عميد ركن يعرب صخر يكتب: خبث إيران في أذربيجان
تلعب إيران لعبة خبيثة في أذربيجان التي تقع على حدودها الشمالية الغربية. استقلت أذربيجان كما غيرها من ١٤ دولة عن الاتحاد السوفيتي ١٩٩١. تنازعت مع أرمينيا الجارة على إقليم ناغورني كاراباخ.
بالطبع وقفت تركيا مع الأذريين وساندتهم بكل السبل. بهذا الوقت كانت روسيا تساند الأرمن وساعدتهم على الهيمنة في هذا الإقليم. كل هذا مفهوم ومتوقع تمليه مصالح تركيا وروسيا (بالمناسبة أذربيجان سوف تشكل في المستقبل موضوع نزاع متجدد بين تركيا وروسيا). الغير مفهوم لماذا تساند إيران الأرمن ضد الاذريين مع أن ٧٠% منهم شيعة؟
هناك قناعة راسخة مقرونة بسياق التاريخ واثباتات الواقع أن إيران ظاهرها ديني إسلامي لكن ممارساتها بالواقع فارسية بحتة تكن العداء للإسلام والحقد على العرب، مستعملة " الشيعة وقودا" وأدوات فتنة وحروب. وأذربيجان مدركة لكل ذلك، وترفض اتباع ولاية الفقيه، وتعتبر نفسها امتداد إسلامي متناغم ومتوازي مع العربي والتركي وبوجه نجفي وليس قمي فارسي لكن بقومية أذرية كما الأتراك بقوميتهم العثمانية (الأصول الأذرية والتركية عرقية واحدة).
فيما خص تركيا اولا دائما نرى إيران تقف ضد مصالحها والتآمر بخبث والطعن بالظهر. عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تتحضر لاجتياح أوروبا شاغلتها إيران الصفوية من الخلف وتآمرت مع الأوروبيين لإفشال العثمانيين . وعندما طرد السلطان عبد الحميد اليهود لجأوا إلى إيران. بالحرب العالمية الأولى وقفت إيران مع الغرب….. على كل هذا موضوع آخر.
حاولت إيران مع أذربيجان تصدير الثورة إليها وإنشاء ميليشيات تابعة لها، وتأسيس الشعائر الشيعية وفتح مدارس مذهبية وإشاعة المظاهر العاشورائية ...الخ. ومع عدم موافقة الاذريين على معظم الرغبات الإيرانية وخصوصا" رفضهم لقطع النفوذ والمساعدات التركية…. سلكت إيران مع أذربيجان مسلكا" مغايرا" للطبيعة.
لم تتوقف المحاولات الإيرانية وسلكت مسلكا" آخر فاقتصرت مطالبتها لاذربيجان على بضعة مطالب تراها بسيطة ولكن في طياتها كل الخبث، وهي:
السماح بدخول عدد من المعممين الإيرانيين إلى أذربيجان لتوعية الناس على خطر داعش ومنع انضمامهم اليه. وبنتيجة السماح افتتح المعممين ٢٢ مدرسة هدفها فقط إذكاء الشعائر الشيعية لدرجة أن الاذريين وجدوا فيها ان معظم أيام السنة شعائر وطقوس وذكرى وأعياد ومناسبات وتحويل حياتهم إلى مآتم واحزان وبكاء ولطم وجلد للذات. فما أن ينتهي مآتم الحسين يبدأ أسبوع الحسين ثم الأربعين فماتم الزهراء ثم العباس وبعدها مآتم زينب ثم الكاظم ثم الموسوي والخميني….وعاشورائيات وزيارات وحج كربلاء والتعريف بمزار ابو لؤلؤة وهرولة الى النجف وكربلاء وسامراء والسرداب ومن قبر الى قبر...
تقديم التبرع المجاني للاطفال الاذريين دون ١٤ سنة واخذهم في سياحات مطولة وزيارات مدفوعة الأجر( غسل الدماغ وتعويدهم على كره السنة والعرب والأتراك وتقديس الأئمة الشيعة….)
تقديم المساعدات والإعانات والتبرعات. ومن ورائها تجنيد الفقراء والأميين كانتحاريين في سوريا والعراق.
كما فعل مععمو إيران في العراق يجتهدون لفعله في أذربيجان. ودائما تتدخل تركيا لتهديم ما أمكن من هذه الذهنية الشاذة في أذربيجان حيث استطاعت تركيا حتى الآن السيطرة والتأثير على رجال السلطة والسياسيين وصناع القرار في أذربيجان حتى الان.
أما وقد عاد إقليم ناغورني كاراباخ إلى وطنه الأم اذربيجان، بعد أن ربض فيه أرمن أرمينيا طوال سنوات، بعون من إيران عقابا" منها لأذربيجان على عدم تماشيها مع مأربها؛ فهذا يعد انتصار تركي اذربيجاني وصفعة مهمة لايران، نأمل من الدول العربية التي تئن تحت نفوذ العمامات الإيرانية، أن تكون قد أخذت بذلك الدرس وتنتفض لكبريائها وعروبتها.