تونس تدعو الجزائر إلى تطوير الاتفاق التجاري التفاضلي المبرم بينهما
ترأس الطيب زيتوني، وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري، منافصة مع كلثوم بن رجب، وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسي ، اليوم الجمعة بالعاصمة التونسية ، أشغال اللجنة المشتركة الجزائرية التونسية للتعاون التجاري .
وخلال الاجتماع، أكد زيتوني في كلمة له ان انعقاد هذه الدورة في هذا الوقت الذي يشهد ظروفًا إقليمية ودولية بالغة الدقة، يأتي تجسيدا للإرادة السياسية لكلا البلدين التي تعكس عمق ومتانة العلاقات التي تكتسي طابعا خاصا واستثنائيا من حيث عمق روابط الأخوة الصادقة.
وأضاف الوزير، أن الجزائر تتطلع للانتقال بالتعاون الثنائي إلى آفاق واعدة، بما يحقق للبلدين طموحاتهما في شتى المجالات، كون تونس تعتبر ثاني شريك اقتصادي للجزائر في افريقيا، مؤكدا حرص الجزائر الدائم على تعميق سنة التشاور والتنسيق حول القضايا التجارية خاصة منها تلك المتعلقة بتطوير التجارة الخارجية من أجل الرقي بحجم المبادلات التجارية.
كما أشار الوزير، بأن إعادة بعث أشغال هذه اللجنة بعد أكثر من ستة سنوات، ستكون فرصة سانحة لتوسيع التشاور و المباحثات حول الطرق و الوسائل الكفيلة لدعم العلاقات الاقتصادية و التجارية الثنائية.
ومن الجانب الجزائري، أبرزت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب، المستوى الطيب للعلاقات التجارية بين البلدين والسعي المشترك إلى رفع كل الإشكاليات التي تعترض المبادلات التجارية البيئية والنهوض بها إلى أفضل المستويات.
كما أكدت الوزيرة، على ضرورة الإسراع بتحسين وتطوير الاتفاق التجاري التفاضلي المبرم بين حكومتي البلدين بتاريخ 04 ديسمبر 2008 وفقا لما نصت عليه المادة الرابعة منه.
العلاقات التونسية الجزائرية
كانت تونس أول دولة توقع معاهدة الأخوة والوفاق مع الجزائر، عام 1983. خلال تاريخ الجزائر المستقلة، ارتبطت الجزائر بعدد من الشراكات الاقتصادية مع تونس، ومنها خط الأنابيب الذي يربط الجزائر بإيطاليا مرورا بتونس. إزدادت العلاقات بين البلدين قربا عام 1987 وذلك بعد رحيل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة من السلطة، وتولي الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
بعد استقلال البلدين ظهرت الكثير من الخلافات السياسية نظرا لاتجاه حكومة البلدين إلى سبل مختلفة، فالرئيس الحبيب بورقيبة لم يكن يخفي ميله إلى المعسكر الغربي في حين كانت الثورة الجزائرية مرتبطة بعمق بالمعسكر الاشتراكي وكانت قياداتها متأثرة كثيرا بالمنهج الناصري الذي لم يكن على ود كبير مع الحبيب بورقيبة.
وقد تلقى الكثير من المثقفين الجزائرين ورموز الثّورة الجزائريّة تعليمهم في جامع الزيتونة وذلك هربا من النهج الثقافي الفرنسي في الجزائر في إطار مشروعها لإلحاق الجزائر بالتراب الفرنسي، ما جعل المقاومة الجزائريّة لا تتوقف عند المواجهة العسكرية وحدها بل اتجهت نحو البعد الثقافي والحضاري لمواجهة الإستعمار الفرنسي فمن بينهم، الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومفدي زكرياء، ومحمد السعيد الزاهري، ومحمد العابد الجلالي والطاهر وطار، وعبد الحميد بن هدوقة، وعبد المجيد الشافعي وغيرهم والذين كان لهم الدّور الكبير في ما بعد في ترميم الثقافة والهوية الجزائرية