الصين تطلب مساعدة مواطنيها في مكافحة التجسس الأمريكي
قام الزعيم الصيني شي جين بينغ بتوسيع حملة لتقوية البلاد ضد الجهود الأجنبية لسرقة أسرارها، حيث حذر مسؤولو استخباراته المواطنين في الخارج من الإغراء من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
اتهمت وزارة أمن الدولة – وكالة الاستخبارات المدنية الرئيسية في الصين مؤخرًا مواطنين صينيين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، قائلة إن كلاهما تم تجنيدهما من قبل وكالة المخابرات المركزية أثناء إقامتهما في الخارج.
ووفقا لما نشرته وويل ستريت جورنال، نشرت هذه القضايا بعد وقت قصير من تصريح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، بأن الوكالة أحرزت تقدما في إعادة بناء شبكة التجسس الخاصة بها في الصين، وهو التأكيد الذي لفت انتباها واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
تعد هذه الإفصاحات جزءًا من أول غزوة علنية لوزارة أمن الدولة الصينية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طلبت مساعدة الجمهور في مكافحة التجسس والتهديدات الأخرى للأمن القومي.
وفي منشورها الأول على تطبيق "وي شات" في الأول من أغسطس، تحت عنوان "مكافحة التجسس تتطلب تعبئة مجتمع بأكمله"، حثت الصحيفة الصينيين العاديين على المساعدة في بناء "خط دفاع شعبي عن الأمن القومي".
وجاء هجوم الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي وسط تصاعد التوترات وانعدام الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تصور كل قوة الأخرى على أنها تهديد استراتيجي.
وتبادل الجانبان أيضًا مزاعم التجسس، حيث اتهمت واشنطن بكين بإدارة هجمات إلكترونية وجهود تجسس ضد أهداف أمريكية، والعكس صحيح.
على سبيل المثال، اعتبر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي الصين مصدرًا رئيسيًا لتهديدات التجسس ضد الولايات المتحدة، قائلًا في العام الماضي إن وكالته أجرت حوالي 2000 تحقيق مستمر من المحتمل أن تشمل بكين.
الحملة الدعائية لمكافحة التجسس في الصين
عكست الحملة الدعائية المكافحة اللتجسس في الصين المكانة الرفيعة التي اكتسبها الأمن القومي في عهد شي جين بينج، الذي جعله أولوية حتى على حساب النمو الاقتصادي.
وبدت السلطات الصينية قلقة بشكل خاص بشأن منع تدفق المعلومات التي ترى أنها قد تهدد الأمن، حتى مع قول الشركات الأجنبية إن غموض بكين لا يشجعها على زيادة الاستثمار في البلاد.
في العودة إلى الحرب الباردة، في الوقت الذي كانت فيه الحكومات تحذر مواطنيها بشكل روتيني من البحث عن الجواسيس، وعدت وزارة أمن الدولة الصينية بتسهيل الأمر على أفراد الجمهور للإبلاغ عن السلوك المشبوه وتثقيف الجماهير حول الأمن.
أعربت بكين عن قلقها الأكبر بشأن التجسس من قبل الولايات المتحدة.
وفي أوائل عام 2010، سمح اختراق المخابرات الأمريكية للصين بتفكيك شبكة تجسس أمريكية رئيسية في البلاد، حيث سجنت السلطات حوالي 20 مخبرًا لوكالة المخابرات المركزية وأعدمت عددًا غير معروف منهم، وفقًا لـ مسؤولين أمريكيين سابقين على دراية بالحادثة.
وقال بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، أمام منتدى أمني في يوليو، إن وكالته "أحرزت تقدماً" في إعادة بناء عملياتها الاستخباراتية في الصين. وحصدت الوسوم المتعلقة بتصريحات بيرنز ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث انتقد العديد من المستخدمين ما اعتبروه نفاقًا أمريكيًا في التجسس على الصين بينما تضخم تهديدات التجسس الصينية.
وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في وقت لاحق إن تعليق بيرنز في يوليو كان "مثيراً للقلق إلى حد ما" وأن الصين "ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي".