انقلاب الجابون العسكري.. هل يمثل منقذ لنظيره في النيجر؟
يتوقع أن يؤثر انقلاب الجابون العسكري على الأحداث في النيجر مع وصول أزمة انقلاب النيجر لطريق مسدود، بإصرار كل طرف محلي ودولي فيها على موقفه، قفز انقلاب الغابون، الأربعاء، ليعيد تحريك المياه الراكدة، ويساهم، بطريق غير مباشر، في رسم مستقبل النيجر.
ويتوقع باحثان سياسيان، أن يصب انقلاب الجابون العسكري في مصلحة قادة انقلاب النيجر الذي يرفضون التراجع وإعادة الرئيس محمد بازوم للحكم، أمام إصرار أطراف منها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" على عودته سلما، أو بتدخلها عسكريا لإنهاء الانقلاب.
وحتى ظهر الأربعاء، لم يصدر رد من "إيكواس" تجاه انقلاب الجابون العسكري، إلا أنه متوقع أن يشتت أجندتها بشأن انقلاب النيجر.
و"إيكواس" التي تشكلت عام 1975، وتشمل 15 دولة بغرب إفريقيا لتعزيز التعاون بينها، صادقت في عام 2004 على إنشاء قوة عسكرية لها صلاحية التدخل السريع حال وقوع اضطرابات داخل أعضائها.
وتدخلت عدة مرات لإنهاء حروب أهلية في ليبيريا وكوت دي فوار، أو الوقوف ضد تمرد عسكري في غينيا بيساو، وتهدد النيجر منذ وقوع انقلاب 26 يوليو بالتدخل العسكري أيضا للحد من تكرار الانقلابات العسكرية.
تخفيف الضغط
من الفوائد انقلاب الجابون العسكري على النيجر، وفق المحلل السياسي السنغالي عبد الأحد عبد الرشيد:
قادة النيجر سيستفيدون مما جرى في انقلاب الجابون العسكري؛ لأن سلسلة الانقلابات العسكرية أصبحت أمرا واقعا؛ وبالتالي يجب التعامل مع قادة هذه الانقلابات.
الدول المجاورة (خاصة التي تؤيد التدخل العسكري لإنهاء الانقلاب في النيجر) ستأخذ حذرها بشكل أكبر، وتعطي الأولوية للاهتمام بمشاكلها الداخلية؛ خوفا من اللحاق بركب طوفان الانقلابات.
"إيكواس" قد تعيد النظر في العقوبات يعد التي فرضتها على النيجر، كمان أن تهديدها بالتدخل العسكري ضد قادة الانقلاب وإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة أصبحت موضع شكر كبير، وعلى ما يبدو الطريق معبد أكثر للمفاوضات.
في نفس الوقت، يرى عبد الرشيد أن انقلاب الغابون "لم يكن مفاجئا" لمن يتابع الأوضاع هناك، خاصة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويضيف موضحا، أن الحديث يدور في انقلاب الجابون العسكري حول التذمر من الفساد وسوء إدارة الثروات الطبيعية، وسط التشكيك في نزاهة الانتخابات، واستغل الجيش الفرصة وانقلب "في الوقت المناسب" بعد أن تعلم درسا من الانتخابات السابقة التي خرجت فيها مظاهرات معارضة لفوز الرئيس علي بونغو، سقط خلالها مواطنون قتلى، والجيش "أراد تجنب تكرار هذا".
انقلاب الجابون العسكري سيعزز موقف قكا انوادة انقلاب النيجر الذين يخططون لمفاوضات حول مرحلة حكم انتقالية وخريطة طريق.
إيكواس ستكون أكثر عقلانية في التعامل مع بعض بعض قضايا القارة، ومنها قضية النيجر بالطبع.
ويتوقع علاني ازدحام القارة في الفترة القادمة بأحداث قلقة واحتجاجات كبيرة داخل البلاد التي يعيش سكانها في فقر رغم ثرواتها الهائلة، ويشكون ضياع حقوقهم.
وأعلنت مجموعة من الضباط، يتوسطهم قائد الحرس الجمهوري، العقيد بريس كلوتير أوليغي أنغيم، على شاشة قناة "غابون 24" إلغاء نتيجة الانتخابات التي انتهت بفوز علي بونغو بفترة رئاسة ثالثة، وحل الدستور ومؤسسات الدولة، رابطين ذلك باتهام الانتخابات بعدم النزاهة.
وإن اكتمل هذا الانقلاب، فإنه سيكون الانقلاب الأول الذي ينجح في تولي السلطة منذ استقلال الغابون عن فرنسا عام 1960، منهيا 55 عاما من حكم عائلة بونغو، التي تتابع فيها الوالد والابن على الحكم منذ عام 1967.