أفغانستان.. بين أحلام عودة طالبان للحكم ومقر الخلافة الداعشية
بعد فشل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في إقامة دولة الخلافة في سوريا والعراق، قرر البحث عن مقر جديد حتى يستطيع أن يحقق عليه حلم الخلافة فلم يجد أنسب من أفغانستان التي تنسحب منها القوات الأمريكية ولكن طالبان تسيطر على ٨٥% من الأراضي الأفغانية فإلى أين ستصل أفغانستان في ظل الصراعات الإرهابية على أراضيها ؟
بداية داعش فى أفغانستان
والجدير بالذكر أن ظهور ” داعش” في أفغانستان يعود لعام ٢٠١٥ بعد عام واحد من ظهوره في سوريا والعراق ولكنه تعرض لنكسات على يد الحكومة الأفغانية التي افقدته الكثير من قياداته وهذا ما شجع الحكومة من إعلان هزيمته ٢٠١٩، وأن عاد بهجمات أخرى في ٢٠٢٠.
الأغلبية السنية.. محط أنظار داعش
وتهدف “داعش” لإقامة دولة الخلافة وفق ما يدعون، في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.
وبعد مشاركته في الحرب الأهلية السورية، توسع هدفه ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا وقد أعلنت الخلافة يوم 29 يونيو من عام 2014، وأصبح أبو بكر البغدادي، الخليفة الجديد للجماعة و تم تغيير اسمها إلى “الدولة الإسلامية”.
الفكر الأيدولوجى الداعشي
حارب التنظيم كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ويصفهم بالرِّدة والشِّرك والنفاق ويستحل دماءهم، ففي عام 2015 فقط، قام التنظيم بتبنِّي 5 عمليَّات تفجير انتحارية لمساجد يحضرها الشيعة أثناء أداء صلاة الجمعة في كلٍّ من مدينة الكويت والقطيف والدمَّام، كما قام بعملية تفجير انتحارية في نقطة تفتيش في السعودية مُستهدفًا الشرطة السعودية، بالإضافة لقتل عشرات السائحين في أحد المنتجعات التونسية، وعشرات الهجمات في أوروبا والولايات المتحدة إضافة لتفجير أحد أسواق محافظة ديالى العراقية، وقد نتج عن هذه العمليات مقتل ما يزيد عن 190 مدنيٍّ.
كما قامت حركة ولاية عدن أبين المتفرعة من القاعدة وأنصار الشريعة والموالية لداعش بتفجير 6 مساجد في اليمن أثناء أداء صلاة الجمعة في شهري أبريل ومارس نتج عنها مقتل ما يزيد عن 170 مصلٍّ.
طالبان
نشأت الحركة الإسلامية الدينية المعروفة باسم “طالبان “في ولاية قندهار الواقعة جنوب شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، على يد الملا محمد عمر، وهو أبو طالبان حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.
بعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية المدعومة من قبل الاتحاد السوفييتي في عام 1992م، تردت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانية المتناحرة.
وفي يوم ٢٦ سبتمبر ١٩٩٦ ترك الرئيس الأفغانى “برهان الدين رباني”، العاصمة كابول لتقع فى يد طالبان .
اعترفت باكستان بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان وتلتها المملكة العربية السعودية في اليوم التالي وآخر المعترفين في حركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان كان الإمارات العربية المتحدة.
وكانت طالبان تتحكم بالسواد الأعظم من أفغانستان باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات “التحالف الشمالي” سيطرتها عليه.
لم يعترف باقي العالم بحركة طالبان كممثل شرعي في أفغانستان إلا الدول الثلاث آنفة الذكر ومن ضمن الذين لا يعترفون بحركة طالبان كممثل شرعي هو منظمة الأمم المتحدة التي كانت لا تزال تعد “رباني” رئيسا لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور.
وفى 22 سبتمبر 2001، سحبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات اعترافهما بحكومة طالبان مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.
وفي أكتوبر من العام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم استبعاد حركة طالبان من دفة الحكم.
أهداف حركة طالبان
إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإسلامية.
تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب (القرآن) والسنة.
أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.
كما ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله.
ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.
نهج طالبان
وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولي منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتى ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها “تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس
كلا الجماعتين تختلفان اختلافًا كبيرًا – سواء من الناحية الإيديولوجية أو كذلك فيما يتعلق بأهدافهما السياسية. ففي حين يتم تصنيف تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن الطيف السلفي الوهابي، فإنَّ أعضاء حركة طالبان ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم من أتباع المذهب الحنفي الإسلامي.
وكذلك يختلف لديهما التعامل مع الأقليَّات والعادات والتقاليد.
ففي حين أنَّ تنظيم “الدولة الإسلامية” يقتل الشيعة ويضطهد المسيحيين ويفجِّر الأضرحة والمساجد، فإنَّ مثل هذه الأعمال لم يتسنَّ تسجيلها بتاتًا لحركة طالبان.