أشهرها عروسة المولد.. كيف يحتفل العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي؟
في الـ12 ربيع الأول من كل عام، يحتفل العالم الإسلامي بذكرى مولد الرسول - صل الله عليه وسلم- ، ولكل دولة طقوسها وطرق الاحتفال الخاصة بها لتلك المناسبة حسب تاريخها وموروثها الثقافي، ولكن يجتمع الجميع على تلاوه مدائح الرسول والتذكير بقصة مولده والتزكير بضرورة التحلى بأخلاق النبي.
والمولد النبوي أو مولد الرسول - صل الله عليه وسلم- هو ذكرى سنوية في يوم مولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع الأول حسب أشهر الأقوال عند أهل السنّة أو 17 ربيع الأول حسب المنظور الشيعي.
حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا أو عبادة بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله. حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، وتكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد.
تحتفل دول عدة في العالم بذكرى النبي محمد حيث تعد هذه المناسبة عطلة رسمية في عدة دول مثل: فلسطين، والعراق، والجزائر، والمغرب، والسودان، وسوريا، ومصر، وليبيا، والأردن، وتونس، والإمارات، والكويت، وسلطنة عمان واليمن.
تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي
يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الله إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول «هذا يوم وُلدت فيه»، وحسب أبو شامة، فإن عمر الملاء هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد. فيما يذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق حاليًا) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين.
وفي جولة سريعة نرى فيها احتفالات العالم الإسلامي بالمولد النبوي الشريف:
مصر:
في مصر المولد النبوي الشريف له مذاق مختلف، فالطبع هو عيدا سنويا لدى المصريين، الذين يحرصون على الاحتفال به من خلال انشار "حلوى" المولد بشتى أشكالها بالشوادر قبل حلول ذكرى المولد بحوالي شهر، ويحرص المصريون على شراء “عروس المولد” أو “عروسة المولد” كما يسميها الجميع، وكما يحرصون على شراء “حصان المولد” وتقديمهم كهدايا، وفي اليوم الثاني للاحتفال تطهي السيدات إشهى المأكولات احتفالا بهذا اليوم، وتقوم الطرق الصوفية بمجالس ذكر وتنتشر مدائح الرسول والإنشاد الديني في هذا اليوم.
ليبيا:
الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا له طابع شعبي، حيث تبدأ مراسم الاحتفال بتلك المناسبة في المساجد بتلاوة القرآن وإلقاء دروس الوعظ والمدائح الصفوية والحضرة التي تستخدم فيها الطبول والدفوف وتوزع الحلوى والشاي وإشعال البخور والتطيب، ويقوم الآباء والأمهات بشراء الهدايا والتي تعد الخمسية من أشهرها، وهي عبارة عن “شجرة ميلاد” تصنع يدويًا من الخشب ويتم تزيينها بالورود البيضاء والحمراء والوردية، إلى جانب الألعاب النارية ومنها النجوم، بجانب إشعال شمعة الرسول الكريم، حيث يقف الصبيان أما البيوت ممسكين بالقناديل المصنوعة من الخيش، فيما تحمل البنات الشموع أمام المنازل، وعادة ما يردد الأطفال أغاني المولد.
فلسطين:
وأما عن فلسطين، فيحتفل الفلسطنيون بإقامة الحلقات الدينية والتواشيح والاحتفالات الدينية والمهرجانات، والاحتفالات العائلية والزيارات. وتعد كالنمورة والكنافة من أبرز المأكولات في ذلك اليوم.
السودان:
وتتميز مدينة أم درمان التاريخية في السودان، بأنها مركز الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ، حيث تبدأ مظاهر الاحتفال فيها بداية من ربيع الأول، وتقام الشوادر والخيام الرئيسية لبيع الحلوى والتي تعد “السمسمية” من أشهر تلك الحلويات في تلك المناسبة، بجانب حلقات الذكر والإنشاد وتقديم الطعام للمحتفلين والتي تعد التريد من أشهر المأكولات الخاصة بتلك المناسبة.
العراق:
والعراق هو البلد الملتزم بكل الطقوس والشعائر الدينية الإسلامية، فالطبع مثل هذه المناسبة تحمل تقديرا خاصة في قلوب العراقيين، حيث تشهد العاصمة العراقية احتفالات بهذه المناسبة يشارك فيها آلاف الأشخاص بمناسبة حلول ذكرى مولد سيد البشر النبيّ محمّد، حيث تضاء الشموع، وتوزَّع الحلوى، وتقرأ الأناشيد. وفي مدينة أربيل، تكتظّ المساجد والساحات العامة بالمحتفلين بالمولد النبوي الشريف.
