هل تعود العلاقات التركية السورية بعد لقاء السيسي وأردوغان "تفاصيل"
وسط أجواء التفاؤل التي بدأت تخيم على العلاقات المصرية التركية، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عودة علاقات بلاده مع مصر قد تقود إلى نتائج إيجابية في العديد من المشكلات الإقليمية خاصة في الملف السوري.
وأضاف أردوغان للصحافيين لدى عودته من اجتماعات قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، اليوم الاثنين، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعاه لزيارة القاهرة، مضيفاً أنه وجه إلى السيسي دعوة مماثلة، لكن الرئيس التركي لم يذكر موعداً محتملاً لتبادل الزيارات.
العلاقات المصرية التركية
وشهدت العلاقات المصرية التركية تطورات إيجابية تسارعت على مدار الشهور الماضية، وأعلن البلدان في 4 يوليو الماضي رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفير، بعد 10 سنوات من خفضه إلى مستوى القائم بالأعمال، عقب خلافات بين البلدين بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو عام 2013.
وحسب بيان المتحدث الرئاسي المصري، الأحد، فإن اللقاء بين الرئيسين «تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين، لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين».
السيسي يصافح أردوغان للمرة الأولى
وتصافح السيسي وإردوغان، للمرة الأولى، على هامش افتتاح كأس العالم في قطر. وقال الرئيس التركي حينها إنه «تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة». كما شكل زلزالا تركيا وسوريا دفعة للعلاقات؛ خصوصاً مع التضامن المصري الواسع، واتصال السيسي بنظيره التركي هاتفياً حينها، للتعبير عن تضامن وتعاطف الشعب المصري.
وقال خبراء من مصر وتركيا إن «مباحثات السيسي وإردوغان الجديدة (خطوة جيدة)».
ووصفت وسائل إعلام تركية اللقاء بين السيسي وإردوغان بـ«المصافحة التاريخية الثانية» بعد المصافحة الأولى في الدوحة العام الماضي.
إعادة العلاقات التركية السورية
وكان الرئيس التركي قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن على نظيره السوري بشار الأسد الابتعاد عن أي تصرفات تلحق الضرر بمسار التطبيع، وأوضح أنه لا يرى أي خطوة إيجابية من الأسد لإعادة العلاقات مع سوريا.
أتت هذه التصريحات بعدما وضع الأسد، شرط انسحاب القوات التركية من الشمال أساساً لعودة العلاقات.
يشار إلى أن محادثات ثلاثية جرت قبل فترة بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا في لقاء رسمي كان الأول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
جهود روسية لعودة العلاقات
وأعلنت موسكو مراراً عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين.
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا