مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

في ذكرى وفاة طبيب الغلابة.. رحل ومسيرة عطائه مستمرة

نشر
الأمصار

تحل اليوم الأربعاء الموافق 28 يوليو 2021، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور محمد مشالي، طبيب الغلابة، والذي رحل عن عالمنا بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة في علاج الغلابة.

 

رحل طبيب الغلابة تاركًا تاريخ عريض من العطاء غير المشروط، ومد يد العون لكل من يشعر بالألم بمقابل زهيد وأحيانا دون مقابل.

 

كان الطبيب الراحل قد تمنى أن يتوفاه الله تعالى وهو واقف في عيادته ويكشف على مرضاه، وقبل وفاته بأيام قليلة كان متواجدا في عيادته، ثم تعرض لوعكة صحية، وجلس في منزله أيامًا قليلة إلى أن توفاه الله.

من هو طبيب الغلابة

وُلد محمد مشالي “طبيب الغلابة” في إحدى قرى محافظة البحيرة عام 1944، وتخرج في كلية طب القاهرة عام 1967، ونجح في أن يسجل اسمه بحروف من نور في قلوب المصريين بعد أن أفنى حياته في خدمة الفقراء.

 

تدرج “طبيب الغلابة” في المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، وخصص عياداته لعلاج الفقراء والمرضى، وفي أحد تصريحاته قال إنه قرر أن يهب نفسه لخدمة الفقراء وعلاجهم، مضيفا أنه من أسرة فقيرة ومتواضعة، ونظرا لما عاناه وأشقاؤه فهذا ما جعله يشعر بمعاناة الفقراء.

 

وكشف الطبيب الراحل، في مقابلة تلفزيونية، أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، ثم يتوجه لعيادته ويظل بها حتى أذان المغرب، ثم يعود لمنزله، وبعدها يتوجه للعيادتين الأخريتين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين، مشددا على أن سعر الكشف في العيادتين 5 جنيهات فقط.

 

وكانت كلمات الطبيب الراحل الأكثر تأثيرا: “نشأت فقيرًا وساندويتش الفول والطعمية يكفيني، ولا أريد أن أرتدي ملابس بآلاف الجنيهات أو أستقل سيارة طولها 10 أمتار”.

طبيب غلابة جديد.. استكمال للمسيرة

بعد شهور من وفاته، قرر طبيب مصري إعادة افتتاح عيادة الدكتور محمد مشالي، طبيب الغلابة الراحل في مدينة طنطا بمحافظة الغربية شمال مصر، والتي كان يعالج فيها مرضاه بسعر زهيد لا يتجاوز 10 جنيهات.

 

وأعلن الدكتور حسني سعد قطب، استشاري جراحات وأمراض الكبد بمستشفى المنشاوي العام في طنطا، فتح عيادة الدكتور محمد مشالي بعد الاتفاق مع أسرة الطبيب الراحل على ذلك، على ألا تتجاوز قيمة الكشف 15 جنيها (ما يعادل دولارا واحدا) لجميع المترددين على العيادة من المرضى والفقراء.

 

وقال الطبيب إنه كإنسان أولا وطبيب ثانيا يرفض إغلاق العيادة التي كانت بابا للأمل لعلاج الفقراء، وطاقة نور لتخفيف أوجاعهم وآلامهم، في ظل ارتفاع أجور الفحوصات، وانتشار وباء كورونا، مؤكدا أنه اتفق مع الأسرة على افتتاح العيادة لاستكمال مسيرة الطبيب الراحل.

 

وأوضح أنه قرر العمل على فترتين في العيادة لاستقبال المرضى والفقراء، خاصة أنه أحيل للتقاعد من عمله الحكومي ولديه الوقت الكافي الذي سيخصصه للمرضى، مشيرا إلى أنه سيعمل طيلة أيام الأسبوع لتقديم الخدمة الطبية، والتي كان يقدمها الدكتور محمد مشالي، بعد تجديد العيادة وتجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة وسيخصص وقتا بسيطا لعيادته الخاصة الأخرى في طنطا.

تخليد اسم طبيب الغلابة 

أعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إدراج اسم الدكتور محمد مشالي، المعروف بـ «طبيب الغلابة» في مشروع «عاش هنا»، والذي يهدف إلى الاحتفاء برموز مصر، وحفظها للأجيال المقبلة، وعلق التنسيق الحضاري لافتة على منزل طبيب الغلابة، تحمل اسمه، وعنوانه “68 شارع النحاس، طنطا الغربية”.

 

أما محافظة البحيرة مسقط رأس طبيب الغلابة عملت على تخليد اسم طبيب الغلابة، كرمز للعطاء والإنسانية بإطلاق اسم الدكتور محمد مشالي على الوحدة الصحية بقرية ظهر التمساح بمركز إيتاي البارود مسقط رأسه والتي دفن جثمانه الطاهر بها بناء على وصيته لأبنائه.

 

لم يتوقف تخليد اسم طبيب الغلابة على مكان إقامته في طنطا بل امتد إلى جميع أنحاء الجمهورية التي تأثرت بموت الدكتور محمد مشالي، فأطلقت مدينة الشروق، اسم الدكتور محمد مشالي، على ثاني أكبر ميدان في المدينة وهو (ميدان الشباب سابقاً)، وذلك تخليدا وتقديرا لإنسانية الطبيب الراحل في التعامل مع المرضى محدودي الدخل، والذي اشتهر بلقب طبيب الغلابة.

وزين رسامان شابان محطة قطار أبو زعبل بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، بصورة الطبيب الراحل محمد مشالي الملقب بطبيب الغلابة، بجوارها عبارة “يصبح الإنسان عظيمًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان”.

 

وأوضح أحمد حجاب، أنه وصديقه محمد السيد الذي يعمل رسامًا وتربطهما علاقة صداقة منذ سنوات سمعا كثيرًا عن الدكتور محمد مشالي وتأثرًا بمواقفه الإنسانية من خلال مشاهدة مقاطع مصورة له عبر موقع التواصل الاجتماعي ففكرا أن يكون هناك تخليد لهذا النموذج المشرف، وذكرى له داخل محافظة القليوبية عبر رسمه على أحد الأماكن العامة ليراه الناس.