أجزاء من كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، تعرّضت للقصف من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان مؤخراً ، وتبع ذلك قصف عنيف واشتباكات مسلّحة بين الحركة والقوات المسلحة السودانية، ما أدى إلى نزوح السكان المحليين وإصابات في أوساط المدنيين .

ومن جانبها، قالت "يونيتامس" إن مدينة الفولة تعيش حالة اضطراب بسبب تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذكرت أن المكاتب الحكومية والمصارف وكذلك مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تعرّضت للنهب، إلا أن القتال توقف وعاد الهدوء للمدينة بفضل جهود القيادات القبلية المحلية.

كما طالبت البعثة جميع الأطراف العسكرية الامتناع عن الأفعال التي يمكن أن تفاقم النزاع وضمان حماية السكان المدنيين والبنى التحتية، كما أكدت على الحاجة إلى تشجيع ودعم المبادرات السلمية من قبل القيادات المحلية، على غرار ما حصل في الفولة.

مئات الأطفال ماتوا جوعًا في السودان منذ بدء النزاع

وكشفت منظمة "أنقذوا الأطفال"- منظمة إنسانية- غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، أنّ ما لا يقلّ عن 498 طفلاً وربّما مئات آخرين، ماتوا جوعاً في السودان، خلال أربعة أشهر من الحرب.

وبدوره، حذر عارف نور، مدير المنظمة في السودان، في بيان من أنّه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع، "يموت الأطفال من الجوع، في حين كان من الممكن تجنّب ذلك تماماً".

وأوضح نور أنّ ما لا يقلّ عن 498 طفلاً في السودان وربما مئات آخرين "ماتوا جوعاً"، منذ بدء الحرب في 15 أبريل، مضيفاً: "لم نتخيّل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعاً، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان".

وتزداد المخاوف من استياء الوضع أكثر من ذلك، بعد أن اضطُرّت المنظمة غير القادرة على استئناف نشاطها، وسط المعارك، إلى التوقف عن علاج "31.000 طفل يعانون من سوء التغذية".

يشهد السودان منذ عام 2019 أزمة سياسية واقتصادية عميقة، أدت إلى احتجاجات واسعة النطاق والتدخل العسكري.

في عام 2019، أطاح الجيش بعمر البشير، الذي حكم السودان لمدة 30 عامًا، بعد احتجاجات واسعة النطاق. وشكل الجيش وقوى الحرية والتغيير، وهي ائتلاف من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، حكومة انتقالية.

لكن الخلافات بين الجيش وقوى الحرية والتغيير حول طبيعة الحكم الانتقالي أدت إلى أزمة سياسية عميقة. وفي أكتوبر 2021، أطاح الجيش بالحكومة الانتقالية وفرض حالة الطوارئ.

وتعاني السودان من أزمة اقتصادية منذ سنوات عديدة، بسبب الحرب الأهلية وعقوبات الأمم المتحدة. وتفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، الذي أدى إلى انسحاب المساعدات الدولية.

ويواجه السودان مستقبلًا صعبًا، بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية والتدخل العسكري. لكن الشعب السوداني يأمل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تواجه بلاده.