مُستقبل مجموعة فاجنر الروسية ودورها في أوكرانيا بعد مقتل بريجوجين (تفاصيل)
لا تزال تفاصيل وفاة زعيم مجموعة فاجنر الروسية في حادث تحطم طائرة شمال موسكو يكتنفها الغموض ، لكن لا شك في أن النهاية المأساوية لمجموعة "يفجيني بريجوجين" تُلقي بظلالها على مستقبل علاقات المجموعة مع الكرملين.
وأثار حادث تحطم طائرة ركاب في روسيا بريجوجين، زعيم مجموعة فاجنر ، تساؤلات حول مستقبل المجموعة في الفترة القادمة ، بالنظر إلى الأحداث المتتالية التي مرت بها مُؤخرًا ، سواء كانت أزمة التمرد ضد السلطات الروسية في يونيو الماضي أو تحطم طائرة أمس.
وكان الجدل مستمرا بشأن مستقبل المجموعة منذ أزمة التمرد الذي انتهى باتفاق بعد وساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ونص على مغادرة بريجوجين، قبل أن يلتقيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاحقاً.
ماذا حدث؟
نقلت وكالات ريا نوفوستي وتاس وإنترفاكس عن وكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا" أنّ اسم يفغيني بريجوجين ورد على قائمة الطائرة التي تحطّمت وقضى كل من كان على متنها وعددهم عشرة أشخاص.
الطائرة التي كانت في رحلتها بين موسكو وسان بطرسيورغ، تقل 3 طيارين و7 ركاب.
أكدت وسائل إعلام روسية رسمية، منها قناة "روسيا 24" وموقع "ريدوفكا" العسكري، مقتل زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين، والقائد البارز فيها ديميتري أوتكين، في حادث تحطم الطارئة.
تداعيات واسعة
ويرى مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أن حادث الطائرة وحال التحقق من مصرع بريغوجين، سيكون له تداعيات واسعة على مستقبل مجموعة فاغنر خلال الفترة المقبلة، خاصة ما يتعلق بعملها في أوكرانيا وأفريقيا، وعلى مستوى قيادتها كذلك.
وحدد "وايتز" تلك التداعيات بالقول:
إذا استمرت المجموعة، فسوف تصبح تحت سيطرة الحكومة الروسية، الأمر الذي سيجعلها أقل فعالية، وزارة الدفاع الروسية قد تستوعب فاغنر بالكامل أو تنشئ قوة بديلة تحل محلها، روسيا سوف تكافئ الولاء على الفعالية في قيادة المجموعة.
استمرار فاجنر بقيادة جديدة
أما محرر الشؤون الأمنية والدفاعية في Evening Standard، روبرت فوكس، قال إن المجموعات العسكرية تتوسع في روسيا إذ بات هناك الكثير من الشركات الخاصة على غرار فاجنر.
وبشأن تأثير حادث تحطم طائرة بريغوجين، قال "فوكس" إنه "لا يعتقد أن فاغنر ستختفي بشكل كامل، إذ أقامت لنفسها مصالح واسعة في أفريقيا جذبت من خلالها الكثير من الأموال والذهب".
وأضاف: "لن تختفي تماما، ولكن بسبب وضع قائدها في الدائرة المحيطة بالنظام فلا يمكن استبدالهما بسرعة، كما أن ما قامت به في باخموت كان مثيرا للاهتمام، فالدور الدور الذي لعبه بريغوجين، كمحرر لباخموت مثل دعاية واسعة بالنسبة له وللشركة".
واتفق مع ذلك اعتبر الأكاديمي والباحث السياسي قبائلي الحسين، المقيم في موسكو، الذي قال، إن الحادث له يكون له تأثير كبير على استمرار فاجنر.
وأضاف: "نعرف حينما تفقد مجموعة عسكرية قيادتها، تظل المؤسسة متماسكة لأنها لا تقوم على شخص واحد، إذ يمكن تعويضه".
ومع ذلك يرى "الحسين" أن مصرع بريغوجين حال التأكد منه "يمثل خسارة فادحة لفاغنر، بيد أن المجموعة ستواصل كما هي".
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عدم امتلاكها أي معطيات تدعم فرضية أنّ الطائرة التي كان مؤسس مجموعة "فاجنر" الروسية يفجيني بريجوجين على متنها، وتحطّمت الأربعاء، قد أُسقطت بصاروخ أرض-جو، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس"، مساء اليوم الخميس.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر إنّ الجيش الأمريكي لا يمتلك "معلومات تشير إلى ارتباط صاروخ أرض-جو" بالحادث، مشيرًا إلى أنّ التكهّنات بتحطّم الطائرة لهذا السبب "غير دقيقة".
تحطم الطائرة الخاصة في مقاطعة تفير الروسية
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس إنه "لم يتفاجأ" بتحطم الطائرة الخاصة في مقاطعة تفير الروسية، والتي كان مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، ضمن قائمة ركابها.
وأوضح البيت الأبيض أن "بايدن يقضي حاليا إجازة في بحيرة تاهو بولاية نيفادا". مؤكدا أنه "لا يملك بيانات دقيقة عن تحطم الطائرة في مقاطعة تفير الروسية، التي كان يفغيني بريغوجين ضمن قائمة ركابها، لكنه لم يتفاجأ بما حدث".
بدورها، فتحت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي تحقيقا بالحادث، ولجنة التحقيقات الروسية تحقيقا جنائيا في حادث تحطم الطائرة.
كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، عن تعازيه لأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة في مقاطعة تفير الروسية.
وقال بوتين: "بريغوجين كان رجلا ذا مصير صعب ولكنه كان موهوبا، وساهمت فاغنر بشكل فعّال في مكافحة النازية بأوكرانيا ولن ننسى هذا أبدا".