بوتين: الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أن روسيا تنطلق من حقيقة أن مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون أنفسهم دون أي ضغوط أو إملاءات خارجية.
وقال بوتين، في ختام محادثاته مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: "من المهم أن نتشارك في المواقف الأساسية لحل الأزمة السورية، مثل احترام سيادة هذا البلد واستقلاله وسلامة أراضيه".
وأضاف: "نحن ندرك أنه من أجل إطلاق عملية إعادة بناء واسعة النطاق لهذا البلد، من الضروري تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق، ونحن ننطلق من حقيقة أن تحديد مستقبل سوريا يقع على عاتق السوريين أنفسهم دون فرض أي نماذج جاهزة من الخارج".
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الجزء الأول من المباحثات بين بوتين وأردوغان كان بناء جدا حيث جرى ضبط المواقف في مختلف المجالات.
وبدوره، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا ترحب بالمفاوضات بشأن استعادة اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود الحاسم للتخفيف من تأثير أزمة الغذاء، وفق ما ذكرت صحف دولية.
ذكر بوتين أنه يريد استخدام العملات الوطنية خلال التجارة مع تركيا.
وأضاف بأن الغرب هو من دفع روسيا لإلغاء صفقة الحبوب.
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن المبادرات البديلة لاتفاق البحر الأسود لا توفر بديلا مناسبا.
لقاء بوتين مع أردوغان
وكان الرئيس الروسي اجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الاثنين.
وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو. وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، وتقول موسكو إن الهجوم على قاعدة روسية في شبه جزيرة القرم هو السبب وراء الانسحاب.
وبموجب الاتفاق، سمح لشحنات الحبوب بمغادرة الموانئ الأوكرانية.
وخلال اللقاء مع أردوغان، قال بوتين: “أعلم أنك تنوي إثارة مسألة صفقة الحبوب. نحن منفتحون على المفاوضات بشأن هذه القضية».
وقال الرئيس الروسي إن موسكو قد تعود إلى الاتفاق إذا التزم الغرب بمذكرة منفصلة متفق عليها مع الأمم المتحدة لتسهيل صادرات الغذاء والأسمدة الروسية.
وقالت موسكو إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين أعاقت شحنات المواد الغذائية والأسمدة الروسية.
وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالفعل إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "مجموعة من المقترحات الملموسة" تهدف إلى إحياء الاتفاق، بحسب مكتب جوتيريش.
وقال الرئيس التركي أيضًا اليوم الاثنين إنه سيصدر إعلانًا “مهمًا للغاية” بشأن صادرات الحبوب.
وكان أردوغان لاعباً رئيسياً في التوسط في صفقة الحبوب. وقال في أغسطس إن إحياء الاتفاق يعتمد على وفاء الدول الغربية "بوعودها".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الظروف المحيطة بالاتفاق لا ترقى إلى مستوى توقعات موسكو.
وقال التلفزيون الرسمي الروسي في تقريره عن لقاء أردوغان في سوتشي، إن الوعود التي قطعها لروسيا يجب أن تنفذ هذه المرة.
وتناقش روسيا أيضًا مبادرة لتوريد ما يصل إلى مليون طن من الحبوب إلى تركيا بأسعار مخفضة لمعالجتها لاحقًا في المصانع التركية وشحنها إلى البلدان الأكثر احتياجًا.
واستغرقت المحادثات بين بوتين وأردوغان بصيغة موسعة ساعة ونصف؛ وكان الجانبان قد خططا لمناقشة الوضع في أوكرانيا وسوريا وليبيا واتفاق الحبوب وإنشاء مركز للغاز في تركيا.
وكان أردوغان وصل إلى سوتشي، اليوم الإثنين، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، تناولت، من بين أمور أخرى، العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والتعاون في مجال الغاز والطاقة.