سوريا:
يحتفل السوريون من خلال الذهاب للمساجد بمشاركة رجال الدين، وذهاب الآباء إلى سوق الملبس الذي يعد من أشهر الحلويات احتفالا بتلك المناسبة، بجانب تزيين الشوارع بالأضواء والأعلام، ولف قطع الملبي في أورقة السلوفان، ويتيقظ الدمشقيون على أنغام المدائح النبوية وتسميع الموشحات الدينية من قبل أصحاب المحلات. ويفتتح المولد بتلاوة القرءان وقراءة المولد والأناشيد الدينية والمدائح النبوية ورقة المولوية وتوزيع أطباق المحلاية.
الأردن:
تعطي الأرن يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إجازة عامة، حيث تتم تلاوة القرآن وحضور حلقات الذكر والابتهالات الدينية الممتدة لأسابيع، ويعد المشبك من أشهر الحلويات الخاصة بتلك المناسبة.
عمان:
تعد الهوامة من أشهر الطقوس الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي في عمان، وهي التمايل أثناء ترديد الأناشيد الدينية ومدح الرسول بجانب حلقات الذكر وتلاوة القرآن.
السعودية:
وفي السعودية المولد النبوي له طابع خاص مفرح وممتع أيضا، حيث أنها تحتفل بالمولد النبوي الشريف بتلاوة الخطب الدينية وإضاءة 16 حزمة ضوئية ببرج الساعة الحرم المكي للاحتفال بتلك المناسبة، ويصل مدى تلك الأنوار في مكة المكرمة إلى 10 كيلو متر إلى الأعلى، فيما يتبادل الشعب الزيارات والتهاني أيضا، وإعداد بعض الوجبات السعودية.
الإمارات:
يحتفل الإمارتيون بتلك المناسبة من خلال الصيام وتلاوة القرآن والاستغفار وإحياء السنة النبوية، ويكون تاريخ المناسبة عطلة رسمية بالدولة.
تونس:
ومن قبلها بأيام، تستعد العائلات التونسية لتلك المناسبة، حيث يخصص التوسيون استعدادات مميزة لتلك المناسبة كغيرها من المناسبات الدينية الأخرى، حيث تقام احتفالات عديدة بدور العبادة وختان الأطفال وإتمام الخطوبات أو قراءة الفاتحة وإعطاء «الموسم» من قبل الخطيب لخطيبته في تلك المناسبة، بجانب إعداد التونسيون لأشهى المأكولات في تلك المناسبة خاصة «العصيدة» بنكهتها الجميلة التي تحرص ربات البيوت على إعدادها وتزينها وزخرفتها بحبات الفاكهة وتقديمها للجيران والأهل خلال تبادل الزيارات وتبخير المنازل وزيارة فئة قليلة من التونسيين لأضرحة أولياء الله الصالحين كضريح سيدي بلحسن الشاذلي بتونس العاصمة وسيدي بوسعيد الباجي بمنطقة سيدي بوسعيد وسيدي أبولبابة الأنصاري بولاية قابس وسيدي منصور بولاية صفاقس.
المغرب:
في المغرب تنطلق الاحتفالات بمختلف مظاهرا تعظيما لمولد الرسول الكريم، حيث تقام دروس في السيرة النبوية وأمداح نبوية وموشحات دينية بالمساجد، ويقام حفل آخر عند موعد صلاة الفجر ينتطلق بقراءة الأمداح النبوية المستمرة حتى الوقت الذي ولد فيه الرسول، وتعتبر المولوية من أبرز الاحتفالات عند المغاربة، حيث تقام تلك الليلة من قبل بعض العائلات والأسر المرتبطة بمظاهر التصوف، بجانب أنها مناسبة لتجمع العائلة والأسر، حيث تفتتح بقراءة القرآن والأمداح والمواويل.
بالإضافة إلى ذلك يحرص الآباء على شراء ملابس جديدة للأطفال بجانب تناول المغاربة أكلاتهم الشعبية كالكسكسي مع الفراخ على الطريقة المعغربية، فضلا عن صنع الحلوى المغربية لتلك المناسبة، وتعد مدينة مكناس من أبرز المدن المغربية احتفالا بتلك المناسبة لإحتوائها على ضريح الشيخ الهادي بنعيسى أوالشيخ الكامل ( شيخ الطريقة العيساوية)، الذي يحتفل العسويون بموسم هذا الشيخ تزامنا مع تلك المناسبة.
الجزائر:
تنتشر الطرق الصوفية والأناشيد بالشوارع الجزائرية وتشكل مدينة مستغانم المركز الأساسي لهذا الاحتفال لضمعها أكبر عدد من الطرق الصوفية. وتعد الروستة والشخشوخة والتريدة من أشهر الأكلات الجزائرية بتلك المناسبة. ويخرج رب المنزل للمساجد الذي تقام بها حلقات الذكر وأناشيد مدح الرسول. وتشهد الزوايا والمساجد الجزائرية قراءة الهمزية للشيخ النبهاني وهي قصيدة لمدح الرسول بجانب قراءة القرآن والآحداديث النبوية الشريفة، وتنظيم مسيرة تعرف بأسم الذري أو التبشير بالشوارع، بجانب أن الجزائريون يفضلون ختان أبنائهم في تلك المناسبة.